فلسطين أون لاين

دعوات للفصائل باتباع ذات النهج

تقرير إشادة واسعة بالعملية الانتخابية الديمقراطية في حماس

...
قياديو "حماس" يعلنون نتائج الانتخابات الداخلية للحركة (أرشيف)
غزة/ نور الدين صالح:

لاقت الانتخابات الداخلية التي أجرتها حركة المقاومة الإسلامية حماس لاختيار رئيس مكتبها السياسي في قطاع غزة ترحيبًا وإشادة فصائلية وشعبية وسياسية، خاصة أنها تميَّزت بأجواء ديمقراطية نزيهة، أثبتت مدى قوة الحركة وتماسكها.

وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أول من أمس، انتخاب يحيى السنوار رئيسًا للحركة في قطاع غزة لدورة ثانية، معتبرًا أن حركته سجلت محطة سامية في تاريخها وهي تختار قياداتها بما يعكس أصالة وشورية راسخة.

وهنأ عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي نافذ عزام، السنوار لانتخابه رئيسًا لحماس في غزة، واصفًا إياه بأنه "قائد وطني يستحق هذه المكانة".

وقال عزام في تصريحات صحفية: إن "انتخابات حماس تقدم دليلًا جديدًا على أن الإسلاميين يعيشون الواقع تمامًا ويديرون شؤونهم بحرفية وموضوعية ونزاهة، وهذا يعطي مثالًا للعالم ولأمتنا العربية والإسلامية بأن كل الاتهامات التي توجه للإسلاميين لا مكان لها".

وأضاف أن "هذا النموذج الانتخابي يقول للأمة بأن هؤلاء الذين يحاصَرون ويواجهون (إسرائيل) ويقاومون ويجاهدون، يديرون أمورهم بهذا الشكل المتقدم والمتطور والديمقراطي والعمل التنظيمي، ويخشى أعداؤنا من استمرار هذا النضال وهذه المجابهة التي ستنتهي لصالحنا وصالح شعبنا".

وبيّن أن استمرار وانتظام العملية الانتخابية بهذا الشكل لدى حماس والجهاد الإسلامي يسقط كثيرًا من الدعاية الإسرائيلية حول تحريض العالم عليها واتهامها بالتطرف والإرهاب والعبثية.

في حين قال الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال: إن "العرس الديمقراطي يترجم مكانة حركة حماس الرائدة بالتجربة الديمقراطية، وكل العالم تابع هذه الانتخابات"، مهنئًا حماس بنجاح انتخاباتها الداخلية التي جرت بأجواء حضارية شورية مميزة.

وأضاف أبو هلال في تصريح صحفي: "من يؤمن بالشورى والديمقراطية في صفوف تنظيمه يدلل على أن حماس تؤمن بحق الآخرين في اختيار قياداتهم وممثليهم، وهذا يؤكد سعي حماس لإنجاح الانتخابات الفلسطينية العامة، وعلينا نحن الفلسطينيين أن نتعلم من تجربتها الشورية الديمقراطية".

متماسكة وقوية

إلى ذلك، بارك الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، للشعب الفلسطيني وحركة حماس نجاح مهمتها الديمقراطية التي فشلت فيها الكثير من الأنظمة والفصائل حول العالم، مشيرًا إلى أنها أظهرت نجاحًا في تنظيمها الداخلي "ونأمل أن ينعكس ذلك على خارج الحركة".

وقال سويرجو: إن "العملية الانتخابية داخل حماس كانت سلسة وناجحة، وهذا دليل على أنها متماسكة وقوية، وهذا النهج يمثل مقدمة للوصول إلى أهدافنا، وحماس تعطي نموذجًا ناجحًا لكل الفصائل التي تمارس العملية الديمقراطية".

وبحسب قوله، فإن حماس حولت الشعارات إلى واقع على الأرض وتبنت المناخ الديمقراطي في تنظميها، وهي محطة مهمة جدًّا في تاريخ الحركة، ونتمنى لها التوفيق بما يخدم مصالح الشعب والمقاومة.

ورأى أن حماس استطاعت أن تحقق نقاطًا مهمة أهمها أنها ليست حركة متشددة وهذه رسالة للجميع بأن الأحزاب الإسلامية يمكنها تحقيق الديمقراطية والنزاهة والشفافية وهذه العملية تنفي كل الصفات التي اتهمت بها حماس مثل (الإرهاب) والتشدد.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: إن "حماس أجرت انتخاباتها في ظرف معقد للغاية لكن بحرفية عالية وديمقراطية مميزة".

وأوضح الصواف في مقال صحفي له، أن حماس ليست المرة الأولى التي تجري فيها انتخاباتها، إذ أجرتها مرات عديدة سابقة وكانت أكثر سرية مما هي عليه الآن، معتبرًا الاهتمام بالعملية الانتخابية من الجميع "مؤشرًا على حجم الاهتمام الكبير الذي شهدته هذه الحركة الكبيرة".

من ناحيته، قال الكاتب السياسي أحمد أبو زهري: إن "حماس تمتلك كل وسائل وأدوات القوة لكنها لم تستعملها أو تلوح بها في مواجهة أحد المرشحين وبقيت الانتخابات تسير بهدوء وسلاسة دون ضوضاء، في حين غيرها من القوى استخدمت التهديد بالفصل وبلغ بها الحد للتلويح بقتل المخالفين".

وذكر أبو زهري أنه النتائج تقاربت بشكل لافت في عدة جولات، إلى أن أفضت في الجولة الأخيرة إلى فوز السنوار، وهذا عائد لوعي الصف وحرص المجموع على السعي لاختيار أفضل الخيارات للحركة وكلاهما كان بنفس القيمة والقدر.

وأضاف: "في حماس وحدها وجدنا السنوار يذهب ليتشارك الفرح والعرس الديمقراطي مع أخيه القائد نزار عوض الله، ما يجعلك تقف مذهولًا وأنت تشاهد صور الفرح والعناق، الأمر الذي كشف زيف الدعاية المعادية التي يمارسها أعداء هذه الحركة".

وبحسب قوله، فإن القوى الفلسطينية بحاجة اليوم إلى أن تتأسى بفعل حماس وتحاكي تجربتها بدلًا من مطاردة أبنائها وإبقائهم تحت دائرة الملاحقة والخوف نتيجة الرغبة في المنافسة على التغيير.

في حين رأى الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا، أنه "على الرغم من الطبيعة السرية لانتخابات حركة حماس التي لا تزال مستمرة في كل أماكن وجودها إلا أنها تحظى بمتابعة دقيقة من جميع الأطراف".

وبيَّن الظاظا أن حالة التنافس الطبيعية بين القيادات الشورية والتنفيذية تنتج أفضل من يخدم القضية الفلسطينية من وجهة نظر الناخبين.

ووُلد السنوار في مخيم خان يونس جنوب القطاع للاجئين عام ١٩٦٢ وتعود أصوله إلى قرية المجدل المحتلة.

واعتقل الاحتلال السنوار في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عامًا، بعد أن وجه له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".

وقضى السنوار 23 عاما متواصلة داخل سجون الاحتلال، حيث أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال عام 2011، التي عُرفت باسم "صفقة وفاء الأحرار".