شكل تحذير وزارة الصحة، صباح أمس، من أن المؤشرات تتجه إلى زيادة عدد الحالات المصابة بفيروس "كورونا" في العالم وخاصة في الأقاليم المجاورة، تطورًا دراماتيكيًّا جديدًا بعد مدة طويلة من استقرار في منحنى الإصابات نتيجة سلسلة إجراءات صارمة اتخذتها الجهات الحكومية لمنع تفشي الفيروس في القطاع البالغ تعداد سكانه أزيد من مليوني نسمة.
وأكدت الصحة في بيان تلقت "فلسطين" نسخة عنه، أن ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس حولنا، يستدعي من الجميع التزام الإجراءات الوقائية.
وأكدت أن التهاون في التزام الضوابط الصحية قد يُفاقم الحالة الوبائية في غزة، ومن ثم العودة إلى إجراءات التشديد وتقييد الحركة.
وطالبت الصحة في بيانها الجميع بالتحلي بالمسؤولية والقيام يما يلزم لاستمرار نجاح الإجراءات الصحية الوقائية وحماية المجتمع من خطر فيروس "كورونا".
وتزامن بيان الصحة بغزة مع اكتشاف حالات إضافية مصابة بالسلالة البريطانية المتحورة من فيروس "كورونا" المسبب لمرض "كوفيد-19".
وإذ يشير مدير مستشفى غزة الأوروبي الدكتور يوسف العقاد، إلى أن الوضع الوبائي بغزة تحت السيطرة، ويشهد استقرارًا في منحنى الإصابات، فإنه نبه إلى أن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعًا في الحالات المصابة.
وأضاف لصحيفة "فلسطين": "ما زلنا مطمئنين للحالة الوبائية في الوقت الراهن لكن مع الترقب والحذر من احتمالية صعود المنحنى الوبائي بسبب ارتفاع الإصابات في الأقاليم المحيطة وخاصة الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، خاصة أن السلالة المتطورة من كورونا وصلت إلى هذه المناطق".
وأضاف: "لأننا جزء من هذا العالم فإن ما يصيبه سيصيب قطاع غزة (...) نحن في حالة ترقب للمشهد الحالي وعلى أتم الجهوزية في وزارة الصحة للتعامل مع أي تطورات مستقبلية".
ونبَّه إلى أن استقرار منحنى الإصابات في غزة لا يعني أن يترك المواطن إجراءات الوقاية والسلامة من الفيروس.
وأشار إلى أن أشخاصًا أصيبوا بفيروس "كورونا" بغزة لا يلجؤون لإجراء فحوصات مع ظهور الأعراض عليهم، وهذا يعكس حالة التراخي واللامبالاة، محذرًا من أن عواقب ذلك قد تكون وخيمة في بلد ما زال فيه فيروس كورونا، وقد يرتفع منحنى الإصابات فيه بأي لحظة".
وطالب المواطنين بالتزام إجراءات السلامة والوقاية كاملةً التي تنادي بها وزارة الصحة، وفي مقدمتها الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار، واستخدام الكمامة والتباعد الجسدي والاجتماعي، واستخدام المعقمات وإبقاء البيوت والمؤسسات في حالة تهوية جيدة.
وأكمل: لو شهد قطاع غزة ارتفاعًا في عدد الإصابات بـ"كورونا"، سنضطر إلى العودة للمربع الأول، واغلاق القطاع كليًّا أو جزئيًّا إن كان هناك عدد كبير من الإصابات، تزامنًا مع الطفرة الجديدة التي قد تصل إلى غزة في أي وقت.
وأشار إلى أن المعدات الطبية في مختبرات الفحص بغزة قادرة على اكتشاف السلامة الجديدة عند إصابة أي مواطن تقدم للفحص بعد ظهور الأعراض عليه.