تسود حالة من التوتر مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس بالضفة الغربية، بعد اشتباكات مسلحة وقعت مساء الأحد بين تيار رئيس السلطة محمود عباس وتيار القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان.
وأفات مصادر محلية لصحيفة "فلسطين" بأن قوة من جهاز الأمن الوقائي وبإسناد من وحدة العمليات الخاصة 101 والكتيبة الخاصة الخامسة والشرطة الخاصة، قامت باقتحام مخيم بلاطة.
وداهمت القوة أحد المنازل في المخيم، واعتقلت خمسة من أنصار "تيار دحلان".
وتدور اشتباكات بين الحين والآخر في المخيم على خلفية مقتل الشاب أحمد أبو رزق من قبل أجهزة أمن السلطة نهاية شهر أكتوبر الماضي.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم بلاطة أحمد ذوقان: إن الأمور توقفت بعد التوصل لهدوء بين الطرفين برعاية شخصيات من المخيم، لمدة عشرة أيام بين آل مرشود والسلطة.
لكن الجميع، بحسب ذوقان، تفاجؤوا باقتحام أمن السلطة للمخيم واعتقال عدد من الأشخاص بتهمة المشاركة في "أحداث الفلتان".
وذكر ذوقان لصحيفة "فلسطين" أن "الغريب في الأمر أن المعتقلين ليسوا من أبناء العائلات التي بينها الخلاف وسقط منها ضحايا مع أمن السلطة.. لكن الأخيرة تتهم تلك الأشخاص بالمشاركة في الأحداث القائمة".
وأكد أن الأوضاع داخل المخيم تشهد حالة من التوتر، "وقد تتجدد فجأة في أي لحظة".
وتابع: أهالي المخيم يعيشون حالة من الترقب وعدم الاطمئنان نتيجة إطلاق النار والاشتباكات بين الحين والآخر، "فهم أصبحوا يخشون على حياة أبنائهم وأملاكهم بجانب تفاقم الفقر والبطالة في المخيم".
وشدد ذوقان على أن الأمور بحاجة لحلول جذرية تُخرج المخيم من حالة التوتر والقلق، مستدركًا: "باعتقادي هناك تشابك كثير في الخلاف القائم جعلت من الصعوبة الوصول لحل جذري على الرغم من مساعي مؤسسات المخيم والعشائر للملمة الأمور والخروج من الوضع القائم".
وأوضح أن المشكلة يتداخل فيها الجانب العشائري والسياسي المتمثل في "أجندات سياسية" تحاول حرف أهالي المخيم عن ولائهم للشرعية الفلسطينية (المتمثلة في الرئيس عباس).
وعدَّ "انحراف بعض الأشخاص نحو تيار آخر (تيار دحلان) لا يعني أن أهالي المخيم الذين أغلبيتهم موظفو سلطة ينتهجون النهج ذاته".
وحذر رئيس اللجنة الشعبية في مخيم بلاطة من خطورة تلك الأجندات التي تعرقل الحلول في المخيم.