فلسطين أون لاين

لكل مريض سرطان.. اصبر على الابتلاء لتنعم بالأجر

...
غزة- صفاء عاشور:

يُعدُّ السرطان من الأمراض التي قد تُضعِف عزيمة الإنسان، خاصة أنه ينظر إليه نظرة قُرب الأجل، إلا أن حقيقة الأمر ليست كذلك، فكل شيء بقدر والله تعالى يقول:" لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ"(الرعد:38).

المرض لا يقدِّم ولا يؤخِّر من العمر المحدد للإنسان، والإصابة بمثل هذا المرض لا يعني مطلقًا عدم الشفاء، فكثير من الحالات قدَّر الله سبحانه وتعالى لها الشفاء، هذا ما يذكره فقهاء لصحيفة "فلسطين"، إذ إنهم طمأنوا أفئدة مرضى السرطان، وبشَّروهم بالأجر والثواب عند الصبر واحتساب الأمر لله تعالى بعد معرفة وصية الشرع في التعامل مع الابتلاء.

الصبر يرفع الدرجات

حينما يصاب الإنسان بالمرض يشعر أن همَّته أخذت في الفتور واكتسى الحزن قلبه، خاصة أنه يشعر بالعجز ولا يعلم ماذا يفعل وقت معرفته بإصابته بالمرض الذي يطول علاجه مثل مرض السرطان.

وعن ذلك يوضح عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية د.تيسير إبراهيم أن الله تعالى أمر الإنسان بالصبر واحتساب الأجر في كل الأحوال، ومنها الإصابة بالأمراض، فالإنسان إذا نظر إلى المرض كأنه ابتلاء وصبر عليه فهذا يرفع درجاته عند الله سبحانه وتعالى.

ورغم الوجع الذي يحمله جسد الإنسان المريض بالسرطان، فإن الله تعالى لا يقدِّر له إلا الخير، حيث يشير إبراهيم إلى أن من حكم الابتلاء في الشريعة الإسلامية أن الله يبتلي الإنسان في النفس، والمال، والبدن، والأولاد وغير ذلك، ولكن في كل هذا يكون هنالك خير لا يعلم نهايته الإنسان إن كان فرجًا في الدنيا أو رفع درجات في الأخرى.

وعن الطريقة الإيجابية التي يتعامل معها المريض مع البلاء، يقول: "إذا نظر الإنسان إلى البلاء بأنه في كل الأحوال هو خير له، وأن الله تعالى لا يقدِّر له إلا الخير على هذا النحو وبهذه الطريقة سيريحه نفسيًّا، ومعروف علميًّا أن الراحة النفسية تساهم في شفاء الإنسان في أي مرض، ومن ضمنها السرطان"، مؤكدًا أن الأجر المترتب على صبر الإنسان على البلاء عظيم جدًا.

ويستدل بقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: "..وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ" فالصبر على الابتلاء الذي ابتلاه الله له هو أمر عظيم وليس هناك أجر للصبر سوى الجنة في النهاية.

والأصل الذي يلزم المسلم أن يتحلى به هو الرضا، حيث يبيِّن إبراهيم أن احتساب الأجر من الله مهما كان سواء في الدنيا أو الأخرة، أو كان حسنات وجنات أو رفع درجات فكله خير من عند الله، والأصل في الأمر الرضا والقبول واحتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى.

صفات النقص

وحينما ينظر الإنسان إلى المرض يجد نفسه في حالة ضعف فلا حول له ولا قوة إلا بالله فهذه من حكمة الله تعالى، حيث يوضح الداعية الإسلامي مصطفى أبو توهة أن من حكمة الله تعالى أن خلق الإنسان على شاكلة ووضعية تسمح له بأن يعيش كمخلوق يحمل كل صفات النقص والعوز، فلو كان الانسان كاملًا فيما خلقه الله لربما ادعى الربوبية أو الألوهية كما فعل فرعون والنمرود.

واستقبال الابتلاء برضا يعدُّ من صفات المؤمن، إذ يقول أبو توهة في حديثه مع صحيفة "فلسطين": "حينما يستقبل الإنسان الابتلاء برضا وقبول لما امتحنه الله تعالى من هذا البلاء، هذا الأمر سيجعل لديه حالته النفسية مستقرة، وهذه من صفات المؤمنين، لقول الله تعالى:" لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"(الحديد:23).

لكل من أصابه مرض السرطان لا تحزن فالله تعالى أحنُّ على جسدك من العالمين، قد يكون مرضك ابتلاء، لتنعم بالأجر والثواب وتزيد منزلتك في الآخرة إذا أحسنت ضيافته بالرضا والتسليم لأمر الله تعالى.

لا ترهق نفسك بالتفكير، فكل ما يحدث معك هو بأمر الله تعالى، فحينما تعجز عن معرفة الحكمة تذكر قوله تعالى: "وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة:216).