فلسطين أون لاين

في رسالة للفصائل المتحاورة في القاهرة

تقرير أهالي شهداء 2014 يُضربون عن الطعام للمطالبة بصرف مخصصاتهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

بـ"الأمعاء الخاوية"، قرر أمس أهالي شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014م التعبير عن مطالبهم بصرف مخصصاتهم المالية، التي تتنكر لها السلطة في رام الله منذ سنوات، رغم اعتصاماتهم المتكررة.

وشرع أهالي الشهداء في إضراب عن الطعام ليوم واحد، أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظَّمة التحرير، في مدينة غزة، في رسالة للفصائل المتحاورة في العاصمة المصرية القاهرة، للعمل على تحقيق مطالبهم.

وردد أهالي الشهداء خلال اعتصام نظمته اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء، أمس، شعارات منها "يا شهيد ويا مجروح.. والله حقك ما بيروح"، و"يا أصحاب الفخامة بدنا نعيش بكرامة"، و"يا للعار يا للعار دم الشهداء بغلي نار"، و"الحقوق قبل الصندوق".

أوضاع صعبة

المواطنة أحلام الشنباري "والدة شهيديْن"، طالبت في حديثها لـ"فلسطين"، رئيس السلطة محمود عباس بصرف مخصصاتهم المالية فورًا، مبينة ًأنها أرملة (منذ عام 2011م) وتعيل أربعة أطفال هم مَنْ تبقوا من أبنائها".

وأضافت الشنباري: "أصبنا جميعًا أنا وأبنائي من جراء القصف الإسرائيلي، فأنا ما أزال أعاني آثار الإصابة وأجريت عددًا من العمليات الجراحية، ولديَّ طفل جريح ما زال يعاني الإصابة".

وأشارت إلى أنها "لا تحصل على أي راتب، سوى شيك الشؤون الاجتماعية، الذي لا يكفي مصاريف أبنائها، الأمر الذي يضطرها للاستدانة"، قائلة: "نحن مستمرون بالاعتصام وشرعنا في إضراب عن الطعام لنطالب بإعادة حقوقنا قبيل أي انتخابات مقبلة".

إلى جوار الشنباري، جلست المواطنة بيان الشنباري، التي فقدت والدها خلال عدوان 2014م، وتقول لـ"فلسطين"، إنها تعيل خمسة من أشقائها أودعت ثلاثة منهم في "معهد الأمل للأيتام" لكونها غير قادرة على التكفل بمصاريفهم جميعًا، لكونها عاطلة عن العمل، وتعتاش على راتب "الشؤون".

وأضاف الشنباري: "نريد من مسؤولي السلطة أن يشعروا بمعاناتنا وألا يتركوا أرامل الشهداء وبناتهم يتسولون، مشيرة إلى قيامهم بالعديد من الخطوات الاحتجاجية للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية لذويهم، خصوصًا في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.

المسن يونس خلة "والد شهيد"، أكد لـ"فلسطين"، أنه منذ سبع سنوات لا يفارق اعتصام أهالي شهداء 2014م رغم كبر سنه، قائلًا: "نريد حقوقنا كغيرنا من أهالي الشهداء، فأغلبنا عاطلون عن العمل ووضعنا الاقتصادي صعب".

وتابع: "أنا أعيل اثنين من الأبناء وأنا عاطل عن العمل لكبر سني، أعيش تحت رحمة الجمعيات الخيرية التي تعطينا حينًا وتنسانا أحيانًا، هل يجوز أن نبقى كالمتسولين على أبواب الجمعيات؟!".

كما طالب المواطن شادي أبو ماضي (فقد والده وثلاثة من أشقائه واثنيْن من أبنائه) بصرف مخصصات أهالي الشهداء ليعيشوا بكرامة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة.

وأضاف أبو ماضي متسائلًا: "هل من المنطق أن تجلس أمهات الشهداء على الرصيف يتوسلنّ حقوقهن؟!، لا نريد وعودات، نريد تنفيذًا فوريًّا"، وناشد كل الفصائل بأن تعمل على حل قضيتهم.

رسالة للقيادة

بدوره أعلن المتحدث باسم "اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى"، علاء البراوي، إضراب أهالي الشهداء عن الطعام في رسالة منهم "للقيادة الفلسطينية" وفصائل شعبنا بـ"أنهم لن يتركوا المكان ولن يتخلوا عن مطالبهم".

وأكد البراوي خلال مؤتمر صحفي، أن الاعتصام مستمر حتى صرف رواتب أهالي شهداء 2014م، وإعادة مستحقات شهداء حربيْ 2008 و2012م ، ورفع الظلم عن أسر الشهداء والجرحى المقطوعة رواتبهم.

وأضاف: "على مدار سبع سنوات تستمر معاناة أسر الشهداء الذين يزدادون إصرارا على الاعتصام أمام مؤسسة "الشهداء والجرحى"، مطالبًا الرئيس عباس وحكومة اشتية وكل الفصائل بأنْ ينظروا لعائلات الشهداء "الذين يريدون خبزا لأطفالهم الأيتام".

وأشار إلى أنه خلال السبع سنين الفائتة تلقى أهالي الشهداء وعودًا ذهبت جميعها أدراج الرياح، قائلًا: "على المتحاورين بالقاهرة أن ينصفوا أهالي الشهداء فورًا، وعدم الدخول للحوارات دون أن تحل "القيادة الفلسطينية" قضيتهم.

وأكد البراوي أن أهالي الشهداء لن يستقبلوا أي مرشح وأي قائمة انتخابية دون حل قضيتهم.

وبحسب "اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى"، فإن نحو 1943 عائلة من أسر شهداء العدوان الإسرائيلي عام 2014، لم يتلقوا أي مخصص مالي منذ 7 سنوات، في حين قطعت المنظمة في يناير/ كانون الثاني لعام 2019، رواتب نحو 2700 أسرة شهيد وجريح، دون إبداء الأسباب.