فلسطين أون لاين

المدير العام "للفنون والتراث" عاطف عسقول لـ"فلسطين":

"الشباب والثقافة" تطمح لإنشاء الصندوق الشبابي لدعم المبدعين

...
الزميلة هدى الدلو في حوارها مع عسقول
غزة-هدى الدلو:

"واقع الثقافة والفنون عمومًا ليس ببعيد عن الظروف التي يمر بها القطاع، بسبب مجموعة العوامل المفروضة كالاحتلال الإسرائيلي، والحصار، وطبيعة القضية الوطنية الفلسطينية بصفة عامة كقضية تحرر (...)، هناك ضريبة يدفعها الفلسطينيون في سبيل الحرية والعودة"، هذا بعض ما يقوله المدير العام للفنون والتراث في الهيئة العامة للشباب والثقافة عاطف عسقول، كاشفًا في الوقت نفسه عن نشاطاتها وخططها في 2021.

عسقول في حديثه مع صحيفة "فلسطين" يؤكد سعي الهيئة إلى التواصل والتعاون في العمل مع الشباب، خاصة أنهم جزء أساسي من المستقبل والإبداع، فلا بد من دعمهم لما للجانب الثقافي من دور في بناء الشعوب الحضاري والوطني.

ويرى أن دمج الثقافة مع الشباب كان له أثر إيجابي في تعزيز الجانب الثقافي، خاصة أن جزءًا كبيرًا من عملهم له علاقة بتلك الفئة، وفي الآونة الأخيرة رُخِّص عمل فرق شبابية ثقافية.

وتطمح الهيئة إلى العمل ضمن خطة تهتم بالمبدعين وبالذات من فئة الشباب بتبني بعض المشاريع الثقافية، مع سعيها في المرحلة القادمة لإنشاء الصندوق الشبابي لدعم المبدعين وتمويل المشاريع الفنية والثقافية للمبدعين الشباب، لتحقيق أحلامهم، وفق عسقول.

ويوضح عسقول أن الثقافة والفنون بأشكالها المتعددة مرتبطة بالقضية الفلسطينية، ودائمًا نشاطاتها تصب في البعد الوطني، وتداعيات الحصار والظروف التي عاشتها غزة في السنوات الأخيرة والتي ألقت بظلالها وآثارها على الحياة الثقافية عمومًا والفنون خصوصًا.

وعن عمل الهيئة العامة للشباب والثقافة، يقول: إنها ليست منفصلة عن عمل المؤسسات الثقافية التي يبلغ عددها 80 مؤسسة، إضافة إلى أكثر من 100 مركز ثقافي وجمعية، لافتًا إلى أن هناك تعاونًا لتنفيذ الكثير من الفعاليات والمبادرات والمشاريع.

ويشير عسقول إلى أن الهيئة تدعم بعض المؤسسات لتنفيذ مشاريع في الخارج، في محاولة منها للمحافظة على المشهد الثقافي والفني ليبقى حيًّا وفعالًا بالداخل والخارج برعاية الكثير من الفعاليات المتنوعة كمهرجان "الإبداع الثقافي الشبابي"، و"موهبتك من بيتك"، و"عاش هنا" وغيرها من المشاريع الثقافية التي لها بعد شبابي وفني.

أما أزمة كورونا، فيقول عنها: "الكثير من الفنون تأثرت بالجائحة التي تجتاح العالم لكونها تعتمد في أساسها على وجود الجمهور، وإجراءات الوقاية التي اتخذت حدت من حضوره، ومن ثم أثر ذلك في كثير من القطاعات الفنية كالمعارض والمسارح والسينما والمهرجانات".

ويضيف عسقول أن كثيرًا من هذه الفنون يعتمد على التدريب الوجاهي فقُلِّصت الكثير من الدورات والورش الفنية والتدريبية التي تعتمد عليه، وعليه هناك قطاعات تأثرت أكثر من أخرى كالمسرح، فعكفت بعض المؤسسات على عمل مسرحية وبثها إلكترونيًّا كتجربة موائمة للوضع القائم.

ويشير إلى أن الفنون التشكيلية كذلك تحتاج إلى وجود معارض وجمهور، ومهرجانات السينما المعتاد تنفيذها، فقد أجل مهرجان القدس وشؤون المرأة، وأحيانًا تنفذ مقتضبةً ومقلصةً.

"طائر العنقاء"، هكذا وصف الشعب الفلسطيني وخاصة أهل قطاع غزة، فهو يخرج من تحت الرماد والآلام والجراح التي تزيده صلابة وإصرارًا، وكذلك الفنان الفلسطيني أينما وُجد فإن الوضع الصعب الذي يعيشه يزيده تحديًا وإصرارًا، ويبحث عن نوافذ أمل وطاقات للإبداع.

يتصور عسقول أنه مع الظروف الصعبة و"قلة الإمكانات" وكورونا إلا أن هناك نشاطًا وعملًا إبداعيًّا، ومواءمة بعقد ورش إلكترونية وندوات، متابعًا: "نواجه تحديًا حقيقيًّا في صناعة الأفلام، وكهيئة شباب وثقافة تعرض عليهم أفلام من إنتاجات شبابية، ففي مبادرة موهبتك من بيتك شارك أكثر من 1000 طفل بمواهب مختلفة، وأطلق مشروع مبادرات مع وزارة شؤون المرأة واختيرت ثلاثة مشاريع فنية وثقافية في ذلك الإطار لتعرض في يوم المرأة في الثامن من مارس/ آذار".

"خطة طموحة"

وتطرق للحديث عن النشاطات والخطط التي تقوم بها الهيئة، قائلًا: "لدينا خطة طموحة فيما يتعلق بالفعاليات والمشاريع الخاصة بجوانب الفنون المختلفة، ولكن نطمح أن تكون هناك موازنات تسمح بتنفيذ تلك المشاريع لترى النور، كمشاريع في المسرح الخاص بالشباب، ومسابقة بإنتاج الأفلام، مهرجان الإبداع الثقافي الشبابي، ومسابقات في الشعر والأدب وكتابة القصة".

وينبه عسقول إلى أن الهيئة العامة للشباب والثقافة لم يمر على إنشائها سوى ثلاثة أشهر، لكنها سجلت إنجازات عديدة من مبادرات ومشاريع وخطط نفذت، وستطلق مبادرات لها علاقة بالقدس، أما في شق الشباب فأطلقت مشاريع خاصة بهم كـ"دلني على السوق 2" للاهتمام بالجانب التنموي والثقافي.

ويوضح عسقول أن لدى الهيئة خطة عمل لـ100 يوم، تتضمن أكثر من مجال في مجالات الفنون المختلفة كمهرجانات ومعارض ودورات تدريبية في الموسيقى والمقامات الصوتية، وإطلاق شاعر فلسطين ومسابقات في القصة.

وعن العراقيل التي تواجه الهيئة، يشير إلى عدم استقرار مكان عمل الهيئة وتنقلها من مكان لآخر، وقلة الموارد والميزانيات، وأوقات إقفال المعابر، وعدم تمكن الفنانين والكوادر الفنية في كثير من الأحيان من التواصل مع العالم الخارجي.

ويشير إلى الحاجة إلى تعزيز البنى التحتية، لافتًا في الوقت نفسه إلى عدم الوفرة في القاعات اللازمة للمسارح ودور السينما والمؤسسات والمعارض والمسرحيات والحفلات، مبينًا أن الاحتلال كان له يد طويلة في التسبب بذلك وتأزيم المشكلة باستهدافه كثيرًا من المنشآت والمؤسسات، كمركز سعيد المسحال الثقافي، الذي دمره تمامًا والذي كان يوصف بأنه "مسرح الفقراء والفنانين ذوي الدخل المحدود، فكان خشبة متوفرة بإمكانات ضئيلة".

ويكمل المدير العام الفنون والتراث بأن الاحتلال قصف دار الكتب الوطنية التي كانت تمثل أملًا وحلمًا لوزارة الثقافة في أن تتحول لمكتبة وطنية وتضم في جنباتها متحفًا، لكنها تحولت إلى كومة من الحجارة، وكذلك مؤسسة عبدالله الحوراني التي قصفت وكانت شريان حياة للمثقفين، "وبالأساس نعاني من ندرة المؤسسات والمراكز، وقصف بعضها عمق من أثر المشكلة".