فلسطين أون لاين

تقرير خيمة ومأوى عائلة "عليان".. مزارٌ للمتضامنين ودعمٌ للمتضررين

...
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تشهد خيمة التضامن والمأوى التي أقامتها عائلة حارس المسجد الأقصى فادي عليان على أنقاض منزلها في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة حراكًا جماهيريًا وسعًا، من أطياف وشرائح المجتمع المحلي.

أقامت العائلة هذه الخيمة للمرة الثانية بعدما أقدمت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي على هدمها بعد تدمير منزلها المكون من 4 شقق سكنية، الذي كان يُؤوي 4 عائلات مكونة من 17 فردا.

وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال، وفق عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية محمد أبو الحمص، الخيمة المقامة على أنقاض المنزل المدمر منذ 22 شباط فبراير، وأطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت بعشوائية في المكان خلال هدم الخيمة لتفريق المواطنين المحتجين، كما أزالوا لافتات التضامن المعلقة على أنقاض المنزل.

وهددت قوات الاحتلال والقول لأبو الحمص، كل من في خيمة التضامن، خاصة من المقدسيين، محذرة إياهم من الحضور أو الوجود في الخيمة.

ويؤكد أبو الحمص لصحيفة "فلسطين" أهمية إقامة الخيمة لكونها تسلط الضوء على جرائم الاحتلال الممارسة بحق المقدسيين وفي مقدمتها جريمة الهدم التي تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية، منبها إلى أن الاحتلال يحاول بسياسة الهدم تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين.

ويقول: إن هدم منزل عائلة عليان، وخيمة التضامن وتهديد مرتاديها، يحمل في طياته تهديدا للمقدسيين لترك القدس والمسجد الأقصى المبارك، لأن عملية الهدم طالت هذه المرة مسؤول وحدة الحراسة الصباحية في المسجد، ما يدلل على أن العملية مقصودة وهدفها دفع المقدسيين للتخلي عن الأقصى، "وهذا لم يتم ولن يتم".

ويصف محمد عليان، والد الشهيد بهاء عليان، حالة التضامن الشعبي مع أصحاب المنازل المهدمة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بالآنية التي سرعان ما تنتهى.

ويؤكد عليان (65عامًا) وهو الناطق باسم أهالي الشهداء الفلسطينيين المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، أن الأخير يمارس سياسة التضييق والخناق على أصحاب المنازل المهدمة ويحرمهم من نصب الخيام على أنقاضها، أو الاحتجاج على سياسة الهدم.

ويقول: إن قوات الاحتلال تحرم أصحاب المنازل المهدمة من إعادة بنائها، قبل الحصول على تراخيص البناء، لمن هدم منزله بذريعة عدم حصول أصحاب المنزل على تصريح بناء.

ويضيف: إن من يهدم منزله ضمن العقوبات الجماعية تصادر سلطات الاحتلال أرضه وتحرمه من البناء أو إزالة أنقاض المنزل المهدم، وتفرض رقابة مكثفة ومستمرة ومشددة على المكان.

وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الشهيد بهاء عليان، في بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، في 4 يناير عام 2016م، البالغة مساحته 130 مترًا مربعًا ويؤوي عشرة أفراد، وفق عليان، الذي بين أن عائلته تسكن في منزل مستأجر على مقربة من منزلهم المهدم.

غرامات مالية

ويؤكد رئيس لجنة حي سلوان فخري أبو دياب، أن سلطات الاحتلال تمارس جرائمها بحق المقدسيين، كهدم منازلهم بذريعة عدم الحصول على الترخيص، أو اعتقالهم، أو إبعادهم عن المدينة المقدسة، وفرض غرامات مالية باهظة عليهم، في محاولة منها لتفريغ القدس من سكانها الأصليين.

ويشير أبو دياب لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال يمنع المقدسيين من إقامة خيام للتضامن مع أصحاب المنازل المهدمة، ويعمل على هدمها، ويعاقب من بداخلها ويقتحمها بشكل متكرر.

ويلفت إلى أن قوات الاحتلال تحاول إغراق أصحاب المنزل المهدمة بالديون بإجبارهم على دفع ثمن الهدم الذي يصل لآلاف الشواكل.

ويرى أن الأهالي اعتادوا التضامن والتعاضد والتكاتف مع أصحاب المنازل المهدمة، مضيفًا: "الجميع عائلة واحدة، فهم يشتركون في الهم نفسه، لا سيما أن آلاف الوحدات السكنية مهددة بالهدم من الاحتلال بذريعة البناء دون ترخيص".

يذكر أن التضامن مع الأهالي يأخذ أشكالًا عدة، كتوفير جزء من احتياجاتهم، ومحاولة جمع الأموال لأصحاب المنزل المهدم لغرض إعادة البناء.