قائمة الموقع

الاهتمام بانتخابات "حماس" يعكس قوة الحركة وديناميكيتها

2021-03-11T08:53:00+02:00

اهتمام محلي وإسرائيلي واقليمي شهدته الانتخابات الداخلية لحركة "حماس" التي انتهت في غزة أمس، بانتخاب القائد يحيى السنوار رئيسا للحركة، إذْ تابعت وسائل إعلام كثيرة العملية الانتخابية للحركة بأدق تفاصيلها، بشكل عده مراقبون دليلًا واضحًا على الثقل الكبير الذي تمثله الحركة في المحافل الدولية وعلى الخارطة السياسية الفلسطينية.

ويؤكد محللان سياسيان تحدثا لصحيفة "فلسطين"، أن حماس وإذ تمثل نموذجًا فريدًا في تداول السلطة في ظل الضغوط التي تتعرض لها، فإن الاهتمام بانتخاباتها يتوافق مع قرب انتخابات فلسطينية عامة تحظى هي الأخرى باهتمام كبير.

وكانت "حماس" بدأت انتخاباتها الداخلية في التاسع عشر من فبراير الماضي في ثلاثة أقاليم، هي: قطاع غزة، والضفة الغربية المحتلة، وإقليم الخارج (خارج الأراضي الفلسطينية)، وتكتسب انتخابات حماس -هذه المرة- أهمية مضاعفة لتزامنها مع الانتخابات الفلسطينية العامة المقررة في مايو للمجلس التشريعي، وللرئاسة في يوليو المقبلين.

زيادة التأثير

المحلل السياسي عدنان أبو عامر عزا الاهتمام العالمي بانتخابات حماس الداخلية إلى مشاركة حماس التنظيمية والسياسية وزيادة تأثيرها في الوضع المحلي والإقليمي والدولي ورغبة الأطراف في معرفة القيادة السياسية القادمة للحركة وبناء التصورات للعلاقات المستقبلية معها بناء على ذلك.

وقال: "نتائج الانتخابات من شأنها أن تلقي بظلالها على الأوضاع المحلية مرورًا بالعلاقات الإقليمية والدولية للحركة (...) ما يدفع (إسرائيل) للاهتمام الكبير بنتائج تلك الانتخابات والشخصيات التي ستفوز فيها".

وأضاف: "حماس أرسلت رسائل للمجتمع الدولي أنها حركة سياسية تمارس الديمقراطية بكل تفاصيلها بعكس زعم (إسرائيل) وأطراف أخرى تصور بأنها حركة إرهابية ودكتاتورية".

وأشار أبو عامر إلى أن حماس باتت محل تأثير كبير دوليا، وهي بعقدها الانتخابات دوريًّا وعلنًا تثبت أنها حركة سياسية عريقة بعيدا عن الصورة النمطية التي تحاول (إسرائيل) وحلفاؤها خلقها عنها، "ويؤكد ذلك ممارستها للانتخابات بسلمية وهدوء بعيدا عن الاحتراب الداخلي".

وأضاف: "حماس خلال 30 عاما غيرت مكتبها السياسي كاملا لأكثر من مرة بسلاسة، وهي سوقت عمليتها الانتخابية بنجاح للمجتمع الدولي".

بدوره، بيّن المحلل السياسي ساري عرابي أن الاهتمام العالمي بالانتخابات الداخلية لـ"حماس" يعكس حجم الحركة الكبير على مستوى القضية الفلسطينية، وعلى مستوى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد بأن اهتمام (إسرائيل) بالانتخابات من الناحية الأمنية، يعود إلى رغبتها بمعرفة التوازنات الداخلية بالحركة، مشيرًا إلى أن التداول السلمي للسلطة داخل حماس في انتخابات دورية لا يمارسها أي فصيل فلسطيني آخر هذا يعكس "حيوية الحركة".

ويبين أن الاهتمام الأكبر ينصب على غزة، حيث تشهد الحركة استقرارا، بما مكنها من عقد انتخابات علنية شارك فيها الآلاف من كوادرها، في حين تُجرى الانتخابات بالضفة والخارج بشكل أكثر سرية بسبب الظروف الأمنية.

وأشار إلى أن تخلي "حماس" عن اختيار قيادة مركزية للحركة وتقسيم القيادة لثلاثة أقاليم (غزة والضفة والخارج) (بعد إجراء تعديل على اللائحة الداخلية للحركة في 2007م)، جلب اهتمامًا كبيرًا لانتخابات الحركة خاصة في غزة.

وقال: "وعكست هذه الانتخابات قدرة حماس على الحفاظ على وحدتها كحركة بتغيير قيادتها دوريًّا بطريقة سلمية، في حين أن فصائل فلسطينية أخرى تعاني التضاؤل أو الانقسام ولم تغير قياداتها منذ سنين طويلة".

وعدّ حفاظ الحركة على وحدتها في ظل الضغوط التي تتعرض لها من قبل (إسرائيل) والعالم يؤكد قوة الحركة.

اخبار ذات صلة