فلسطين أون لاين

بـ"الحلوى والكمامة والاجتهاد" طالبات غزة يستقبلن الفصل الدراسي

...
احتفال الطالبات باستقبال الفصل الدراسي الجديد.jpg
ريما عبدالقادر

بالحلوى والقهوة العربية والزينة والثوب الفلاحي، استقبلت طالبات غزة الفصل الدراسي الجديد بعد أن سمعن تلاوة القرآن وأدين تحية العلم الفلسطيني في الإذاعة المدرسية  للطابور الصباحي، وقد عانقت ملامحهن السعادة الغامرة التي لم تستطِع الكمامة إخفاءها.

أجواء مفعمة بالأمل حملت النشاط والحيوية في العزم للتفوق والاجتهاد على الرغم من كل الظروف التي أحاطت بهن من جراء جائحة كورونا وانقطاع التيار الكهربائي بسبب الحصار الذي كان عائقًا في كثير من الأوقات للتواصل عبر الفصول الافتراضية.

وبمجرد دخول مدرسة بشير الريس الثانوية للبنات بمدينة غزة تبدو الروح الجميلة جليةً في انبعاثها من طالباتها ومنهن سارة مهدي، بعد أن تلألأت جدرانها بالزينة وعبارات الترحيب في استقبال الفصل الجديد.

علامات الفرح ارتسمت على محيا الطالبة سارة وهي توزع القهوة العربية على زميلاتها، في استقبالها اليوم الأول للفصل، قائلةً لصحيفة "فلسطين": "سعادتي اليوم غامرة، فالحمد لله عدت إلى مقاعد الدراسة، لقد اشتقت لها كثيرًا ويزداد الفرح بعد تسلُّم النتائج المدرسية والحصول على درجات عالية عن الفصل الماضي".

وانهمرت كلماتها وهي تعبر عن هذا الفرح بارتداء الثوب الفلاحي احتفاء بيوم الاستقبال والفرح للفصل الجديد.

كذلك زميلتها ريما منصور التي شاركتها ارتداء الثوب الفلاحي، وتوزيع الحلوى على المدرسات وزميلاتها، ترى في حديث مع صحيفة "فلسطين"، أنه لا يمكن أن يحل التعليم الإلكتروني مكان الوجاهي.

"الآن شعرت بمدى أهمية التعليم المباشر في المدرسة، خاصة أن التعليم يتخلله أجواء من المرح، والتفاعل الذي يمنحني مزيدًا من التفوق والنشاط"، تقول ريما.

"كأنها يوم عيد"

القائم بأعمال مدير المدرسة نهى أبو العلا، تعبر عن فرحتها ببداية الفصل الدراسي بهذه الأجواء التي تعطي إشراقة جميلة للعملية التعليمية.

وفي حديثها مع صحيفة "فلسطين"، تقول: الأجواء كأنها يوم عيد إذ وزعت الطالبات القهوة والحلوى خاصة أنهن حصلن على شهادتهن، وتسلمن كتب الفصل الجديد.

وهذا المشهد كان مواكبًا للحرص الشديد في المحافظة على إجراءات السلامة إذ تشير إلى أنه تم العمل على تعقيم المدرسة، وتحقيق إجراءات التباعد، وارتداء الكمامة، والتأكيد على تواجد المعقمات، وتقسيم دوام الطالبات لمرحلتين، بحيث تكون كل مرحلة لها دوام ثلاثة أيام وجاهي، والأيام الأخرى عبر الصفوف الافتراضية.

وكل الظروف التي أحاطت بالفصل الأول من جراء جائحة كورونا جعلت العملية التعليمية تكتسب الخبرة بالتعامل معها في الفصل الثاني، إذ تقول: "هذا العام هو استثنائي ونعمل بقدر المستطاع على مواصلة العملية التعليمية، وفق أي ظرف مع الأخذ بالإجراءات الصحية".

وتتابع القائم بأعمال مدير المدرسة: "الفصل السابق أدرك الجميع أنه من المحال أن يكون هناك بديل عن المعلم فهو الرقم واحد في العملية التعليمية، فالتعليم الوجاهي مهم جدًّا، ولكن حاولنا التعويض بالصفوف الافتراضية على الرغم من العراقيل بهذا الأمر المتمثلة بقطع الكهرباء وغيرها من جراء الحصار".

وتوضح أن وزارة التربية والتعليم في غزة عملت على تطوير الكادر التعليمي في التعامل مع الصفوف الافتراضية، والمدرسة استكملت هذا التطوير عبر رفع الكفاءة أكثر للهيئة التدريسية، وتعليم الطالبات في التفاعل مع الصفوف الافتراضية، وحل المشكلات التي تعرقل ذلك قدر الإمكان.

وتذكر أنها عملت على تدريب الطالبات وحل مشكلاتهن المتعلقة بعملية التواصل عبر الصفوف الافتراضية.

وعند الحديث عن الدوام الدراسي لا بد من حضور منسقة الصحة المدرسية ومدرسة مادة الكيمياء نهى حلس التي تقول لصحيفة "فلسطين": "استقبلنا هذا الفصل بأجواء من الفرح حتى تتهيأ الطالبات للدراسة والاجتهاد، وعملت على تقديم النصائح والإرشادات الصحية والحفاظ على التباعد بين الطالبات وتنبيههن على ارتداء الكمامات وإجراءات السلامة التي أوصت بها وزارة الصحة".

وتعبر عن رضاها عن "التجاوب الكبير من الطالبات في الأخذ بإجراءات السلامة، والرغبة القوية في العودة للدراسة بعزيمة كبيرة، الأمر الذي يجعلهن يعملن على الأخذ بالحيطة قدر المستطاع".

بعد هذه الأجواء الجميلة رن جرس المدرسة ليعلن انتهاء اليوم الأول لهذا الفصل، وأعلن في الوقت ذاته زيادة العزم والاجتهاد، والعودة مجددًا لمقاعد الدراسة، ومواجهة كل الظروف لاستكمال المسيرة التعليمية.