أعلنت نقابة "أطباء فلسطين" -قطاع غزة، تشكيل مجلس توافقي لها يضم ممثلين عن فصائل وقوى وطنية.
جاء ذلك في حفل نظمته النقابة، أمس، في قاعة جمعية الهلال الأحمر بمدينة غزة، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأطباء والممرضين والنقابات المهنية والعاملين في وزارة الصحة.
وأعلن رئيس النقابة د. فضل نعيم، البدء في العمل النقابي الطبي من جديد، بعد حالة من الانسداد والركود الذي مرَّت به النقابة، مشيرًا إلى أن تشكيل هذا المجلس جاء لإعادة "مجد النقابة وتفعيل دورها الريادي".
وقال نعيم في كلمته، إن النقابة منذ نشأتها قادت العمل النقابي بوجه الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن الطواقم الصحية وعلى رأسهم الأطباء لم يتخلوا عن تقديم الواجب الوطني لأبناء شعبهم وتضميد جراح المواطنين، عدا عن رفضهم القيام بأي إجراءات تعزز الانقسام.
وأعرب عن أمله بأن يكون تشكيل المجلس التوافقي خطوة على طريق توحيد العمل النقابي الطبي في فلسطين من أجل تمكينه بالقيام بمهامه، وتشكيل حالة للضغط على القيادة السياسية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام.
ودعا نعيم الأطباء إلى الالتفاف نحو النقابة ومجلسها التوافقي الجديد، مشيرًا إلى أن الباب ما زال مفتوحًا لكل من يريد الدخول في النقابة، مقدما في الوقت ذاته، شكره لكل منا ساهم في انجاح هذه الخطوة.
توحيد النقابات
وقال رئيس تجمع النقابات في حركة حماس سهيل الهندي، إن تشكيل مجلس نقابة الأطباء يأتي تزامنًا مع اجتماع الفصائل في القاهرة لبحث إنجاح العملية الانتخابية.
وأوضح الهندي في كلمته، أن هناك تحديات كبيرة بسبب وجود الاحتلال الذي يسعى لاستمرار الانقسام الفلسطيني، معتبرًا تشكيل المجلس رسالة للكل الفلسطيني والمتربصين بالمضي نحو تحقيق الوحدة بين مكونات شعبنا.
وبيّن أن حركته بذلت وما زالت تبذل جهودًا في سبيل توحيد النقابات، لافتًا إلى وجود قرار قيادي من رئاسة الحركة بالمضي في طريق الوحدة لباقي النقابات.
"عرس نقابي"
وأكد مسؤول العمل النقابي في الجبهة الشعبية أسامة الحج أحمد، أهمية تشكيل مجلس نقابي توافقي جديد، بحلة وطنية واتفاق وطني.
وعد الحج أحمد في كلمته، تشكيل المجلس رسالة قوية حول إمكانية التوحد إذا توفرت الإرادة من الكل الفلسطيني، معبرًا عن أمله بأن ينجح حوار الفصائل في القاهرة، والاتفاق على برنامج سياسي موحد.
وأعرب عن أمله بأن ينسحب تشكيل مجلس نقابة الأطباء على تفعيل كل نقابات المجتمع الفلسطيني، لافتًا إلى أهمية دور النقابة في المساهمة بالرقي بالجانب الصحي والاهتمام بالمرضى، لا سيَّما الفقراء منهم.
إلى ذلك، وصف عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي يوسف الحساينة، تشكيل مجلس النقابة بأنه "عرس نقابي جديد"، مثمنًا الجهود المبذولة للوصول لهذه الحالة.
وذكر الحساينة أن الجميع تنازل من أجل تحقيق المصلحة الوطنية، داعيا النقابة لأن تكون حاضرة في تفاصيل عمل الشعب لتقديم نموذج وطني لها.
وقال: هذه الخطوة مقدمة لمجموعة من الحوارات التي قادتها الأطر النقابية، ونتطلع أن ينسحب هذا التوافق على جميع النقابات، معربًا عن أمله بأن تؤسس لمرحلة الشراكة في النقابات وفرصة لتجديد الحياة في القطاع.
وبيَّن أن حوارات القاهرة فرصة حقيقية لتحقيق الشراكة الوطنية، مؤكدًا أنه "آن الأوان للسلطة أن ترفع عقوباتها المفروضة على غزة ومنح الأمل للخريجين والعمال".
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية سمير أبو مدللة، إن "الحالة الفلسطينية اليوم باتت تحتاج لاستنهاض كل الطاقات الوطنية والمجتمعية لإعادة الاعتبار الهام للعمل النقابي".
وأضاف أبو مدللة: نحتاج رؤية وطنية جامعة تعزز العمل النقابي وتخدم طموحه وتطلعات شعبنا، مؤكدًا ضرورة تبني القضايا النقابية، من أجل تعزيز العملية الارتباطية بين الأفكار الاجتماعية والنقابية خاصة.
وأكد أن شعبنا بحاجة للانتصار لقضاياه الوطنية، لأنها البوابة الآمنة له ولقضيته العادلة.
كما أكد عضو المكتب السياسي لحركة المبادرة الوطنية مازن زقوت، أهمية خطوة تشكيل المجلس التوافقي على الصعيدي الوطني والسياسي، تزامنًا مع انعقاد حوارات الفصائل في القاهرة.
وشدد زقوت على ضرورة أن يمارس المجلس دوره في الدفاع عن الأطباء واستعادة حقوقهم، قائلًا: "هذا المجلس التوافقي يأتي في ظل ظلم وإجحاف يتعرّض له الجيش الأبيض بغزة بعدم المساواة وهضم حقوقه والكثير من القضايا".