فلسطين أون لاين

"عقد في جفن الردى".. كتاب للمحرَّر عزام يستعرض تجارب الأسرى

...
غزة/ جمال غيث:

أعلنت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة، إطلاق كتاب "عقد في جفن الردى"، كتاب أبصر النور أمس للمحرَّر محمود سعيد عزام، في حفل عُقد في مقرها.

ويقع كتاب المحرَّر عزام، المبعد إلى قطاع غزة، عام 2009، الذي أمضى 12 عامًا في الاعتقال الإداري، في 320 صفحة من القطع المتوسط، جمع فيه آلام وآمال الأسرى خلف قضبان سجون الاحتلال.

ووقَّع الكاتب عزام كتابه بحضور النائب في المجلس التشريعي المستشار محمد فرج الغول، وزير الأسرى السابق، ووكيل وزارة الأسرى بهاء المدهون، وأستاذ النقد الأدبي د. عبد الفتاح أبو زايدة، وعدد من المحرَّرين، وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية وكُتّاب وأدباء وعدد من أهالي الأسرى.

قصة معاناته

وقال النائب الغول: إن الكاتب عزام جمع كتابه نموذجًا فريدًا من الصمود والتضحية والفداء التي تحكي قصة معاناته من الاعتقال إلى الإبعاد، مرورًا بألوان شتى من التجربة الاعتقالية، وهي معاناة أمة فلسطينية محتلة ومضطهدة تعاني أبشع أنواع الاستعمار.

وأضاف الغول: إن الكتاب يترجم جزءًا يسيرًا من بشاعة الاحتلال، وفصولًا من بعض ما عاناه ويعانيه ولا يزال يعانيه شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات من جرائم المحتل، فالكاتب سطَّر معاناته ليستفيد منها الجيل القادم وليعلم الجميع أن الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت ويركع أمام صمود وثبات المجاهدين الصادقين.

ودعا الغول إلى قراءة الكتاب والتمعن فيه والاستفادة منه، فهو بمكانة تجربة فريدة لما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون خلف السجون، وجريمة اعتقالهم إداريًّا بما يخالف كل الأعراف والقوانين الدولية.

بدوره قال المدهون: "رغم الألم، فإن أسرانا عوّدونا أن يكونوا منتصرين من داخل زنازينهم وحتى بعد تحررهم وخروجهم من سجون الاحتلال، فهم يتفننون في صناعة الحياة داخل الأسر وخارجه".

وأضاف وكيل الوزارة في كلمة له: كتاب عزام يدلل على أن الأسير لديه قدرة عالية في الكتابة والإبداع رغم عتمة السجن وظلم السجان، مؤكدًا أن كتابات الأسرى شائقة، وتوصيف دقيق لما يتعرضون له خلف القضبان.

اعتقال إداري

من جانبه ثمن عزام، وهو مؤلف الكتاب، وزارة الأسرى والمحررين على إشرافها على طباعة كتابه، مستعرضًا كتابه الذي يصف فيه مراحل حياته ومقاومته وجهاده من الخارج مرورًا بأرض فلسطين حتى أسره ودخوله معاناة جديدة داخل الأسر على مدار 12 عامًا، إلى جانب معاناة الأسرى.

ويفضح عزام، في كتابه، جرائم الاحتلال التي ترتكب يوميًا بحق الأسرى، ووسائل التعذيب التي يمر بها الأسير من بداية التحقيق معه حتى آخر يوم في الأسر.

ويلفت إلى أنه أطلق على كتابه اسم "عقد في جفن الردى" قاصدًا من خلاله فترة سجنه، التي استمرت عقدًأ من الزمن داخل سجون الاحتلال دون تهمة ولا محاكمة بما يعرف باسم الاعتقال الإداري المخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

من جهته أوضح الناقد الأدبي أبو زايدة، أن الكاتب جمع بين الثقافة والتاريخ والأدب، وانضم إلى فن السيرة، الذي تحدث فيها الكاتب عن ذاته حديثًا تاريخيًا تدريجيًا من خلال تجربته المريرة داخل الأسر.

وبين أن الكتاب تعددت به صور البطولة والقيم الإنسانية التي تجلت بذوي الأسرى عند زيارتهم أبناءهم في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى أن المؤلف استطاع بمهارته أن يصف لنا المكان الذي عانى فيه وجعلنا نعيش تلك اللحظات، نشتمُّ رائحة المكان الذي عاش به، بأسلوب متنوع بين الحكايات البسيطة والقصة والسرد الروائي والحديث الواقعي في الرواية وفن السياق.

المصدر / فلسطين أون لاين