على بعد بضعة أمتار من منزله، اختزل المواطن المقدسي حاتم أبو الخير مزيجًا من الغضب والألم الشديدَين، على كرسي متحرك شاهد من كثب جرافات بلدية الاحتلال الإسرائيلي وهي تهدم منزله.
أبو الخير البالغ عمره (42 عامًا)، من سكان قرية العيساوية إلى الشمال الشرقي من البلدة القديمة بالقدس المحتلة، أحد أبرز ضحايا سياسة الهدم الإسرائيلية المتبعة في القدس المحتلة.
وروى أبو الخير -يعيل زوجته وابنين- خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، تفاصيل هدم الاحتلال منزله 6 مرات، وما تبعه تشريد عائلته المقدسية على مدار أكثر من 20 سنة مضت.
وبدأت أول عملية هدم سنة 1999، وقد جاءت جرافات الاحتلال آنذاك على بيته بالكامل بحجة البناء دون ترخيص، تلك الذريعة التي تتخذها سلطات الاحتلال مبررًا لهدم منازل وبيوت ومنشآت المقدسيين محاولة بذلك إجبارهم على الرحيل من القدس.
وكانت عملية الهدم الثانية -كما يقول أبو الخير- سنة 2001، أيضا بحجة البناء دون ترخيص، وفي السنة التالية جاءت قوات مدججة من جيش الاحتلال وهدمته للمرة الثالثة.
وكانت عملية الهدم الرابعة سنة 2009، والخامسة في 2019، بحجة عدم الترخيص، أما المرة السادسة فهي التي حصلت أمس.
وخلال عملية الهدم التي نفذتها جرافات الاحتلال سنة 2009، تعرض أبو الخير للسقوط من علو منزله؛ ما أدى إلى إصابته بكسر في العمود الفقري تبعه شلل.
وكان أبو الخير قد اعتُقل في سجون الاحتلال وقضى بداخلها مدة زمنية، لعدم قدرته على دفع غرامة البناء غير المرخص، وبعد قضاء محكوميته والإفراج عنه بعدة أيام هدمت بلدية الاحتلال المنزل.
وتداول نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي صور المقدسي المقعد أبو الخير وهو يشاهد من قرب عملية الهدم، ولاقت تضامنًا كبيرًا معه، وهجوما شديدًا على سياسات الاحتلال وانتهاكاته، خاصة فيما يتعلق بتصاعد عمليات الهدم بالقدس.
وما يثير استغراب أبو الخير أنه سعى بقوة للحصول على ترخيص من بلدية الاحتلال قبل بدء البناء في البيت، غير أن سلطات الاحتلال فاجأته دون سابق إنذار بعملية الهدم الأخيرة التي طالت طابقًا سكنيًا مكونًا من شقتين، وشردت عائلته مجددًا.
ويُحمِّل المواطن المقدسي المسؤولية الكاملة للاحتلال الإسرائيلي عما حل بشقته السكنية والطابق السفلي الذي لحق به أضرار كبيرة خلال عملية الهدم.
ودعا الأنظمة العربية والدولية والأوساط الفلسطينية، إلى ممارسة الضغط اللازم على الاحتلال وإجباره على وقف سياسة هدم منازل المقدسيين تزامنًا مع تصاعد وتيرة مشاريع التوسع الاستيطاني التي تنفذها حكومة الاحتلال مستفيدة من قرارات للإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، الذي أعلن يومًا ما أن القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، حسب ادعائه.