فلسطين أون لاين

كل ما تريد معرفته عن "لقاح كورونا" في قطاع غزة

...
غزة/ هدى الدلو:

مع وصول 2000 جرعة من اللقاح الروسي "سبوتنك في" إلى قطاع غزة، الكثير من التساؤلات تطرح نفسها في أذهان المواطنين عن طبيعة هذا اللقاح، وإيجابيات الحصول عليه؟ وهل هناك أي انعكاسات صحية على متلقي اللقاح أو أي أعراض قد تظهر؟

ودعا نائب المدير العام للرعاية الأولية في وزارة الصحة د.مجدي ضهير الراغبين بتلقي اللقاح بالإسراع في التسجيل عبر تطبيق صحتي عبْر موقع وزارة الصحة بقطاع غزة عبر الإنترنت أو عبْر التطبيق على الهواتف الذكية.

ويؤكد ضهير لصحيفة "فلسطين" أن الحصول على اللقاح الخاص بفيروس كورونا يحمي من خطر الإصابة، مشيرًا إلى أن اللقاح حسب ما نشرت عنه منظمة الصحة العالمية والشركات المصنعة له ليست له أي انعكاسات سلبية على متلقيه، ولكن قد تظهر بعض الأعراض بعد الحصول على اللقاح كالصداع، وألم في المفاصل، وارتفاع في درجات الحرارة، وألم في مكان الحقن، ولكن هذه الأعراض تختفي بعد 48 ساعة.

ويوضح ضهير أن الأولوية في الحصول على اللقاح هم أفراد الطواقم الطبية، والفئات من أصحاب المرضى المزمنة.

وكان ضهير قال في تصريحات نقلها حساب وزارة الصحة في فيسبوك: إن هذه التطعيمات ستخصص للفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الإصابة بفيروس كوفيد-19، مبيِّنًا أنهم سيطعِّمون مرضى زراعة الأعضاء والفشل الكلوي، وسيُخصَّص مركز شهداء الرمال لسكان محافظتي غزة وشمال القطاع، في حين سيُخصَّص مركز شهداء خانيونس للمحافظتين الجنوبية والوسطى.

من جهته، يقول مدير دائرة التثقيف الصحي بوزارة الصحة د. معين الكريري: العالم بأسره يواجه جائحة كوفيد -19، والآثار التي نجمت عنه على مختلف نواحي الحياة الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وقد تأثَّرت فلسطين بتلك الأزمة، ولكن اللقاح الخاص بالفيروس هو بارقة أمل لتحصين المجتمع من الفيروس، ولضمان عودة الحياة إلى طبيعتها.

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين"، يشير الكريري إلى أن التطعيم ضد أي فيروس هو الوسيلة الوحيدة والفعالة للوقاية مما لا يقل عن 20 مرضًا، وينقِذ حياة ما يصل إلى ثلاثة ملايين شخص سنويًّا، وهو ما ينطبق على لقاح كورونا؛ لكونه يساهم في تشكيل مناعة مجتمعية، ويقلل من أعداد الإصابات والوفيات.

وعن آلية عمل لقاح كوفيد -19، يبين الكريري أنه وسيلة آمنة وذكية للتقليل من خطر الإصابة بالأعراض الشديدة الناجمة عن الفيروس والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، وبالتالي يساعد اللقاح الجسم في التعرُّف على الفيروس المسبب للمرض وإنتاج أجسام مضادة له، وهي عبارة عن بروتينات ينتجها الجهاز المناعي طبيعيًّا لمحاربة المرض.

ويوضح أن التطعيم يُعطى على جرعتين بفارق زمنى 2-4 أسابيع من الجرعة الأولى، وعادة تكون اللقاحات آمنة، فهي تخضع قبل طرحها للعديد من الاختبارات والمراحل التدريبية والتجريبية الدقيقة، والتي يشارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يتلقون اللقاح من أجل البحث المستمر عن أي خطر أو مؤشر سلبي للقاح على الصحة".

ويلفت الكريري إلى أنه قبل حصول أي شخص على التطعيم لا بد من مراقبة وضعه الصحي، وإبلاغ الفريق الطبي إذا كان يعاني أي أعراض: كارتفاع الحرارة، أو السعال، منبِّهًا إلى أن الحصول على اللقاح لا يعني ترك إجراءات السلامة والوقاية: كارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، والحفاظ على النظافة الشخصية، وتجنُّب الأماكن المزدحمة.

وكما أن أي دواء له أعراض جانبية، يبيِّن أن للقاح كورونا كذلك أيضًا ولكنها طفيفة: كألم بالعضلات، واحمرار، أو تورم مكان الحقنة، وارتفاع يسير في الحرارة، أو صداع، ولكنها تختفي في عدة أيام.

وينصح من يحصل على التطعيم بمراقبة ذاته، خاصة إذا ظهرت أعراض جانبية، واستمرت أسابيع بعد تلقي التطعيم، والتواصل مع الطبيب مباشرة.

ويوضح أنه مع بدء وصول أول جرعات اللقاح إلى قطاع غزة، فإن فئات خاصة من المجتمع ستحصل عليه: كالعاملين في القطاع الصحي، وكبار السن (فوق سن الـ60)، والمصابين بأمراض مزمنة؛ لكونهم أكثر عرضة للخطر، وتعمل الوزارة على توفيره لكل أفراد القطاع.

"المناعة المجتمعية"

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنه عندما يتلقَّى شخص ما التطعيم، فإنه من المحتمل جدًا أن يتمتع بالحماية ضد المرض المستهدف.

وتضيف "الصحة العالمية" عبر موقعها الإلكتروني: عندما يتلقَّى عدد كبير من أفراد المجتمع المحلي التطعيم، فإنه سيصعب على العامل الممرِض الانتشار؛ لأن معظم الأفراد الذين يخضعون له سيتمتعون بالمناعة. وهكذا، فإنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتلقّون التطعيم، قلّ احتمال تعرُّض الأشخاص الذين تتعذَّر حمايتهم باللقاحات لخطر العوامل الممرضة الضارة. ويُطلق على ذلك المناعة المجتمعية، أو ما يُعرف بمناعة القطيع.

وتقول المنظمة: بالمناعة الجماعية، سيتمتع هؤلاء الأشخاص بقدر كبير من الحماية بفضل تطعيم الأشخاص الذين من حولهم.

وتفيد بأن التطعيم لا يحميك وحدك، وإنما يحمي أيضًا أفراد المجتمع المحلي الذين يتعذَّر تطعيمهم. فلا تتردد في تلقِّي التطعيم إذا تسنَّى لك ذلك.