قائمة الموقع

أنا وصية رسول الله

2021-03-13T09:41:00+02:00
سورة مريم.jfif

كلما تلوت قوله تعالى: "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ"(آل عمران:45)، تزيد دقات قلبي فرحًا لعظم الأمر، فهنا الله تعالى جعل ملائكته تبشر مريم عليها السلام، ويا لها من بشرى!

وحينما أتلو في سورة النساء، أجد أحكام الميراث العادلة في هذه السورة إذ حُفِظ فيها حق النساء في قوله تعالى: "وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ"، وقوله العزيز: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ" إذ في الوضع الطبيعي يكون للرجل ضعف نصيب الأنثى، لكن في حالات تتساوى المرأة بميراث الرجل، وفي نهاية السورة جاء قوله تعالى: "يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"، هنا يذكرهم الله العليم الخبير بأن هذه الأحكام قد وضعها هو بنفسه برحمته وحكمته حتى لا يضل الناس ولا تظلم النساء فيذكرهم بأنه عليم بكل شيء، فلا تجعل أنثى تشتكيك أيها الرجل لظلمها في الميراث.

وعندما يضرب الله تعالى الأمثال بالمرأة الصالحة، هنا جاء ذكر امرأة فرعون في قوله العزيز: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (التحريم:11).

وحينما نتأمل رحمة الله العزيز الرحيم في قوله: "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ"(آل عمرآن:195)، فهي رسالة جميلة تطمئن القلب بها بأن الله تعالى وعدك أيتها الأنثى بأنه لن يضيع عملك الصالح، فلك الأجر والثواب الحسن من الرحمن الرحيم، فأنت لك مثل الرجل بالثواب، فهو لن يضيع أي عمل صالح لك، وأيضًا أيتها الصالحة فلك الجنة برحمة الله تعالى، فقد ذكرك في جزاء الجنة حينما قال: "وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا" (النساء:124)، وغيرها الكثير من الآيات العظيمة التي كرمت وبشرت المرأة بكل خير، فحينما ينظر الإسلام إلى المرأة فهو ينظر لها بأنها أعظم من أن تكون ملكة.

وكلما تذكرت قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ..."، هنا أشعر بأن نبضات قلبي تزداد فرحًا فأنا وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام.

أيها الرجل تذكر أن كل ابنة، وأخت، وزوجة، وأم وحفيدة...، ملهن وصية الحبيب المصطفى، فحينما تحسن إليهن، فأنت طبقت وصيته.

كم هو الإسلام عظيم في حفظه وتكريمه للمرأة المسلمة في الدنيا والآخرة، فهو لم يحدد يومًا لها؛ بل جعل الوصية عليها بالرحمة والمودة، وكل الأشياء الجميلة لها في كل أيام العام بل كل ثانية.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي بالمغفرة "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف:21).

اخبار ذات صلة