أفاد النائب السابق لرئيس الحركة الإسلامية كمال الخطيب، بوجود تفاعل نوعي من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48 مع تصاعد الدعوات المطالبة بوقف سفك الدماء ومظاهر العنف.
وذكر أن هذا التفاعل تُرجم على هيئة مظاهرات مطلبية واعتصامات جابت الشوارع، معربًا في الوقت ذاته عن اعتقاده بأنه ما يزال هناك شيء أكبر بكثير تخطط له حكومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطينيي الـ48 لم تتضح ملامحه بعد.
وقال: "حكومة الاحتلال مستفيدة من الواقع الداخلي، وليس من السهل أن تتراجع عن سياساتها تجاههم استجابة للحراك الفلسطيني".
واستدعت قوات الاحتلال الخميس الماضي الشيخَ الخطيب للتحقيق، بشأن تصريحاته من زيادة تفشي الجريمة في الداخل الفلسطيني.
وفي هذا السياق قال: "اتهمتْني المؤسسة الإسرائيلية بنشر العنف كسياسة متعمدة منها وذلك بتسهيل امتلاك الفلسطينيين للسلاح والذي من الواضح أنه يصل من مخازن شرطة الاحتلال، كما صرَّح سابقًا وزير أمن الاحتلال الداخلي جلعاد أردان".
وذكر الخطيب أن سلطات الاحتلال تتهمني بالتحريض والدعوة للعنف، "بدعوى تخوُّفهم على مصلحة الداخل الفلسطيني، وأن الظروف مشحونة ومواقفي يمكن أن تسهم في تأجيج المشاعر".
وأشار إلى أنه رفض التُّهم وأصر على ما أكده سابقًا، بأن "انتشار العنف" سياسة حكومية إسرائيلية هدفها إلهاء شعبنا وضرب نسيجه الداخلي وإشغاله عن قضاياه الوطنية كالقدس والأقصى والنقب ومصادرة الأراضي وهدم البيوت.
وجدد التأكيد بأن استدعاءه محاولة لتنحية الرموز الفلسطينية، وتأتي ضمن سياسية تكميم الأفواه، ومحاولة إدخال فلسطينيي الـ48 في دائرة الشعور بالذنب.
وقال: "هناك أطراف في مؤسسة الاحتلال تحاول أن تحمل شعبنا على الشعور بأنه المتهم وصاحب المصيبة الاجتماعية التي تقع عبر تشييع الضحايا كل يوم بالرصاص المنفلت".
تفاعل تلقائي
وأكد الخطيب أن الأحداث والاحتجاجات في الداخل ضد العنف تتفاعل تلقائيًّا، إذ يدرك الشباب حجم الخطر الداهم الذي لا يمكن أن ينزاح ما لم يأخذوا دورهم في الاحتجاج ضد المخططات السوداوية.
وعبَّر عن اعتقاده بأن الحراك الشبابي ينساق دون قيادة سياسية بالنظر إلى الانشغال بانتخابات "الكنيست" وحظر الحركة الإسلامية "الجناح الشمالية"، مستدركًا "وهذا قد يكون أكثر جدوى ومتقدمًا على مواقف الساسة المنشغلون بالوصول لكراسي الكنيست بحثًا عن الأدوار الباهتة والأداء الفاشل الخائب لهم فيه منذ 73 عامًا".
وعدّ تحييد دور الحركة الإسلامية بحظرها إسرائيليًّا عام 2015م، من الأسباب المباشرة للتدهور الاجتماعي والسياسي بما فيه تصاعد العنف لعدم وجود من يقف أمام المؤسسة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن حالة الانفلات قادت لوصول مظاهر العنف لبعض الخيرين كما حدث بالاعتداء على سليم اغبارية وقتل محمد أبو نجم.
والشهر الفائت، قضى أبو نجم برصاص مجهولين فيما سبق ذلك محاولة اغتيال القيادي بالحركة سليمان اغبارية.
وأشار الخطيب إلى أن وصول القتل ليطال الرموز الفلسطينية في الداخل المحتل جعل الحراك الشعبي ضد العنف أكثر قوة، وفي رسالة بأن على سلطات الاحتلال إدراك أن سياستها مفضوحة.
وقال: "علينا ألا ننظر إلى دموع عيني نتنياهو بل لفعل يديه فلا ننخدع بتباكيه وإظهاره الحرص على الصوت العربي بل رؤية يديه الملوثتين بالقتل والهدم لبيوتنا ومصادرة أراضي شعبنا، فشعبنا أذكى من الوقوع في شباك نتنياهو وكلامه المعسول".