قائمة الموقع

المبادرات المجتمعية بالضفة تفضح سوء إدارة السلطة لأزمةَ "كورونا"

2021-03-18T09:20:00+02:00
صورة أرشيفية

دفع تزاحم المصابين بفيروس كورونا في مستشفيات الضفة الغربية، إلى إطلاق مبادرات لتوفير أجهزة توليد أكسجين لمن يستكملون مرحلة العلاج داخل بيوتهم بالمجان، في ظل عجز السلطة ممثلة بوزارة الصحة عن إدارة الأزمة.

وجاءت المبادرات الشبابية والمجتمعية التي انطلقت قبل أيام، في مدن وقرى الضفة الغربية لتوفير أجهزة الأكسجين المنزلية وتوصيلها لمن يحتاج إليها من المرضى بعد إعلان مسؤولين في وزارة الصحة برام الله وصول القدرة الاستيعابية في المستشفيات إلى الصفر وكذلك النقص الحاد في الأكسجين واضطرار عدد كبير من المصابين إلى البقاء في منازلهم.

وتمكن مواطنون في بلدة سنجل شمال مدينة رام الله من شراء نحو 45 جهاز أكسجين، في حين أعلن الناشط جاد قدومي، عبر صفحته على "الفيس بوك"، إطلاق واحدة من هذه المبادرات، بهدف توفير 20 جهازًا، لتوزع على محافظات الضفة الغربية من شمالها إلى جنوبها.

ويؤكد عضو لجنة الطوارئ في مدينة نابلس غسان حمدان، أن الموازنات المخصصة من الحكومة لوزارة الصحة لا تلبي تحسين البنية التحتية للقطاع الصحي في الضفة.

ويقول حمدان لصحيفة "فلسطين": كان الأولى أن يكون هناك تخطيط مسبق من وزارة الصحة والقائمين على الخدمات الصحية والرعاية الصحية الأولية لتحسين البنية التحتية وعدم انتظار تفاقم الأمراض والأوبئة، ويُتعامل بعدها معها بِردّات الفعل.

ويتابع: "كان المفترض أن تعزز الحكومة ميزانية القطاع الصحي من أجل تطويره في ظل زيادة أعداد المصابين وعدم قدرة المستشفيات على توفير الرعاية الصحية لهم".

ويؤكد حمدان أن المبادرات الشبابية والمجتمعية التي أطلقت مؤخرًا، في مدن وقرى الضفة الغربية لتوفير أجهزة الأكسجين المنزلية، تسد جزءًا من احتياجات المجتمع، ولكنها لا تلبي احتياجات المرضى بالكامل بسبب ارتفاع أعداد المصابين.

ومضى إلى القول: "لا تنقصنا الأموال، غير أن إدارة المال تتم بطريقة غير صحيحة"، مشددًا على أن المجتمع قادر على العطاء وتقديم الأموال لتحسين الحالة الصحية في حال وجد أن إدارتها تتم بطريقة صحيحة.

وبنه إلى أن المجتمع يمر بمنعطف صعب؛ ما يتطلب تكاتف كل الجهود للخروج من الأزمة بأقل الخسائر من جراء تصاعد أعداد المصابين بالفيروس.

فقدان الثقة

في حين يقول الناشط في مكافحة الفساد، فايز السويطي: إن إطلاق المبادرات الشبابية والمجتمعية تدل على أن الشعب فقد الثقة بالحكومة ولم يُبقِ أمامه مجالًا إلا الاعتماد على نفسه لإنقاذ مصابي كورونا.

ويضيف السويطي لصحيفة "فلسطين": الأدلة أصبحت واضحة وصريحة على أن الحكومة لم تعد مكانًا للثقة، فالمواطن بدأ يبحث عن وسائل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين.

ويلفت إلى أن المبادرات المجتمعية التي تطلق في الضفة بين الفينة والأخرى، "تفضح عجز السلطة وموازنتها المخصص للقطاع الصحي وتكشف سوء إدارتها ملف كورونا".

ويؤكد أن عدم وجود رقابة على عمل الحكومة ووزارة الصحة في إدارة ملف جائحة كورونا، "جعلها تمارس الكذب والتضليل على المواطنين".

وحث اللجنة الوبائية التي تتابع مصابي كورونا على إبلاغ الجمهور بأعداد أجهزة الأكسجين المتوفرة في مشافي الصحة، والجهات التي وفرتها، والمرضى الذين تخصص لهم، مشددًا على أن غياب الشفافية وعدم إطْلاع الجمهور على تلك المعطيات يدعونا إلى الشك بنزاهة اللجنة الوبائية.

ويرى السويطي أن المبادرات المجتمعة ونشاطها في الضفة يفضح عجز السلطة ووزارة الصحة عن مواجهة كورونا، متسائلًا: "أين الموازنات التي خصصها مجلس الوزراء لوزارة الصحة لتوفير احتياجاتها من معدات وأطقم طبية لمواجهة كورونا؟!".

وأعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل 29 حالة وفاة، و2193 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، و2080 حالة تعاف خلال الـ24 ساعة الماضية.

اخبار ذات صلة