في سياق الجدل حول برنامج مكافحة التطرف في بريطانيا، المعروف باسم "بريفنت"، كُشف النقاب عن إحالة طفل مسلم يبلغ من العمر أربع سنوات للبرنامج؛ بسبب حديثه عن لعبة إلكترونية شهيرة تتضمن أسلحة وقنابل.
وتأتي الحادثة في سياق الأمثلة المتزايدة التي يستشهد بها المطالبون بإلغاء البرنامج للتدليل على فشله.
وتجددت المطالبات بإنهاء العمال بالبرنامج، مع تعيين الحكومة شخصية مثيرة للجدل لإجراء مراجعة مستقلة للبرنامج.
ووصفت منظمات إسلامية في بريطانيا تعيين ويليام شوكروس لمراجعة بريفنت بأنه "أمر مثير للقلق"، وأنه "المسمار الأخير في نعش البرنامج".
فشوكروس، بحسب الرابطة الإسلامية في بريطانيا، رجل يشير تاريخه إلى أنه ميال لتكبير مشاكل المسلمين البريطانيين واستهدافهم، لا معالجة موضوع التطرف بطريقة بناءة وأسلوب إيجابي.
وكان شوكروس مديرا لمركز أبحاث يميني هو "جمعية هنري جاكسون"، وقال ذات مرة: "أوروبا والإسلام هما أكبر المشاكل وأكثرها رعبا لمستقبلنا. وأعتقد أن الدول الأوروبية لديها أعداد متزايدة من المسلمين وبسرعة".
وفي أثناء عمله مديرا لمفوضية الجمعيات الخيرية في إنكلترا وويلز، اتهم شوكروس المؤسسات الإسلامية بالتطرف، بناء على افتراضات غير مبررة.
وبحسب صحيفة "الأوبزورفر"، فإن 624 طفلا دون السادسة من العمر أحيلوا لبرنامج مكافحة التطرف (بريفنت) بين عامي 2016 و2019، كما أحيل 1405 أطفال تتراوح أعمارهم بين السادسة والتاسعة.
وكان من بين هؤلاء الأطفال الطفل البالغ من العمر أربعة أعوام، حيث حضرت الشرطة إلى منزل والديه في مقاطعة ويست ميدلاند، في أيلول/ سبتمبر 2019، بعد تقرير من المشرفين على ناد للنشاط بعد المدرسة عن حديثه عن قنابل ومسدسات في مخزن والده، في سياق إشارته للعبة "فورتنايت"، التي يستخدمها نحو 350 مليون لاعب مسجل حول العالم.
ونقلت "الأوبزورفر" عن والدة الطفل قولها إن ضابط شرطة حضر إلى منزلها ليلا، ليطرح عليها الأسئلة بشأن البلاغ، وكان الضابط محرجا بحسب الأم، مشيرة إلى أن النص الذي قدمه الضابط عن حديث طفلها يشير بوضوح إلى ابن عمه الذي كان يلعب اللعبة في مخزن والد الطفل في اليوم السابق.
وعبّرت الأم عن اعتقادها بأنه لو كان الطفل أبيض وغير مسلم، لما اعتبر حديثه مؤشرا على خطر تطرفه. وقالت إن "بريفنت" يشوه صورة الإسلام أمام من لا يعرفونه عن قرب.
ولطالما واجه برنامج بريفنت انتقادات من منظمات حقوقية والمنظمات الإسلامية، التي تتهم البرنامج بالتحيز ضد المسلمين، رغم تأكيد الحكومة أنه يشمل جميع أشكال التطرف، بما في ذلك اليمين المتطرف.
ويجبر القانون العاملين في المؤسسات التعليمية أو مؤسسات الرعاية وكل المؤسسات العامة، بما فيها المؤسسات الصحية، بالإبلاغ عن أن مؤشرات عن التطرف.
والإحالة لبرنامج "بريفنت" هي الممر لبرنامج "شانيل" لمكافحة الإرهاب. وبين عامي 2017 و2019 تم تحويل 42 طفلا دون السادسة للبرنامج الأخير.
وقالت المتحدثة باسم المجلس الإسلامي البريطاني، ثابتة بهاتي: "هذه أحدث الأرقام، ومثال الطفل المسلم ذي الأربع سنوات يعيد تأكيد رؤيتنا بأن بريفنت هو سياسة معيبة، ويطرح (المثال) قضايا أساسية تجب معالجتها من خلال مراجعة مستقلة حقيقية ورصينة".
وقالت روزاليند كويمن، المسؤولة في منظمة ليبرتي: "يجب أن نكون جميعا قادرين على التعبير عن أنفسنا بحرية، ونمارس حياتنا اليومية دون أن نكون تحت المراقبة؛ بسبب ما نعتقده أو نؤمن به، وأن ننمو في مجتمعنا، حيث نشعر بالأمان للتعبير عن آرائنا وأفكارنا".
وأضافت: "لهذا، فإننا قلقون للغاية إزاء حالات مئات الأطفال ممن هم بالكاد يستطيعون ربط أحذيتهم بأنفسهم، يتم تصنيفهم كمجرمين محتملين في المستقبل بناء على أشياء مثل ألعاب الفيديو التي يلعبونها، أو الآراء المتصورة عن عائلاتهم".