فلسطين أون لاين

تقرير مطار قلنديا.. ساحة جديدة لنتنياهو لكسب ودّ اليمين المتطرف قبل الانتخابات

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

جاء إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو استعدادَه الكامل لبناء مستوطنات جديدة على أنقاض مطار قلنديا التاريخي شمال القدس، سعيًا لكسب اليمين الإسرائيلي قبيل خوض انتخابات "الكنيست" المزمع عقدها في مارس/ آذار المقبل.

وعدَّ مراقبون إعلان نتنياهو محاولة للنجاة، واستفزاز للإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن.

وطبقًا لما ذكرته مصادر عبرية، فإن نتنياهو زعيم حزب "الليكود"، بات مستعدًا للتوصُّل لاتفاق مع أحزاب اليمين الإسرائيلي، مقابل دعمه للبناء الاستيطاني في مدينة القدس المحتلة.

وهكذا يكون نتنياهو استفاد مجددًا من قرارات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وخاصة فيما يتعلق بإعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، بحسب زعمه، ونقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إليها، والسماح له لاحقًا بضم أجزاء من الضفة الغربية، واعتبار الجولان السوري المحتل منذ 1967، خاضعة للاحتلال.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن نتنياهو مستعد لدفع إجراءات الموافقة على الحي اليهودي الجديد على أنقاض مطار قلنديا، مقابل أن تتوحد "قوى اليمين" وخوض الانتخابات مشتركين.

وأشارت إلى أن نتنياهو يسعى لتوحيد جهود بتسلئيل سمويرتش زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، مع حزب "البيت اليهودي" و"القوة اليهودية"، لخوض الانتخابات موحدين، ودعمه بالدخول في الائتلاف الحكومي الذي سيسعى لتشكيله بعد انتخابات "الكنيست".

طرح سابق

وفي هذا الصدد، قال المستشار في هيئة شؤون الاستيطان محمد الياس: إن بناء الاحتلال مشاريع استيطانية جديدة بأراضي مطار قلنديا، طرح سابقًا وبقي فكرة لدى دوائر سلطات الاحتلال، ورغم أنه يلقى معارضة شديدة من أطراف مختلفة، إلا أن الجهات الأكثر تطرُّفًا داخل اليمين تدفع وتنادي ببناء المستوطنة الجديدة.

وذكر الياس في تصريح لـ"فلسطين"، أن تنفيذ المشروع الاستيطاني يعني انسياق نتنياهو مع توجهات اليمين لكسب وقوفهم إلى جانبه في المعركة الانتخابية الدائرة في (إسرائيل).

وأضاف أن موقف نتنياهو واضح فيما يتعلق بمشاريع الاستيطان التي شهدت نشاطًا محمومًا غير اعتيادي منذ توليه رئاسة حكومة الاحتلال قبل أكثر من 8 سنوات، حيث سمح بإقامة مستوطنات جديدة بمسميات مختلفة، وتشريع إقامة بؤر استيطانية واعتبارها جزءًا من ضواحي مستوطنات قائمة.

وإذ يشير الياس إلى أن موافقة نتنياهو على مشاريع استيطانية جديدة في المرحلة الحالية سيعرُّضه لانتقادات من المجتمع الدولي، وإدارة بايدن، إلا أن هذه المشاريع حقيقة تخدم مصالحه أملاً في العودة إلى رئاسة الحكومة مجددًا؛ لأن ذلك من شأنه أن يوفر حصانة له أمام قضايا الفساد الموجهة ضده، والتي قد تحيله للسجن مستقبلًا.

وأكمل: "الاستمرار في البناء الاستيطاني يوفِّر لنتنياهو حمايةً ودائرة أمان يمينية تدعمه للوصول إلى الحكم مجددًا وتبعده عن المحاكمة".

وأضاف أن المشروع الاستيطاني في الأراضي المحتلة بالنسبة لنتنياهو رؤية وهدف إستراتيجي، لكنه في ذات الوقت لا يريد أن يدخل في صراع مكشوف مع المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية.

وفي الوقت ذاته، أكد المستشار في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أنه "لا يمكن الرهان على أي تصادم أمريكي إسرائيلي نتيجة سياسات نتنياهو الاستيطانية، فالإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تقف في وجه حكومات الاحتلال، ولم تشكِّل عائقًا أمام مخططاتهم".

وتابع أن المراهنة على الموقف الأمريكي فاشلة؛ لأن الأخيرة لن تبيع (إسرائيل) من أجل الفلسطينيين، أو من أجل أي قيم أخرى، خاصة أنه لا يوجد هناك موقف عربي ضاغط على الإدارة الأمريكية، والمتوقع منها الاكتفاء بانتقادات عامة وليست فعلية".

الاستيطان مستمر

وقال المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد: إن سياسة الاستيطان مستمرة رغم وجود إدارة بايدن في الحكم، وأكثر شيء يمكن أن يفعله الأخير التحفظ على مشاريع الاستيطان التي لم تعد مرفوضة من وجهة النظر الأمريكية.

وذكر شديد في تصريح لـ"فلسطين"، أن مشاريع استيطانية ضخمة تمَّت في عهد تولي مرشحين عن الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية كعهد باراك أوباما.

يشير شديد إلى أن الانتخابات داخل اليمين، والتي قد تضم اختلافًا في وجهات النظر على نتنياهو، إلا أن الجميع يتطابق معه في سياسته تجاه الفلسطينيين والاستيطان والقدس، والملف الإيراني.

وذكر أن نتنياهو لا يزال قويًّا في الساحة الإسرائيلية، ولا يوجد منافس من داخل حزب "الليكود" أو من الأحزاب الإسرائيلية الأخرى، لكن لا أحد يستطيع التكهُّن حول الانتخابات المرتقبة.