فلسطين أون لاين

​فتنة الشّهرة

...
بقلم / إباء أبو طه

وإني لأعجب من المرء كيف تلقي به "الشهرة" إلى دروب كان يلوذ من الوقوع في حماها..

بالعامية : تلاقي البنت صارت مذيعة وتعرف تركب جملة منيحة، بعد شهرتها تخلع الحجاب!

تلاقيها صارت أخصائية تغذية وكل الفضائيات تستضيفها، فجأة تخلع الحجاب وتظهر بكل جرأة على الشاشة!

الشاب تلتقطه وسائل الإعلام .. ويصير مشهورا على الصعيد المجتمعي بنشاطاته ومبادراته الشبابية المميزة فجأة يصبح عنده تحول فكري يصل إلى حد الإلحاد!

التميز والشهرة هما وسيلة وليست غاية بحد ذاتها، ومشكلة حقيقية أن تدفعنا هذه الشهرة للتنازل عن مبادئنا وقيمنا وتصوراتنا التي كانت في يوم من الأيام جزءا منا كما نحن جزء منها..

الشهرة فتنة.. من لم يحوط ذاته بالإخلاص، ويحميها من شرك الكبر والإعجاب بالنفس ستنقلب عليه يوما..

سيقف هذا الشخص ذات يوم.. يشعر بأنه فقد ذاته شيئا فشيئا دون أن يشعر لصالح الآخرين، بدعوى أنه يعيش حرية حقيقية، لكنها حرية مقيدة بإعجاب الناس والتشفي لحظوظ النفس في تجاوز " مخيف" للهوية ..

فكرة "جنونية" أن ينتقل الإنسان من واقع لآخر.. ومن حال لحال مختلف.. كيف يستطيع المرء أن ينسف فجأة كل ما بناه وينتقل لفضاء آخر من الأفكار والتصورات في ليلة وضحاها؟

الناس " مذهلون" في تحولاتهم النفسية والفكرية..! كيف يستطيعون الانتقال من وضعية لأخرى بكل سلاسة وأريحية.. في الوقت الذي - على صعيدي الشخصي- قد أقرأ عشرات الكتب وأستشير مئات الأشخاص حول طريقة فهمي لآية من كتاب الله.. أو لنص في كتاب ما، أو لحل ما لإحدى مشكلاتي التي قد تبدو للآخرين بسيطة!

ربِّ ارزقنا الحكمة والبصيرة وسداد الرأي، ونعوذ بك من قفزات جنونية، نخلع بها رداء الحاضر طمعا في مستقبل مجهول..