فلسطين أون لاين

تقرير انتخابات "الكنيست" الرابعة.. صراع مستمر بين الأحزاب الإسرائيلية

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

من المقرر إجراء انتخابات "الكنيست" في 23 مارس/ آذار الحالي للمرة الرابعة في عامين، في حدثٍ يلفت الأنظار إلى كيان الاحتلال، وما سيؤول إلى صراع سياسي بين الأحزاب الإسرائيلية.

وبحسب مراقبين فإن صراعًا شديدًا يدور بشأن من سيتولى رئاسة الحكومة المقرر تشكيلها بعد انتخابات "الكنيست".

ويوضح المحلل المختص بالشؤون الإسرائيلية د. إبراهيم أبو جابر أن الحملة الانتخابية تحتدم في هذه الأيام بين الأحزاب الإسرائيلية والعربية، مبينًا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تراجع حزب الليكود، وتوقعت حصوله على 27 مقعدًا من أصل 120 نائبًا في "الكنيست".

وبين أبو جابر في تصريح لـ"فلسطين" أن تراجع أصوات "الليكود" كان لصالح حزب "يوجد مستقبل" وفق استطلاعات الرأي التي بينت أن رئيس حكومة الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو لن يحصل على 61 مقعدًا.

لكن أبو جابر توقع أن يطرأ تغيير على استنتاجات استطلاعات الرأي هذه بسبب قيام نتنياهو بحملة انتخابية قوية جدًا، يصول فيها ويجول من الشمال إلى الجنوب، ويركز على الوسط العربي الذي قد يمنحه من مقعدين إلى 3 مقاعد، وإذا ما تمكن من اقتناصها، فهذا يعني زيادة فرص تشكيله للحكومة المقبلة.

وأشار إلى أن نتنياهو يبدي اهتمامًا بالأوساط العربية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، ووقع على مشروع قانون مكافحة "العنف"، وخصص 150 مليون شيكل لخطته.

وفيما يتعلق بمدى قدرة النظام السياسي على استيعاب نتنياهو مجددًا بعد قضايا فساد شابت فترة حكمه الطويلة، قال أبو جابر: إن شعبية نتنياهو ما زالت في أوساط اليهود الشرقيين عالية جدًا، وهو صاحب إنجازات قدمها لدولة الاحتلال ربما لم يقدمها بن غوريون أول رئيس وزراء لـ(إسرائيل) بنفسه، وقد نجح في تركيع السلطة الفلسطينية والعرب، وميَّع فكرة إقامة دولة فلسطينية، وأجبر دولا عربية على التطبيع، وفق تعبيره.

وذكر أنه قدم إنجازات للاقتصاد الإسرائيلي أيضًا، وقد شهدت بدايات 2021 نموًا اقتصاديًا 5 بالمئة في ظل ظروف "كورونا"، وهذا إنجاز كبير جدًا له، في وقت يتهمه خصومه بالفشل.

أما محلل الشؤون الإسرائيلية ساري عرابي فقال: إن "الانتخابات في (إسرائيل) لا تدور على برامج سياسية أو قضايا أيديولوجية، فالمجتمع الإسرائيلي يميني بشكل عام والوسط الحزبي والسياسي يميل إلى اليمين أو يقترب منه، لذلك لا يمكن أن نتحدث عن اختلاف أيديولوجي أو سياسي".

وذكر عرابي لـ"فلسطين"، أن ذلك أدى إلى "تكلس الحياة السياسية في (إسرائيل) وتمحورها حول مطامع شخصية فئوية وطبقية"، مبينًا أن أطرافًا متعددة منافسة لديها موقف من نتنياهو ومختلفة على شخصه، فإما أن تكون معه وإما ضده، بما في ذلك الأشخاص اليمينيون الذين خرجوا من الليكود ويريدون منافسته".

ومع عدم قدرة مجتمع المستوطنين اليهود على إيجاد طبقة قيادية سياسية جديدة، فإن محور الانتخابات سيبقى يدور حول نتنياهو، واستمراره في المشهد السياسي محتمل كما هو محتمل خروجه منه.

"لكن من المتوقع أن يعود إلى المشهد، خاصة أن الأطراف السياسية الأخرى من الواضح تمامًا أنها غير قادرة على إقصائه، وهذا يشير إلى استطلاعات الرأي بشكل أو بآخر، فضلاً عن أن التجربة السياسية الحزبية الماضية لتحالف غانتس مع نتنياهو على الرغم من أن وعوده ومشروعه، تدل على ضعف المنافسين أمام نتنياهو" وفق عرابي.

وقال: إنه من الوارد أن "تكون هناك تحالفات جديدة بين نتنياهو وأحزاب أخرى، في ظل نقص الفرص أمام أي حزب إسرائيلي لتشكيل حكومة وحده، على الرغم من أن التحالفات السابقة كانت هشة ولا تقوم على التطابق السياسي بين الأحزاب الإسرائيلية التي تتفق فيما يتعلق بالموقف من الشأن الفلسطيني".

وأضاف: "لا توجد خلافات سياسية حقيقية، والموقف من الصراع العربي الإسرائيلي يكاد يكون فيه قدر كبير من التطابق، لكنها خلافات فئوية متعلقة بالمتدينين والعلمانيين والطبقات الاجتماعية، أو خلافات شخصية تتعلق بنتنياهو، والمطامع شخصية لكل مرشح وحزب إسرائيلي.

ورجح أن "التحالف سيكون بين أطراف اليمين الإسرائيلي تنتج عنه عودة نتنياهو إلى قيادة المشهد السياسي الإسرائيلي".