"ع مين لفيتو يا بنات.. ع مين لفيتو يا لاا لااااا"..يخلف على أبو محمد يخلف عليه خلفين.. طلبنا النسب منه أعطانا بناته التنتين...كان ذلك جانب من أهازيج عجوزٍ قابلتها وجارتها بهدفِ إنجازِ تقريرٍ يستعرضُ واقع الأعراس الفلسطينيةِ قديمًا ومقارنتها بحالها اليوم، طبعًا لا وجه للمقارنة..
كان من أجملِ وأسعدِ أيامي الميدانية، ولولا أن بروتوكول المهنةِ وعالم الإعلام المرئي يُحتمُ عليّ أن أبقى دبلوماسية وأن يكونَ بيني وبينَ الناس الذين أقابلهم خط رفيع، يحولُ دونَ أن أتفاعل معهم أكثر من اللازم كي لا يطغى ذلك ويظهر واضحًا خلال صنعي للتقرير؛ لتبادلتُ مع العجوزتيْن "الطبلة" وأخذتُ شوطًا وغنيتُ مثلما تُغنيان، فأنا لا أقاومُ البساطة وأعشقُ عشقًا جمًا أغاني التراث الفلسطيني.!
كنتُ سأغني للجمهور "بنت فلسطينية وبتأمر عليّ ..نجمة كل البلدان راح سميها عينيّ..! ثم أقول ويا عريس يا أبو الحطة من وين جايب هالبطة..لكنني اكتفيتُ بكلماتي التالية التي ختمتُ بها تقريري فكان الستاند أب يقول "آويها والقدس موعدنا، آويها والله يوعدنا، آويها نصلي سوا في مسجدنا.. وأفسحتُ المجال للنسوة ليزغردن خلفي"..!
كثيرةٌ هي المواقف التي تختلطُ بها المشاعر، ويصعبُ معها الحيادية، ففي حالات الفرح الشديد والحزن الشديد، لا مهنية مائة بالمائة، ويبقى موقفي ووقوفي أمام الكاميرا لا يُظهرُ الشعورَ والكواليس على حقيقتها كاملة، فبين هيبة المراسل وسطوة القوانين في العالم المرئي وبين إنسانيته مساحة كبيرة اسمها "كواليس".