فلسطين أون لاين

صالات الأفراح تتزين بالأبيض في استقبال أعراسها الأولى

...
.jpg
غزة-هدى الدلو:

ارتدت صالة أفراح ثوبها الأبيض استعدادًا لاستقبال أول الأعراس فيها بعد انقطاع سببته جائحة كورونا، دام ستة أشهر تقريبًا، فانتشر الورد في أرجائها، وأعيد ترتيب المقاعد وتشكيل الطاولات بعناية لترتدي أغطيتها التي غسلت وعقمت من جديد، إذ خفضت أعدادها إلى أقل من النصف لتراعي الإجراءات الوقائية والسلامة.

كان عمال الصالات ينتظرون بشغف اليوم الذي تعلن فيه وزارة الداخلية إعادة فتحها، إذ عكفوا على إعادة تهيئتها بعد ترك دام مدة طويلة خلف وراءه غبارًا متراكمًا على الأسطح، وقطعًا صغيرة من القطن المتطاير على الأرض.

وقسّم العمال أنفسهم إلى فرق ليتمكنوا من إنجاز كل المهام، قبل أن تشرع الصالة في استقبال أول أفراحها، وتصدح بزغاريدها.

الشاب عيسى أبو هويدي الذي يعمل موظفًا في إحدى صالات الأفراح لم تسعه الفرحة بالقرار الذي بموجبه فتحت الصالات أبوابها وفق ضوابط، الأحد الماضي، وأصغى أذنيه لصاحب العمل وهو يلقي عليه التوجيهات التي عليه أن يطبقها بـ"الحرف الواحد" ليضمن استمرار العمل بقرار الفتح، وليتمكن من تعويض الموسم الذي فاتهم بسبب أزمة كورونا.

يقول لصحيفة "فلسطين": "انشرح صدري للقرار، فهو العمل الوحيد الذي أمتلكه وأجني من ورائه دخلًا لي ولعائلتي، فالمدة الماضية مررت بظروف مالية صعبة، خاصة مع عدم وجود أي دعم أو تعويض، مع أني من العمال الذين تأثر عملهم بالجائحة".

وفي حزيران (يونيو) أعيد فتح الصالات بقرار من وزارة الداخلية، ولم يستمر العمل بالقرار بسبب تدهور الحالة الوبائية؛ فأعيد إغلاقها في أواخر آب (أغسطس).

وعكف عيسى وزميله على ترتيب صالة الأفراح الخاصة بالنساء وتعقيم أرجائها، مضيفًا: "لن أتهاون بتطبيق التعليمات الصادرة عن إدارة الصالة، والجهات المختصة في قطاع غزة، خاصة التي تتعلق بالتباعد والالتزام بإجراءات السلامة والوقاية وارتداء الكمامة، وفرض الرقابة على الأطفال وكبار السن".

وأكمل ترتيب المقاعد بعضها فوق بعضٍ للتخفيف من عددها، متابعًا: "سيزيد ضغط العمل علينا العمال، خاصة في تطويع الناس لتنفيذ القرارات المطلوبة".

وفي صالة أخرى واقعة على شاطئ بحر غزة انتهي من تعقيم وترتيب المكان، ولم يتبق سوى وضع اللمسات النهائية التي يشترطها العرسان، فلم تترك صاحبة الصالة الأمر للعمال، بل باشرت عملها في مراقبة الموظفين ومدى التزامهم بالتعليمات وتطبيقهم لها.

تقول السيدة غزل حمدونة: "انتظرنا هذا القرار بصبر نافد، بعد الأزمات التي لحقت بهذا القطاع؛ فقد ضربت كورونا الموسم، واعتادت بعض العائلات إتمام أفراحها في نطاق ضيق بالبيت في حضور عائلي فقط".

وتشير إلى أنها ستخصص إحدى الموظفات المسؤولات عن تنظيم الأفراح لمتابعة المدعوات إلى الفرح، وكتابة أسمائهن والمعلومات التي تطلبها الجهات المختصة، تحسبًا لحدوث أي طارئ أو ظهور إصابة.

وتؤكد غزل أنها باتت أكثر تمسكًا بالشروط والتعليمات التي تفرضها جهات الاختصاص، ليتمكن الموسم من التعافي في أنفاسه الأخيرة، ولن تتوانى عن قيامها بدور إعلام أصحاب الفرح بالتعليمات والشروط فيما يتعلق بأعداد المدعوين، وعدم اصطحاب الأطفال وكبار السن سوى أقارب الدرجة الأولى للعروسين.

وتلفت إلى أن خسائر أصحاب الصالات تضاعفت كثيرًا، خاصة في شهور الإغلاق، إذ كان الزبائن قد دفعوا عرابين لها مقدمًا، واضطرت إلى ردها لأصحابها، لكون ذلك خارجًا عن إرادة الطرفين.

ومن القرارات التي أكدتها اللجنة المختصة بمتابعة سير العمل في الصالات تخفيف أعداد المقاعد والطاولات بداخل الصالة إلى أقل من النصف.

وستعتمد في عملها بالصالة على نظام البطاقات، لتقييد أعداد الحضور، وتجاوز المشاكل التي قد تقع بينها وبين أصحاب الفرح.