فلسطين أون لاين

تقرير استهداف الكتلة الإسلامية.. عصا أخرى يضعها الاحتلال في دواليب الانتخابات

...
نابلس/ خاص فلسطين:

تصاعدت حملات الاحتلال الممنهجة ضد قيادات وطلبة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية المحتلة، في خطوة سبقها حملات مشابهة استهدفت قادة حركة حماس في محافظات الضفة، لأجل الحد من مشاركة الحركة ومنع فوزها في الانتخابات القادمة.

وعد مراقبون ممارسات الاحتلال تلك محاولة إضافية منها لوضع العصي والحجارة في دواليب الانتخابات التي يُحضَّر لإجرائها في مايو القادم.

وقال أحد المتحدثين باسم الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح: "إن الاعتقالات هي وسيلة احتلالية في محاولة لتجميد أي نشاط للكتلة يتعلق بالانتخابات بإمكانه أن يخدم موقف حركة حماس وبرنامجها السياسي".

وبحسب المتحدث فإن الاحتلال بتلك الاعتقالات يسعى لتقويض نشاط التيار الإسلامي في الضفة الغربية.

وأضاف المتحدث لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال أولًا استهدف في الأسابيع القليلة الماضية وجوهًا بارزة في حماس من مختلف محافظات الضفة الغربية، ولم يكفِه ذلك بل عمد لاعتقال العديد من طلبة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية، في محاولة منه لضرب مشعل الشباب ونواة العمل الإسلامي في معقله".

وتابع المتحدث الذي فضل عدم نشر اسمه لدواع أمنية: "ومع تعدد الأساليب واختلاف طرق القمع والاستنزاف، فإن الحراك العدائي الذي يقوم به المحتل في مواجهة أبناء الكتلة الإسلامية يعكس إدراك المحتل لحقيقة أبناء هذا التيار وقدرته المرنة على الاصطفاف وإمكانية اضطلاعه بدورٍ لوجستي واجتماعي مميز في الانتخابات الفلسطينية القادمة، وهذه الإمكانية لطالما أثبتت أنها عصية على الكسر، قوامها يشتد بازدياد الضغط عليها".

ولفت المتحدث إلى الإحصائيات الأخيرة التي طالت قيادات الكتلة والتي كان آخرها اعتقال كل من: مالك وعاصم اشتية من بلدة تل، وموسى دويكات من بلدة بلاطة البلد، والطالبين زهدي قواريق، وحسام الدين اشتية اللذين اعتقلا قبل أيام قليلة.

وأشار المتحدث أيضًا إلى أن الاحتلال يستخدم سياستي الأحكام العالية بحق كوادر وأنصار حماس، وممارسة التهديدات المباشرة بحقهم كما حصل في بلدة أبو ديس التي شهدت تعليق بوسترات من قبل الاحتلال تحذر فيها الطلبة من العمل الطلابي.

محاولة للتحكم

بدورها قالت حركة حماس إن حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال في صفوف طلبة الجامعات من أبناء الكتلة الإسلامية بالضفة الغربية المحتلة، محاولة للتحكم بنتائج الانتخابات.

وعدَّت الحركة، في بيان لها نشر أمس، أن ذلك يتم عبر تغييب الشخصيات الناشطة والمؤثرة في مجالات وقطاعات مهمة من أبناء شعبنا، مؤكدة أنها تستهدف النيل من عزيمة الشباب الذين يشكلون مركز الانتخابات المقبلة.

كما أكدت أن مسيرة التوافق الوطني والشراكة أولوية وطنية، مشددة على أنها ستواصل إصرارها على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على مبدأ الشراكة الوطنية وإنهاء الانقسام، والبدء في برنامج نضالي وطني شامل لمواجهة الاحتلال والاستيطان.

ودعت الحركة جميع الأحرار في العالم، وبرلمانات الشعوب الديمقراطية والصديقة إلى فرض عقوبات على كيان الاحتلال الذي يستهدف الديمقراطية الفلسطينية منذ سنوات.

كما عدَّت أن حملات الاعتقال تأتي في سياق سياسة الاحتلال التي انتهجها منذ عام 2006 "بتقويض الحياة السياسية الفلسطينية وإقصاء طرف فلسطيني مهم وفاعل وامتلك شرعية الصندوق بإرادة وطنية خالصة".

وذكرت الكتلة الإسلامية في الضفة الغربية، أن الاحتلال اعتقل منذ أول من أمس أكثر من 20 طالبًا من مختلف الجامعات من أبناء الكتلة.

وقالت الكتلة في بيان لها نشر أمس: "إننا في ظل الحملات المتواصلة للاحتلال بحق الكتلة الإسلامية وأبنائها؛ لنزداد يقينًا يومًا تلو الآخر بصدق الطريق، متوكلين على الله ومتحصنين بحب شعبنا ودعمه، لنعبر معًا هذا الدرب حتى ننال الحرية ونزيح ستار الظلام عن شعبنا وأمتنا".

جز العشب

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين لــ "فلسطين": "الكتلة الإسلامية في الضفة الغربية هي المحرك الرئيس للنشاطات الجماهيرية لحركة حماس، وهذا ما يفسر استهداف الاحتلال لها بشكل منتظم تحت مسمى "جز العشب"، إضافة لاستهدافها في المناسبات الحيوية".

ومع اقتراب الانتخابات الفلسطينية تابع عز الدين: "يحاول الاحتلال حرمان حماس من قاعدتها الشعبية باعتقال قيادات الكتلة واستنزافها بالاعتقالات والملاحقات الأمنية".

وختم: "ومع الضربات المتلاحقة على مدار سنوات استطاعت الكتلة الإسلامية الاستمرار في نشاطها وتميزها، وأتوقع أنها هذه المرة ستستطيع تجاوز الضربات وأن تؤدي دورًا مهمًّا في النشاط الجماهيري المتوقع مع اقتراب الحملات الانتخابية.