على المقاعد الخشبية في ممرات قسم الطوارئ بمستشفى رام الله الطبي، يتلقى عشرات المصابين الفلسطينيين بفيروس "كورونا" العلاج، في ظل نقص حاد في الأسرّة ووحدات العناية المكثفة.
حالة من الذعر تسود أروقة المستشفى، الذي يعد واحداً من أكبر المستشفيات الحكومية بالضفة الغربية، وتنسحب تلك الحالة على غالبية المستشفيات بالضفة، بحسب مراسل الأناضول.
إحدى السيدات بالمستشفى، تقول إنها وصلت قبل يوم واحد، وتعاني من آلامٍ في الصدر، وضيقٍ في التنفس، ليتبيّن لاحقاً إصابتها بفيروس "كورونا".
وأشارت السيدة، التي رفضت الحديث أمام الكاميرا لوكالة "الأناضول"، إلى إنها لم تجد سريراً للعلاج، ومنذ وصولها تجلس على كرسي في أحد ممرات قسم الطوارئ لتلقي العلاج.
أما الشاب "هاني صافي"، المرافق لوالدته المصابة، فيقول "منذ يومين لا يوجد مكان لوالدتي في غرف العناية، تُركتْ هنا – فاقدة للوعي - في غرفة لا تصلح للعلاج، وعلى التنفس الاصطناعي".
يستصرخ "هاني" خلال حديثه لوكالة الأناضول، قائلاً "والدتنا تنتظر الموت أمام ناظرنا.. لا مكان لعلاجها، وقد حاولنا نقلها لمستشفى آخر دون جدوى، وأُبلغنا أنه لا مجال لاستقبال مرضى جدد".
وفي ممر الطوارئ، تجلس سيدة حامل بانتظار التزوّد بالأوكسجين، وتقول إنها "مصابة بفيروس كورونا، وعلى وشك أن تضع جنينها".
وفي 25 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكلية، دخول الضفة الغربية، في موجة ثالثة من جائحة كورونا، متوقعة أن تكون "الأصعب".
والثلاثاء، أعلنت الحكومة الفلسطينية، تعيين كادر طبي بشكل طارئ في المراكز الصحية، لتلبية احتياجات وزارة الصحة لمواجهة الجائحة.
لا أسرّة مُتاحة
من جانبه، يقول مدير المستشفى الطبيب أحمد البيتاوي إن الوضع في المستشفى "صعب للغاية، ولا يوجد سرير واحد مُتاح لاستقبال المرضى".
ويُضيف "البيتاوي": "لدينا 102 مصابين، منهم 27 في غرف العناية، ونحو 37 مصاباً داخل قسم الطوارئ".
ولفت إلى وجود عشرات المصابين بحاجة للعلاج في المستشفيات، إلا أنهم يُعالجون في منازلهم، ولا يتم استيعابهم بالمستشفى؛ لعدم وجود أماكن متاحة".
وتابع "أعداد المصابين تفوق القدرة الاستيعابية للمستشفى، وبالذات قدرة مولّدات الأكسجين، وبالتالي فإن غالبية الحالات المصابة تأتي مُتأخرة، وقد أصيبت بانتكاسة وعطب في الرئتين".
وكشف "البيتاوي" عن وجود مُخطط لتجهيز وافتتاح مستشفى ميداني في ساحات المستشفى، يتسع لـ 100 سرير خلال الأسبوعين القادمين.
وفي 27 فبراير/شباط الماضي، بدأت الحكومة برام الله، في فرض إجراءات جديدة لمواجهة كورونا، من ضمنها تعطيل الدوام الدراسي في المدارس والجامعات، ومنع التنقل بين المحافظات لمدة 14 يوماً، تبعه قرار بإغلاق 6 محافظات بشكل كامل لمدة 7 أيام.
وأعلنت وزير الصحة برام الله مي الكيلة، الخميس، تسجيل 18 وفاة، و1291 إصابة، بفيروس كورونا، غالبيتها في الضفة الغربية.
وارتفع مجموع الإصابات بالفيروس، منذ بداية الجائحة في فلسطين قبل عام، إلى 230.356 إصابة، تعافى منها 205.708، فيما بلغت الوفيات 2445 حالة.