فلسطين أون لاين

ما أهداف الاحتلال باتهامه لفلسطينيي الداخل بموجة الحرائق؟

...
الناصرة / غزة - أحمد المصري

الناصرة / غزة - أحمد المصري

رأى محللان سياسيان مختصان بالشأن الإسرائيلي، أن أهدافًا متعددة وراء اتهام سلطات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطينيين من الداخل المحتل سنة 48، بالمسؤولية عن موجة الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من الأراضي المحتلة.



وتواصل طواقم الإطفاء التابعة لسلطات الاحتلال بمساعدة دولية السيطرة على الحرائق التي التهمت آلاف الدونمات من الأراضي المحتلة، وعلى إثرها جرى إجلاء آلاف المستوطنين من المستوطنات.



ومع استمرار الحرائق حاولت أوساط إعلامية عبرية مقربة من الأحزاب اليمينية استغلال هذا الحادث، بشكل أو بآخر، للتحريض ضد فلسطينيي الداخل المحتل، واستعانت بمنشورات لنشطاء فلسطينيين على شبكات التواصل الاجتماعي، قالت إنها "تؤكد فرحة العرب بالحرائق في (إسرائيل)".



وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال إن معظم الحرائق المشتعلة في الأراضي المحتلة سببها وفق التحقيقات "خلفيات إرهابية"، على حد زعمه، فيما اعتقلت قوات الاحتلال عددًا من فلسطينيي الداخل في أعقاب هذا التصريح.



استثمار ما جرى



وقال المختص في الشأن الإسرائيلي عبد الحكيم مفيد: إن ما يؤكد أن سلطات الاحتلال حاولت استثمار ما جرى من حرائق، هو سرعة توجيه الاتهامات لفلسطيني الداخل المحتل، رغم عدم امتلاك هذه السلطات أي دليل.



وأشار مفيد لـ"فلسطين"، إلى أن الاحتلال يدرك جيدًا أن فلسطينيي الداخل ليس من شيمهم حرق الأشجار أو المنازل، في وقت ثبت فيه على المستوطنين اليهود بالدليل القاطع جرائم حرق الشجر والحجر وحتى الأنفس وهي على قيد الحياة.



ولفت إلى أن أهدافًا متعددة تسعى سلطات الاحتلال لتحقيقها من موجة التحريض على الفلسطينيين وتحميلهم المسؤولية عما جرى من حرائق، واصفًا هذه الأهداف بـ"الخبيثة".



واعتبر أن أبرز هذه الأهداف هو إشغال الرأي العام في الدولة العبرية بقضية أخرى بعيدًا عن إيجاد متسع لهم للتساؤل عن فشل الاحتلال الذريع في إخماد الحرائق والسيطرة عليها.



وذكر مفيد أن أهدافًا أخرى تريدها دولة الاحتلال تتعلق بمواصلة مسيرة التحريض على فلسطينيي الداخل، وإيجاد أكبر قدر من الضغط عليهم وصولاً إلى عدم تقبلهم في الأراضي المحتلة.



ضغط هائل



من ناحيته، رأى المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، عباس زكور، أن الضغط الهائل الذي ولدته الحرائق على حكومة نتنياهو، جعل الأخير يرمي الكرة في ملعب غيرة في محاولة لانتزاع فتيل أي غضب مجتمعي ضده.



وأكد زكور وهو عضو كنيست سابق، لـ"فلسطين"، أن رمي الكرة في ملعب الفلسطينيين "وسيلة سياسية يجيدها نتنياهو بشكل ذكي جدًا بما يخدم سياسته لتحقيق أهداف أخرى متعددة يكون وقودها الفلسطينيون في الداخل".



وأشار إلى أن حملة الاعتقالات التي نفذتها سلطات الاحتلال بحق عدد من فلسطينيي الداخل، جرت بناءً على منشورات "سخرية" على شبكات التواصل الاجتماعي، غير أن الاحتلال لا يدرك حقيقة ذلك بقدر ما أنه يسعى لربط الاعتقالات بتهم حقيقية تجاههم بالمسؤولية عن الحرائق.



ورأى زكور أن سلطات الاحتلال تسعى إلى تحقيق أهداف تبرر فشلها وعجزها في إخماد الحرائق بالصورة المناسبة، في وقت أنها كانت لديها تجربة كافية قبل نحو خمس سنوات عندما جرت حرائق مشابهة في منطقة الكرمل، شمالي فلسطين.



ويعتقد المحلل السياسي أن حكومة نتنياهو أحرجت جدًا من المستوطنين، لا سيما وأنها طلبت المساعدة حتى من السلطة الفلسطينية التي يدرك العالم أجمع إمكاناتها الضعيفة مقارنة بالاحتلال الذي لديه إمكانات هائلة.