قائمة الموقع

كيف نستعد للفصل الثاني من العام الدراسي؟ هواجِس واقعيّة وبَدائِل مُقترحة

2021-02-17T12:48:00+02:00

بفضل الله وتوفيقه وصلنا إلى أعتاب نهاية الفصل الأول من هذا العام الدراسي، الذي شهد جملة من الإجراءات الإجبارية التي فَرضت نفسها على العملية التعليمية.

فجاءت هذه الإجراءات نتيجة حتمية لتفشي جائحة كورونا في قطاعنا الحبيب، وما خلفته من آثار سلبية، كحالة الاضطراب التي عايشتها مؤسساتنا التعليمية بفعل التوجه المفاجئ نحو التعليم عن بعد بأشكاله وأنماطه المتعددة.

وحتى نكون منصفين فقد عادت العملية التعليمية الوجاهية في مدارس وزارة التربية والتعليم للانتعاش مؤقتًا مع نهاية الفصل الدراسي الأول، تحديدًا في منتصف شهر ديسمبر من عام 2020م.

لكن هذه العودة كانت مرتبطة بتحسن المنحنى الوبائي لأعداد المصابين بفيروس كورونا، في حين تمسكت مدارس وكالة الغوث الدولية بإنهاء الفصل الأول دون العودة للمدارس، وأجلت طرح هذه الفكرة للفصل الدراسي الثاني.

هذا الأمر يدفع كثيرًا منا المعلمين وأولياء الأمور لعرض مخاوفنا الواقعية من العودة للمدارس، مع الحديث عن انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا.

وكيف سيكون شكل الفصل الدراسي الثاني مع اقتناع المسؤولين باستمرار عملية التعلم للتغلب على الفقد التعليمي الذي أصاب طلبتنا؟

وما البدائل المقترحة للتغلب على سلبيات العودة الوجاهية، في ضوء صعوبة تحقيق التوازن بين التعلم والسلامة؟

أولًا وقبل كل شيء لا بد أن ندرك المعلمين وأولياء أمور "أن مدارسنا بعد الجائحة لن تكون كسابقتها"؛ وبناءً عليه إن الإيمان بفكرة التكيف والتأقلم مع الظروف التي تخلفها الأزمات الطارئة هي الخطوة الأولى للنجاح.

فعلى صعيد إجراءات السلامة والوقاية نقترح أن يكون لكل طالب "سلة صحيّة خاصة" تشتمل على معقم وصابون وورق صحي، مع ضرورة إرشاد طلاب المرحلة الأساسية تحديدًا لكيفية استعمال هذه السلة في الأسبوع الأول من عودة المدارس، وتوفير هذه الإرشادات رقميًّا على صفحة المدرسة، ومجموعات التواصل الافتراضية.

أما على صعيد طبيعة وآلية التدريس في الفصل الدراسي الثاني فإننا نقترح تقسيم دروس المنهاج إلى قسمين:

أحدهما يُدرّس وجاهيًّا ويتمثل في الدروس التي تشمل المهارات الأساسية في المنهاج، والآخر يُدَرّس إلكترونيًّا ويشمل الدروس التي تنخفض فيها نسبة المهارات الأساسية، وهذا المقترح يدعونا بالضرورة لإعادة التفكير في مناهجنا الدراسية من حيث الكم والخطة الزمنية المقترحة لتنفيذه.

وعلى صعيد الفقد التعليمي الكبير الذي أصاب العملية التعليمية في الفصل الأول، ووجود نسبة لا بأس فيها من الطلاب غير المتابعين أنشطة التعلم الإلكتروني، نقترح تحديدهم وإدراجهم ضمن برنامج خاص، يشبه البرنامج العلاجي المعهود والمتعارف، بهدف استهدافهم في المهارات الأساسية المفقودة لديهم، في الأسابيع الثلاثة الأولى من العودة الآمنة للمدارس.

أما بخصوص آليات التقويم فنعتقد بضرورة مَنْح المعلم جزءًا من الحرية في ذلك، بما يتناسب مع الخصائص النمائية والعمرية لطلاب المرحلة التي يدرسها.

ويفضل أن يكون التقويم وجاهيًّا وإلكترونيًّا على حد سواء، ونشجع على توظيف "التقويم الواقعي" المعتمد على أداء وإنجازات الطلبة، لا معلوماتهم التي يحفظونها.

ختامًا؛ نهمس في آذان المسؤولين عن العملية التعليمية بضرورة التخفيف من الأنشطة والمبادرات اللامنهجية، والمسابقات الجماعية ...إلخ؛ بشكل استثنائي خلال الفصل الثاني، حتى نستطيع الموازنة بين استمرارية العملية التعليمية وسلامة أبنائنا الطلبة وهيئات التدريس على حد سواء، واختتام الفصل من حيث تنفيذ الدروس في ضوء الفترة الزمنية المقترحة لذلك.

اخبار ذات صلة