فلسطين أون لاين

البرغوثي يضع "المركزية" تحت الضغط

تقرير الانتخابات تكشف خلافات فتح.. والحركة تسابق الزمن للملمة صفوفها

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ جمال غيث:

مع بدء العد التنازلي للانتخابات يواجه زعيم حركة فتح محمود عباس تحدي توحيد حركته بكل تياراتها من أجل خوض الانتخابات بقائمة واحدة موحدة بعد دعوته إلى انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني في وقت لاحق من هذا العام، فهل تنجح فتح في توحيد قوائمها الانتخابية؟

ولتشكيل قائمة موحدة لحركة فتح فالمطلوب، وفق قياديين فتحاويين، أن تُعتمد معايير ديمقراطية واضحة وصريحة وشفافة في اختيار القائمة، والتدقيق في الأسماء المرشحة لها، وتجنب المحسوبيات في وضع القائمة، وألا تُهمَّش أي من كوادرها.

وفي حال همشت فتح قياداتها أو كوادرها، فتوقع القياديان تشكيل قائمة جديدة تضم كل المستثنين من القائمة الرسمية.

وفي سابقة لمسؤول فلسطيني وقيادي في حركة فتح، زار عضو اللجنة المركزية حسين الشيخ، في 11 فبراير/ شباط الجاري، القيادي الأسير مروان البرغوثي في سجن "هداريم" غير أن اللقاء كان عاصفًا، وفق ما تحدث مصادر إسرائيلية.

وذكرت صحيفة معاريف أن "صراخًا وشجارًا حادًّا سيطر على اللقاء الذي عرض فيه الشيخ على مروان زعامة حركة فتح الفلسطينية مقابل عدم تشرحه للرئاسة".

ونقلت وكالة "صفا"، أمس، عن عضو المجلس الثوري لـ"فتح" حاتم عبد القادر، أن البرغوثي يتجه للترشح للانتخابات الرئاسية، وليس لديه الرغبة في خوض الانتخابات التشريعية، ما يؤكد ما ذهب إليه معاريف، إذ أبلغ البرغوثي حسين الشيخ بأن أمام اللجنة المركزية لفتح فرصة حتى نهاية شهر فبراير الحالي لإعلانه مرشحًا فتحاويًّا وحيدًا لرئاسة السلطة، وبإشراكه في اختيار نصف قائمة فتح للتشريعي، وبإضافة عدد من الأسماء الفتحاوية لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح يقوم هو بتسميتها.

وقالت الصحيفة: "مروان حذر الشيخ بأنه سيذهب لقائمة فتحاوية للتشريعي بعيدًا عن قائمة اللجنة المركزية، وبأنه سيعلن ترشحه للرئاسة من طرف واحد في حال لم يوافق عباس وقيادة فتح على شروطه السابقة".

وفي هذا السياق قال حاتم عبد القادر لصحيفة "فلسطين": "لا خيار أمام حركة فتح سوى لملمة الصفوف وترسيخ الوحدة بين جميع أطياف الحركة وصولًا إلى تشكيل قائمة موحدة لانتخابات المجلس التشريعي يقبل بها الشارع سواء بأشخاصها أو برامجها"

وأضاف عبد القادر لصحيفة "فلسطين"، أن الحركة لن تسمح لأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري والأعضاء السابقين في المجلس التشريعي، ومسؤولي الأطر والوزراء والمحافظين الحاليين والسابقين بالترشح لأي انتخابات.

ورأى عضو مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن المطلوب لتشكيل قائمة موحدة لحركة فتح، أن يكون هناك تدقيق في الأسماء المرشحة للقوائم، وألا يتكرر الماضي، وألا تكون هناك محسوبيات في اختيار القوائم.

ونبه عبد القادر إلى إن عدم اعتماد معايير ديمقراطية واضحة وصريحة وشفافة في اختيار القوائم، "سيجعلنا أمام وضع صعب ولا أستبعد أن تُشكَّل قائمة أخرى للحركة فتح، ففي حال تشكيل قائمة جديدة فستضم كل المستثنين من القائمة الرسمية".

وعن لقاء عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، بالأسيرين مروان البرغوثي وكريم يونس، قال عبد القادر: "اللقاء يأتي لإجراء مشاورات حول جملة من القضايا المتعلقة بالانتخابات، والأسيران أكدا وحدة الحركة وتماسكها وخوضها الانتخابات بقائمة واحدة موحدة".

وبين أن البرغوثي يدعم قائمة واحدة موحدة للحركة تنتهج الآلية الديمقراطية في انتخاب أعضائها، وأن تكون هناك شفافية ونزاهة في اختيار الأعضاء وفق برنامج واضح ومحدد، وأن تكون القائمة قادرة على أن تقديم نفسها للشعب الفلسطيني من أجل التصدي لكل تداعيات المرحلة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.

وعن ترشح البرغوثي للرئاسة، أكد عبد القادر حق البرغوثي في الترشح للرئاسة، "خاصة وإن كنا نريد التغيير أو ضخ دماء جديدة في أواصر النظام السياسي الفلسطيني"، معربًا عن أمله بأن تجد رسالة البرغوثي التي نقلها الشيخ، صداها في اللجنة المركزية لفتح وأن يتم العمل بها.

مشاركة الكل

من جانبه قال عضو المجلس التشريعي عن محافظة نابلس ناصر جمعة: "لم تتضح الصورة حتى اللحظة ولم تستقر حول لملمة فتح صفوفها والذهاب لتشكل قائمة موحدة".

وأضاف جمعة لصحيفة "فلسطين": "المباحثات تجرى بين كل الأطراف في فتح للتوصل لآلية أو تصور معين يذهب باتجاه تشكيل قائمة موحدة للحركة".

وأشار إلى أن الوصول لقائمة فتحاوية موحدة، يتوقف على مدى قدرة اللجنة المركزية إعطاء الجميع حقه في المشاركة وعدم إقصاء أي من الأطراف الراغبة في تشكيل القائمة.

وشدد على أهمية النزاهة والشفافية عند اختيار أعضاء القائمة والتدقيق في الأسماء المرشحة، وألا يُهمَّش أي من كوادر والشخصيات الحركية.

وعن لقاء الشيخ بالأسيرين يونس والبرغوثي، أوضح جمعة، أن اللقاء يأتي ضمن مساعي توحيد حركة فتح في قائمة واحدة، والاستماع لوجهة نظرهما لما يمثلانه من تأييد والتفاف واسع من قبل الحركة والشارع الفلسطيني.

وقال: كلما استطاعت اللجنة المركزية أن تشرك جميع القطاعات داخل حركة فتح في إبداء رأيهم والمشورة فسيعينها ذلك على توحيد الجهود لتشكيل القائمة الواحدة.