فلسطين أون لاين

استغاثة

الأوضاع الصحية للقطاع الصحي والمشافي في غزة في تراجع مستمر بسبب الحصار من ناحية، وبسبب وقف السلطة إرسال الأدوية والمستلزمات الصحية لغزة، ويجدر بنا هنا أن نستمع جيدًا للناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في غزة د. أشرف القدرة، حيث قال: "إن استمرار الحصار على قطاع غزة، ترتب عليه غياب 35% من الأدوية الأساسية والتخصصية لاسيما 90% من أدوية السرطان وغياب 40% من المستهلكات الطبية المهمة.


وقال: إن الحقوق العلاجية لمرضى قطاع غزة يتطلب موقفًا وطنيًّا ودوليًّا حازمًا يضمن حماية واستقرار الخدمات الصحية "التي تتربص بها الأزمات المركبة من كل جانب.


إن تراجع الرعاية الصحية في مشافي قطاع غزة يشعر به كل مواطن، وكل مريض، في ضوء هذا النقص الحاد للأدوية الأساسية، حيث لا يوجد دواء في مخازن الصحة يمكن صرفه للمرضى، بعد أن أوقفت حكومة الحمد الله توريد الدواء والمستلزمات الطبية للقطاع، وبعد أن توقفت حركة التضامن الدولية عن القدوم إلى غزة منذ سنوات وهي التي كانت تحمل معها بعض العلاج والأدوية، وبعض الأطباء المهرة الذين كانوا يتبرعون بإجراء بعض العمليات الصعبة.


ليست مشكلة الدواء والتحويلات هي المشكلة الوحيدة أمام القطاع الصحي في القطاع، بل ثمة مشكلة تتعلق بعدم توفر الكهرباء، وعدم توفر ما يكفي من وقود لتشغيل المولدات الكهربائية اللازمة لإضاءة غرف العمليات.


وفي بيان مأساوي لوزارة الصحة في غزة يقول: إن انقطاع الكهرباء يؤثر على نحو 40 غرفة عمليات، و11 غرفة عمليات للولادة القيصرية، و117 جهاز غسيل دم لمرضى الفشل الكلوي، يتوجه لها 650 مريضاً 3 مرات أسبوعياً.


إضافة إلى خطورة الأمر على المرضى المتواجدين في غرف العناية المركّزة، ولفت البيان إلى أن 113 طفلاً من الخدّج (حديثي الولادة)، موجودون داخل حضانات الأطفال، وهم بحاجة ماسة للرعاية الكهربائية. وحذّرت الصحة من تلف مئات الأصناف من "الأدوية الحسّاسة والمواد المخبرية، والتطعيمات الخاصة بالأطفال، في حال انقطاع التيار الكهربائي عن ثلاجات الوزارة بسبب نقص الكهرباء".


إن هذا العرض الرقمي يمثل جزءًا متواضعًا من الكارثة الصحية التي يعاني منها هذا القطاع الحيوي، الذي يكاد يحس به كل بيت فلسطيني، ومن ثمّ نضم صوتنا إلى المسئولين في صحة غزة بالشكوى والمطالبة بتدخل "جميع الجهات المحلية والإقليمية والدولية ومطالبتها بالتحرك العاجل لدعم احتياجات المرضى في قطاع غزة من الأدوية والمستهلكات الطبية والوقود".


نعم هناك خلافات عميقة بين السلطة في رام الله وحماس في غزة، ولكن هذا ينبغي أن يبقى في إطاره السياسي، ويجدر بالسلطة تجنيب القطاع الصحي من المناكفات السياسية، وعدم اتخاذه وسيلة للضغط السياسي على حماس.