فلسطين أون لاين

تحولات؟!

أكد الجنرال المُتقاعد عاموس غلعاد، والذي عمل سابقًا مديرًا للدائرة السياسيّة والأمنيّة في وزارة الأمن "الإسرائيليّة"، أنّه لم تكن أوضاع "إسرائيل" الأمنيّة والاستراتيجيّة ومكانتها الإقليميّة في يومٍ من الأيام أفضل ممّا هي عليه الآن.

هذا كلام في غاية الأهمية على مستوى تقدير الموقف العام للدولة العبرية في ضوء التطورات الأخيرة، حيث لم تعد (إسرائيل) في حاجة لأن تخفي اتصالاتها وعلاقتها مع بعض الدول العربية الأساسية.

(إسرائيل) تفتخر أنها في وضع أمني واستراتيجي في علاقتها مع دول الجوار كمصر والأردن إضافة إلى دول خليجية؟! أكثر من ذلك أن غلعاد يرى أنه ثمة تحولات إيجابية تمتعت بها (إسرائيل) حسنت من مكانتها الاستراتيجية وبيئتها الأمنية، بعد أن باتت دول عربية صديقة أمنيًا لها، وهنا ذكر غلعاد مصر والأردن والسعودية، ومن المعلوم أن ( إسرائيل)، تسعى لأن تكون شريكا لهذه الدول وغيرها من خلال ما يقال عنه أنه ناتو إسلامي عربي لمواجهة الإرهاب، واحتواء البرنامج النووي الإيراني.

(إسرائيل) اليوم تمتلك صديقا قويا في البيت الأبيض، يعرب دائما أنه لن يكون أسير سياسة سلفه أوباما، وأنه سيعمل على حل القضية الفلسطينية من خلال إيجاد قواعد مشتركة بين الدول الخليجية والعربية الأخرى ودولة (إسرائيل) التي تتفق مع دول الخليج على خطر السياسات الإيرانية.

ما يلفت النظر أن ما كان يجري قديما في الخفاء، بات يجري الآن بشكل علني، فلا يوجد ما يمنع من إشادة غلعاد في العلاقة الأمنية مع الدول العربية المعتدلة دون أن تجد نفيا عربيا ذا مغزى؟!.

أنا لا أتخيل كيف يمكن أن تكون مصر والأردن والسعودية صديقا لدولة الاحتلال، بينما الشعوب العربية ترفض التطبيع مع دولة عنصرية تحتل الأراضي العربية والفلسطينية، وتمنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم، وترفض التعامل مع المبادرة العربية للسلام.

هل كلام غلعاد يعبّر عن واقع يتبلور باتجاه ما يسمى تحالفًا سنيًا، وشراكة مع دولة الاحتلال، أم أنه يعبر عن أمل يطمح هو أن تصل إليه دولته، لا سيما أنه يتحدث عن وجود ترامب في البيت الأبيض كرجل قوي في تأييد مطالب (إسرائيل)، أعتقد أنه يتحدث عن حالة من التحولات تراها دولة العدو إيجابية، بينما تميل الدول العربية إلى التحفظ، وتؤكد أنه لا تطبيع قبل الانسحاب من الأراضي المحتلة، والاستجابة لمطالب الفلسطينيين.

وبحسب أنور عشقي فإن الدول العربية لا يمكن أن تقبل بغير المبادرة العربية "المدعومة دوليًا" كحل لإنهاء الصراع في المنطقة"، مبينًا أن كل الدول العربية والإسلامية ترفض الانتقاص من حقوق الفلسطينيين، لا سيما ملفات القدس واللاجئين والاستيطان والأمن.