فلسطين أون لاين

بـ "المنصة الإعلامية والاستعارة الذكية" ينشر معمر الثقافة

...
محمد معمر .jpg
غزة- ريما عبدالقادر

كل كتاب على رف مكتبة مدرسة عمار بن ياسر الثانوية للبنين كان له حكاية مُختلفة مع أمينها محمد معمر، الذي أوجد في أعوام عمله علاقة حب وشغف للعلم والثقافة، ومحاولة زرع هذه البذرة في طلبة المدرسة.

وكذلك ألا يقتصر دور المكتبة على تقديم الكتب، بل يكون لها جانب تفاعلي مواكب للتكنولوجيا يحتاج إليه الطالب بشدة خاصة في وقت الحجر الصحي من جراء جائحة كورونا، الأمر الذي جعله يُبلور فكرة المنصة الإعلامية، والاستعارة الذكية، وغيرها من الطموحات التي ما زالت في أجندة فكره.

حب معمر (35 عاما) للتكنولوجيا واهتمامه بالتصوير والمونتاج والإعلام جعله يستثمر فترة الحجر الصحي بإنشاء منصة إعلامية، إذ يقول لصحيفة "فلسطين": "حينما توقف الدوام المدرسي بسبب الجائحة جرت محاولات مختلفة لاستكمال المسيرة التعليمة من خلال الصفوف الافتراضية، هذا الأمر جعلني أفكر في طريقة لتفعيل دور المكتبة في الحجر الصحي".

ويتابع حديثه الذي كان واضحًا عليه حبه لعمله وطلابه وتشجيعهم على الثقافة والعلم: "الحمد لله قد اهتديت إلى فكرة المنصة الإعلامية التي من خلالها أعمل على توجيه الطلبة بقراءة الكتب المفيدة، ومشاهدة المحتويات المثمرة".

ويوضح أنه كان يعمل على معرفة الكتب المفيدة، ويوجه طالبًا لتلخيصها، وبعد ذلك يجري المونتاج الذي يتناسب معها، وتقديمها عبر المنصة، وكذلك يعمل على وضع الكتب بصيغة (بي دي اف)،  ونشرها على المنصة ليسهل الوصول إليها.

وفي حال وجد محتوى ذا أهمية سواء كان إسلاميًا، أو تنمية بشرية أو أي شيء يقدم فائدة علمية وثقافية، فإنه بعد ذلك يعمل على تصوير طالب وهو يقدم هذا المحتوى ويرشد زملاءه إليه.

ويبين أن مشاركة الطلبة في المنصة تساعد في مخاطبتهم وتقديم المعلومات لهم بالطريقة التي تناسب تفكيرهم. 

استخدام التكنولوجيا

وحينما تقرأ الأفكار المبدعة في عقل معمر تجد الطموحات العالية بعدم التوقف عند فكرة معينة، وهذا جعله ينجز تطبيق "الاستعارة الذكية" مجانا، إذ يشير إلى أنه كان يعمل في المكتبة بتسجيل الكتب المستعارة يدويًّا، وكل الآليات تكون كذلك.

ويتابع: "كنت أجد في بعض الجامعات أنها تعمل نظام استعارة الكتب من خلال جهاز قارئ الباركود، لكن هذا مكلف والمدرسة لا تستطيع توفير هذا الجهاز".

وعدم توفر الجهاز لا يعني توقف البحث، إذ يبين أنه غالبا ما يبحث في البرامج الموجودة في الهواتف النقالة، الأمر الذي جلب نظره في رؤية برنامج الماسح الضوئي الذي يعمل على قراءة رموز(كيو ار كود)، وأنه مجاني، هذا جعله يعمل على التفكير السريع بالاستفادة من هذه التقنية في إنشاء "الاستعارة الذكية".

ويردف وهو يستعرض الكتب المستعارة عبر هاتفه النقال: "عملت لكل كتاب رمزًا، وعليه يمكن مباشرة من خلال هاتفي النقال أن أعرف الكتاب المستعار، ووضعت كذلك بطاقة تعريفية لكل طالب في المدرسة والهيئة الإدارية والتدريسية، ليسهل عملية الاستعارة".

ولجودة الفكرة فإنها تمتاز بالعديد من المميزات، حيث يشير إلى أنه من خلال هذا التطبيق استطاع زيادة سرعة العمل، حيث بالإمكان تسجيل ما يقارب من 10 كتب استعارة بدقائق قليلة جدًّا، وإنه من خلال البرنامج يستطيع معرفة الكتب المستعارة، وحينما تنتهي الفترة الزمنية المحددة لاستعارة كتاب فإن البرنامج يعطي تنبيها له.

ويتابع حديثه عن المميزات بأن كل كتاب يرمز له بلون بحيث يتبين من خلال اللون أن هذا الكتاب يمنع استعارته، وهذا الكتاب قديم جدًا وهذا جديد.

ويذكر أن هذا التطبيق ساعده في العمل وجعله عوضًا من عملية التسجيل اليدوية، وكذلك يبين له عدد الكتب التي استعارها الطالب، وبهذا يُعرف العدد المسموح له في الاستعارة، وله أهمية في عملية الجرد السنوية في معرفة كل التفاصيل ونقلها على برنامج ((Word، وغيرها وعليه بالإمكان طباعتها بيسر وتنظيم. ويوضح أن هناك العديد من الأفكار التي يطمح لتحقيقها.

ويقول معمر إن التطبيق وجد استحسانا كبيرا لدى وزارة التربية والتعليم في غزة، وعُقدت ورشة عمل، لتعمم من خلالها الفكرة للمدارس الأخرى.

ويطمح لتحقيق مزيد من الانتشار لفكرته، والاستفادة منها وتطبيقها في المدارس وغيرها من المؤسسات التعليمية.

ويلفت إلى أنه في أسبوع المكتبات عمل من خلال "التربية والتعليم"، على إنجاز مشترك بين طلبة من الضفة الغربية وغزة في المشاركة الصوتية بتقديم محتويات ثقافية ومواهب ونشرها عبر المنصة الإعلامية.

ويسعى من خلال أفكاره إلى نشر العلم والثقافة ليس بين طلابه فحسب، بل في كل مكان يستطيع الوصول إليه، وكان يزرع ذلك في طلابه، حيث يرى المواهب الكامنة فيهم، ويشجعهم على تنميتها فهناك من يمتاز بجمال التقديم، والصوت الإذاعي وغيره من المواهب التي كان يساعدهم في اكتشافها وتطويرها.

ويبين أن هذا الأمر جعل علاقته بطلاب المدرسة طيبة جدًا خاصة أنه كثيرًا ما يجلس معهم ويناقشهم في العديد من الموضوعات، ويحاول إرشادهم ونصحهم، وتقديم لهم الصورة الصحيحة، وتوعيتهم.

ويذكر معمر، أنه يهدف من خلال المنصة الإعلامية وغيرها من الأفكار إلى رفع وعي الناس والتوجيهات السليمة لاستخدام التكنولوجيا بالنافع المفيد، وجعلها أداة من الأدوات المثمرة في العلم والتعلم.