حذر ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان علي بركة من مؤامرة أمريكية إسرائيلية كبيرة تستهدف قضية اللاجئين باعتبارها أصبحت عقبة أمام عملية "التسوية" من وجهة نظر الاحتلال.
وأشار بركة في الوقت ذاته، إلى أن أمريكا تريد أن تعالج القضية من خلال إعادة توطين اللاجئين بعيدا عن ديارهم الأصلية في فلسطين، داعيا الدول المضيفة للاجئين لوضع استراتيجية مشتركة لدعم قضية اللاجئين وحق العودة.
وقال بركة لصحيفة "فلسطين"، أمس: "إن الحل الأمريكي أو ما يعرف بصفقة "القرن" لا تشمل إقامة دولة مستقلة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام 1967م"، معتقدا أن المطروح هو حكم ذاتي جديد للشعب الفلسطيني بالضفة الغربية يكون خاضعا للاحتلال وينسق أمنياً معه.
واعتبر بركة ما سبق تراجعا عن اتفاق أوسلو ومبادرة التسوية العربية والقرارات الدولية، بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتكريس قوة الاحتلال لكي تصبح جميع دول المنطقة في خدمته.
وأكد أن حركة حماس ماضية في طريق الجهاد والتحرير والعودة، قائلاً: "إن الاحتلال مهما طال فإنه لن يدوم وسيزول كما زال محتلون سابقون، وإن الاحتلال في عمره الأخير ولن يدوم سوى بضع سنوات، وإن الشعب الفلسطيني على موعد مع التحرير".
وحول اللجوء الفلسطيني في لبنان، أوضح أن اللاجئين الفلسطينيين تعرضوا لنكبات عديدة وهي نتيجة للنكبة الفلسطينية عام 1948م، متهما الاحتلال الإسرائيلي، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والحكومة اللبنانية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، بالمساهمة والمسؤولية عن معاناة الشعب الفلسطيني.
وبين بركة أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن نكبة الشعب الفلسطيني بعد تهجير الفلسطينيين من ديارهم، ثم الأمم المتحدة التي تتحمل المسؤولية، باعتبار أنها أنشأت الأونروا لحين العودة التي لم تتحقق بعد، فيما بدأت الوكالة بتقليص خدماتها.
وأشار إلى تراجع خدمات الوكالة بشكل كبير لصالح ما يسمى مشروع التسوية، محذرا "أونروا" من تطبيق سياسة أمريكية وإسرائيلية للتخلي عن خدماتها لصالح الدول المضيفة للاجئين.
وبالتالي تنتهي قضية اللاجئين، وفق بركة، ويشطب حق العودة وتصبح المسؤولية مسؤولية الدول المضيفة، مما يحول المشكلة من عربية إسرائيلية، إلى فلسطينية عربية.
وفي ذات السياق، قال بركة إن حكومات لبنان لم تمنح اللاجئين حقوقهم الإنسانية والمدنية والاجتماعية، وأنها قامت بمنع اللاجئين من أبسط حقوقهم بذريعة أنها ترفض التوطين.
وبشأن مخيمي عين الحلوة وبرج البراجنة، ذكر أنه بعد الأحداث والاشتباكات المسلحة الأخيرة في المخيم، بذلت جهود فلسطينية مشتركة لتشكيل قوة أمنية للحفاظ على أمن المخيمين واستقرارهما، لعدم تكرار الأحداث السابقة.
ولفت بركة إلى أن لبنان تمر بأوضاع صعبة، بوجود احتمالية إنهاء مجلس النواب دون الاتفاق على قانون جديد للانتخابات أو تمديد المجلس، معتبرا أن ذلك سيحدث خللا أمنيا وسياسيا.
وأكد أن جميع الفصائل الفلسطينية حريصة على عدم تجدد أي أحداث أمنية، وعدم استخدام المخيمات كساحات لتصفية الحسابات، لأنها "محطات نضالية على طريق العودة".
واتهم ممثل "حماس" في لبنان منظمة التحرير الفلسطينية بالتقصير في دورها تجاه اللاجئين بعد خروجها من بيروت عام 1982، مشيرا إلى أن المنظمة بعد اتفاق أوسلو لم تعد تهتم بتفعيل مؤسساتها بلبنان، وأن المنظمة أصبحت على أرض الواقع فرعا تابعا للسلطة، وليس مرجعية لها.
وأوضح بركة أن أوضاع اللاجئين في لبنان صعبة، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين في لبنان يقدر بنحو 470-500 ألف لاجئ فلسطيني.
إلا أنه ذكر أن هؤلاء اللاجئين ليس لهم حقوق إنسانية ومدنية، في ظل ارتفاع نسب البطالة التي تجاوزت 60%، والفقر، وغياب فرص العمل والتمويل للاجئين، مبينا، أن بعض المخيمات محاصرة وأخرى تمنع من البناء وترميم المنازل، وأن هناك تراجعا كبيرا في المستوى الصحي والتعليمي والإغاثي والغذائي.