إعداد معاجم للألفاظ الشائعة على ألسنة الأطفال، وعقْد ورشات عمل لمختصي اللغة العربية والأدباء لوضع تصورات مقترحة لإثراء أناشيد الأطفال بالقيم الضرورية، كانتا ضمن توصيات باحثين وأكاديميين في مؤتمر علمي، نظَّمه مجمع اللغة العربية الفلسطيني التابع لوزارة التربية والتعليم العالي في غزة، أمس، بعنوان "لغة الأدب الفلسطيني في القرن الـ21".
ودعا الباحثون والأكاديميون إلى تشجيع الباحثين لدراسة لغة الأدب الفلسطيني في القرن الـ21.
وحضر افتتاح المؤتمر د. عطا الله أبو السبح رئيس مجمع اللغة العربية ورئيس المؤتمر، د. خليل حماد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، د. عبد الخالق العف رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر, وإياد القطراوي مدير مجمع اللغة العربية الفلسطيني, وعدد من الباحثين المشاركين.
وأكد د.العف رئيس اللجنة العلمية في المؤتمر ضرورةَ زيادة الاهتمام بدراسة وسائل الترابط النحوي في الأدب الفلسطيني، ودراسة جهود الشاعرات الفلسطينيات المعاصرات في القرن الـ21 في الوطن والشتات.
ومن التوصيات التي خرج بها المؤتمر أيضًا: أهمية تقديم دراسات حول المعجم الشعري في الأدب المقاوم في حروب متتالية وحصار خانق وأوبئة متفشية، وربط القراءات النقدية المعاصرة بالتراث الأدبي والنقدي القديم.
ووجَّه المؤتمر دعوة للقائمين على إعداد مناهج اللغة العربية إلى اختيار قصص ونصوص استماع وفق أساليب السرد ووسائله، وعقْد مؤتمر خاص بلغة المسرح الفلسطيني، ورصْد الحركة المسرحية في محافظات الوطن ودراسة عوامل الارتقاء بها.
وأوضح د.العف أهمية تحديد مفاهيم المناهج النقدية المعاصرة في المساقات النقدية الجامعية للخروج من أزمة المصطلح النقدي، ودراسة البنية الإفرادية والتركيبية في الشعر الفلسطيني المعاصر، والتركيز على جماليات السرد اللغوي في الرواية الفلسطينية المعاصرة.
من جهته، أوضح د. حماد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن الباحثين بحاجة إلى مزيد من تعريب المصطلحات، رغم التجربة الرائعة التي خاضها مجمع اللغة العربية في تعريب العلوم، كتعريب الطب في سوريا.
ولفت حماد إلى أن المجمع عقد العديد من ورشات العمل، وأعلن مسابقة عنوانها "ألِّف أو ترجم كتابًا واربح ذهبًا"، وذلك بهدف الاستمرار في عملية الترجمة والتعريب.
وقال حماد: "ما زلنا ننتظر من المجمع الكثير، ومؤخرًا قد أنجب وليدًا أسميناه المجمع المدرسي، ليحتضن النشاطات الإبداعية على مستوى مدارس قطاع غزة، ونجحنا في إعادة إحياء اللغة العربية لصورتها المشرقة".
ونبَّه إلى أن اللجنة التحضيرية تلقَّت 55 بحثًا، عُرضت جميعها على اللجنة العلمية وحكَّمتها، واختارت منها 21 بحثًا لتُعرَض في المؤتمر.
وقد شقَّ مجمع اللغة العربية الفلسطيني طريقه قاصدًا خدمة اللغة العربية التي هي لغة القرآن والقومية والتواصل الاجتماعي؛ لتستمر في الحياة بقوةٍ تواكِب مستحدثات العصر والعلوم والمعرفة، إذ بيَّن د.أبو السبح رئيس مجمع اللغة العربية ورئيس المؤتمر أن عنوان المؤتمر يدعو الباحثين لاستذكار القامات العلمية الذين تتلمذوا على أيديهم، وكانت لهم إسهامات عديدة في الحضارة الإنسانية.
وأوضح أن على الإنسان الفلسطيني تحقيق العديد من الغايات، كون له إسهام في الحضارة العربية والإنسانية، كأن يكونوا مصدرًا لرفد وإثراء العديد من الجامعات في الدول العربية، وفرْض اللغة العربية لغةً أساسية، فالشعب الذي ينتصر تنتصر أيضًا لغته على الأرض، وتفرضها على المنهزم، فنحن أصحاب إرادة وتصميم.
وأشار أبو السبح إلى أن بعض زعماء الدول العربية قد أفاقوا مؤخرًا لأن تكون اللغة العربية من اللغات المعترف به دوليًّا في الأمم المتحدة، فحازت الترتيب السادس.
من جهته، قال القطراوي: "اعتمدنا في هذا العام أن يكون المؤتمر علميًّا بحتًا تُقدَّم فيه العديد من الأبحاث المحكمة"، وبيَّن القطراوي أننا سنأخذ نتائج توصيات هذه المؤتمر والأبحاث، وسننشرها في مجلة تُشرف عليها وزارة التعليم ومجمع اللغة العربية, آمِلًا أن تكون نتائج هذا المؤتمر تفيد المجتمع وتخدم النواحي العلمية والثقافية داخل المجتمع الفلسطيني.
جلسات المؤتمر
وشمل المؤتمر أربع جلسات: حملت الأولى عنوان "لغة الشعر الفلسطيني"، وترأسها الأستاذ الدكتور في قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية د. نعمان علوان، وطُرحت فيها ستة أبحاث بعناوين مختلفة، كـ"سيميائية الاستفهام في ديوان سنظل ندعوه الوطن نموذجًا" لعمر خليل عمر، و"المعجم الشعري في الشعر الفلسطيني المعاصر سمية وادي نموذجًا"، ومبحث بعنوان "مقاربات لغوية في شعر سميح قاسم"، وغيرها.
أما الجلسة الثانية التي ترأسها الأكاديمي والمتخصص في النقد والأدب النقدي أ.د. عبد الفتاح أبو زايدة، وقد حملت عنوان "لغة الشعر الفلسطيني، فتناولت البنية الإفرادية والتركيبية في الشعر الفلسطيني المعاصر في انتفاضة الأقصى، والمعجم الشعري في ديوان لأجلك غزة، والتماسك المعجمي في ديوان "حالة حصار" لمحمود درويش، وغيرها.
والجلسة الثالثة طرحت لغة الرواية والمسرح وأدارها عضو مجمع اللغة العربية د. سعيد الفيومي، وتطرقت لجماليات لغة السرد في الرواية الفلسطينية المعاصرة (بكاء العزيزة لعلي عودة- وعكا والملوك لأحمد رفيق عوض نموذجًا)، ومظاهر الحداثة دراسة في رواية "سيرة الزنلخت" للأديب الفلسطيني خليل حسونة، ولغة الحوار وعلاقته بالشخصيات ومستوياتها في المسرح الفلسطيني المعاصر "مسرحية عالم تالت نموذجًا" للدكتور فوزي الحاج، لغة الحوار في الرواية "يافا تعد قهوة الصباح"، وغيرها من الأبحاث.
والجلسة الأخيرة التي شملت لغة أدب الطفل في فلسطين وترأسها الأكاديمي د. جهاد العرجا، تناولت أبحاثًا بعناوين مختلفة: الكلمة والجملة في لغة أدب الطفل في فلسطين، والسياقات النفسية واللغوية في أدب الأطفال في فلسطين، والثقافة الموجهة وأثرها على لغة أدب الأطفال، ولغة أناشيد الأطفال في مناهج المرحلة الأساسية الأولية الفلسطينية.