فلسطين أون لاين

تقليص الدعم الإماراتي لـ"أونروا" تساوق مع محاولات تصفية قضية اللاجئين

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

بعد توقيعها اتفاقية تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، تسعى الإمارات اليوم إلى إنهاء عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عبر تقليص مساعداتها السنوية للوكالة الأممية، تقليصًا حادًّا في عام 2020.

وتراجعت المساعدات الإماراتية لوكالة "أونروا" في عام 2020 إلى مليون دولار فقط، في حين كان حجم التبرعات الإماراتية في ميزانية الوكالة في كل من عامي 2018 و2019 يقدر بنحو 51.8 مليون دولار، حسب المتحدث باسم "أونروا"، سامي مشعشع.

كما جاءت خطوة الإمارات متساوقة مع قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018 تعليق مساهمات الولايات المتحدة (أي نحو 360 مليون دولار سنويًّا) في ميزانية الوكالة الأممية.

ويتسبب التراجع الإماراتي، في زيادة العجز المالي الذي تواجهه "أونروا" والتي تقدم خدماتها إلى نحو 5.7 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها، وهو ما سينعكس على الخدمات المقدمة للاجئين.

وأكد المختص في شؤون اللاجئين، د. عصام عدوان، أن الدول العربية كانت تلتزم نظريًا دفع مساعدات مالية تغطي 7.8% فقط من ميزانية وكالة "أونروا"، وهي نسبة ضئيلة، مستدركًا: "ورغم ذلك لم تلتزم الدول العربية هذه النسبة، وكل ما تدفعه لا يتجاوز الـ5% على أقصى حد من الميزانية".

وأوضح عدوان لصحيفة "فلسطين"، أن تقليص الإمارات مساعداتها لوكالة "أونروا" يأتي في ظل توقيعها اتفاق تطبيع مع الاحتلال، "وانخراطها في مشروع تصفية القضية الفلسطينية، وفق رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

وتوقع المختص في شؤون اللاجئين، أن تعمل الإمارات على رفع دعمها المقدم لوكالة الغوث، "ولكن ليس علنًا"، مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، واتخاذه قرارًا بإعادة مساهمات بلاده المالية لـ"أونروا".

وأشار إلى أن إدارة "أونروا" يوجد لديها القدرة على تعويض تراجع الدعم الإماراتي والعربي، والعجز في ميزانيتها، إذ إن المفوض العام سبق أن أجرى جولة عام 2017 إلى 50 دولة، وأنهى السنة المالية في حينها دون عجز مالي، وهو ما يعد لأول مرة منذ 20 عامًا.

وبين عدوان، أن "أونروا" لا تريد البحث عن مصادر تمويل جديدة لسد العجز في ميزانيتها، وتعمل على تقليص المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين ضمن مخطط لإنهاء دورها.

من جهته، أكد مسؤول دائرة اللاجئين في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أشرف أبو الروس، أن التراجع الكبير للدعم المالي الذي تقدمه الإمارات لـ"أونروا" جاء متزامنًا مع المحاولات الأمريكية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإلغاء حق العودة.

وقال أبو الروس لصحيفة "فلسطين": إن "تخفيض الإمارات للمساعدات المقدمة للوكالة الأممية، هو استجابة للضغوط الأمريكية الهادفة لوقف الدعم للأونروا، أبرز الشواهد على النكبة".

وأضاف: "وكالة الغوث لم تضع استراتيجية لجلب الدعم بديلًا من تراجع دعم الدول العربية والولايات المتحدة، وتحاول مواجهة مشكلة العجز المالي على حساب اللاجئين الفلسطينيين الفقراء، عبر توحيد السلة الغذائية، والمس بالفئات الأشد فقرًا".

وشدد أبو الروس على أن إدارة "أونروا" الحالية مطالبة بوقف تقليص المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وتحميلهم مسؤولية عدم قدرتها على سد العجز المالي.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس؛ الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، والقطاع، إلى أن يُتوصَّل إلى حل عادل لمشكلتهم.