بصوت جهوري وقوي صدح به في أرجاء المسجد الأقصى وما حوله بدأ الشاب المقدسي أمير دعنا حياته الفنية بنشيد وطني جذب المشاهدين، بسبب طبيعة المشاهد التي اختارها في القدس والأقصى، إلى جانب موضوع الأنشودة الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية.
أمير (20 عامًا) يسكن في مدينة القدس، كما القدس تسكن قلبه، في سن الـ(13) اكتشف هو وعائلته موهبته في الصوت الجميل، فكان يستمع لمقاطع إنشادية ويعيد أداءها بصوته ونبرته الخاصة، ليعكف على تطوير ذاته في عالم المقامات بعيدًا عن المؤسسات أو المعاهد الموسيقية أو الفرق الإنشادية.
يقول لصحيفة "فلسطين": "مع هذا الاكتشاف وجدتني أنجر وراء سحر القدس وجمال الأقصى، فيغريني أن ألتقط صورًا لكل ما تراه عيني ولكن من زوايا مختلفة ومميزة، فادخرت مصروفي الخاص واشتريت كاميرا لأستهدف فيها البلدة القديمة وحارات القدس ومقدساتها وكل شيء فيها، حتى بات التصوير جزءًا من حياتي".
وكان بعدسته التي تستهدف جمال القدس يلتقط لها صورًا وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان حسابه الذي ينشر عليه الصور عام 2017 من أفضل 10 حسابات على مستوى فلسطين.
شعر أمير بحالة من التشتت بين التصوير والصوت الجميل، خاصة بعد الانتقادات التي واجهها، والإحباط الذي حاول بعضٌ تعميقه بداخله، ولكن قاومهما بمواصلة التدريب المكثف ذاتيًّا لصوته لينتقل في عام 2017 إلى الإنشاد والتوجه نحو الفن الملتزم.
ويشير إلى أن الفن الملتزم عمل يرضي به الله، ثم الناس، أيضًا يشعره بالارتياح.
وفي سنوات التدريب لم يتوانَ عن الاستماع للعديد من المنشدين، ونصائح بعض الخبراء في المجال والأخذ بها لتطوير أدائه.
ولا يقتصر الشاب أمير في إنشاده على نوع معين، فيصدح صوته بالمدائح النبوية، والأناشيد التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والقدس، والحياة العامة، وبحلول أزمة كورونا نشر دعاء بصوته: "فكل أنشودة لها هدف معين ورسالة أيضًا".
وحظيت أنشودة "أمة لا تُهزم" التي سجلت على وقع موسيقا مسلسل قيامة أرطغرل بتفاعل واسع وكبير بعد أيام قليلة من إطلاقها، وقد أرجع ذلك لاختياره المشاهد الطبيعة للمسجد الأقصى، واهتمامها بالفلسطينيين وقضيتهم.
ويتابع: "الجميل في الأمر أن موهبة التصوير كان لها أثر جميل في تصويري فيديوهات الإنشاد، واختياري الصور والمشاهد".
ويعد المسجد الأقصى أكبر نعمة يحظى بها، فتربطه به علاقة قوية، ولذلك يحرص دائمًا على نشر صور خاصة به ومقاطع فيديو في أرجائه، فهو مصدر إلهام له، ويلفت إلى أنه تأثر كثيرًا في مدة إغلاقه بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وفيه مدينة القدس، فأغلق في إثرها.
"إغلاقه أفقدني رونق حياتي، خاصة أني أذهب إلى المسجد الأقصى يوميًّا، رغم كل المضايقات التي نواجهها المقدسيين، ومنعي أحيانًا من الدخول والتصوير هناك" يواصل حديثه.
ويطمح إلى أن يضيف جديدًا في عالم الإنشاد ويجد له مكانة مرموقة، ويوصل معاناة المقدسيين وقضية الفلسطينيين إلى العالم بهذه الوسيلة التي هي كالسهم في إيصال رسالتها.