رأى رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، أن عرض الأسير البرغوثي على المحكمة الأمريكية يأتي في سياق الضغط على السلطة لوقف تقديم المساعدات المالية للأسرى وذويهم، ووسم المقاومة بـ"الإرهاب".
وقال أبو عصب لـصحيفة "فلسطين": "إن محاكمة الأسير البرغوثي من قبل الولايات المتحدة ليست المرة الأولى، فقد سبق فرض غرامات مالية بآلاف الدولارات على أسرى تسببوا في قتل عدد من الصهاينة في عمليات للمقاومة من أصول أمريكية"، مشيرًا إلى أن الاحتلال قدم لوائح اتهام لعدد من الأسرى تضمنت قتل مواطنين أمريكان أكثر من مرة.
وأوضح أن محاكم الاحتلال سمحت في أكثر من مرة لمحامين أمريكان بحضور جلسات محاكمة عدد من الأسرى، للمطالبة بتغريمهم لتسببهم في قتل مستوطنين من أصول أمريكية، منبهًا على أن صدور حكم قضائي من محكمة أمريكية ضد أي أسير فلسطيني يعني وسم المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهاب"، وهو ما يسعى إليه كل من أمريكا والاحتلال على حد سواء.
ونبه أبو عصب على أن "اللوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة يمارس دوره بالشكل المطلوب، خدمةً للاحتلال وبتواطؤ رسمي مع الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى إلى تسويق الأسرى في العالم على أنهم "مجرمون وإرهابيون"، خاصة في ظل ازدياد حالة التعاطف العالمي مع قضيتهم ومعركتهم المستمرة مع سجانهم.
واستبعد الناشط في قضايا الأسرى، أن تقوم سلطات الاحتلال بتسليم الأسير البرغوثي إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى وإن صدر بحقه حكم قضائي من محاكم أمريكية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يدرك خطورة إقدامه على مثل هذه الخطوة، وعدم صمت المقاومة عليها.
وتوقع أبو عصب أن يكون الاحتلال يهدف من خطوته هذه إلى إخراج اسم الأسير البرغوثي من أي صفقة مع المقاومة في غزة، باعتباره مطلوبًا لدولة أخرى، مشددًا على أن الاحتلال يعدّ البرغوثي من أخطر مهندسي "القسام"، وخروجه يعني إضافة نوعية للمقاومة، وهذا ما لن يسمح بحدوثه.
يذكر أن القضاء الأمريكي طالب السلطات الأردنية قبل شهرين، بتسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي للمثول أمام المحاكم الأمريكية، الأمر الذي رفضته السلطات الأردنية.
وعرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأسير القسامي القائد عبد الله البرغوثي، مطلع الأسبوع الجاري، على محكمة أمريكية لاستجوابه بزعم مسؤوليته عن مقتل مواطنين أمريكيين خلال عمليات فدائية وقعت في انتفاضة الأقصى.
وأكد مصادر خاصة لشبكة "أنين القيد" أن المحكمة جرت في مدينة القدس المحتلة، عبر الفيديو "كونفرس"، واستمرت لمدة أربع ساعات ولم يتجاوب الأسير البرغوثي مع أسئلة المحققين الأمريكان، وقد تم تأجيل المحكمة بعد رفضه الاعتراف بها وبالتهم الموجهة إليه.
وبين المصدر أن سجاني الاحتلال اعتدوا على البرغوثي بالضرب المبرح، لعدم تجاوبه مع المحكمة، وأعيد إلى الزنازين الانفرادية في معتقل "جلبوع".
يشار إلى أن عبد الله البرغوثي يعتبره الاحتلال من أخطر الأسرى في معتقلاته، حيث يقضي حكمًا بالسجن المؤبد 67 مؤبدًا وهو أعلى حكم في تاريخ دولة الاحتلال، وقد تعرض للعزل في الزنازين الانفرادية لأكثر من 8 سنوات.
ويتهم الاحتلال البرغوثي بالمسؤولية عن تجهيز المواد الناسفة لعدة عمليات، من بينها: عملية مطعم "سبارو" والجامعة العبرية، ومقهى "مومنت"، خلال انتفاضة الأقصى في العام 2002.
كما أصدر من داخل الزنازين عددًا من الكتب والروايات: "أمير الظل، الماجدة، فلسطين العاشقة والمعشوقة، والمقصلة، وغيرها".