مثلت مشاركة المرأة الفلسطينية في الانتخابات التشريعية السابقة علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني، إذ ضمت قوائم جميع الأحزاب مرشحات نساء، في حين شاركن بقوة في الإقبال على الاقتراع.
ومع اقتراب عقد الانتخابات العامة مجددًا يبرز إلى السطح أهمية دور المرأة و"الكوتا النسائية" كطريق لتثبيت دورها السياسي في الساحة الفلسطينية.
كان رئيس السلطة محمود عباس رفع في التعديلات الأخيرة لقانون الانتخابات للعام الحالي نسبة الكوتا النسوية في القوائم الانتخابية إلى 26%. ولكن الأمر قوبل بالاستغراب لأن المجلسين المركزي والوطني كانا قد أقرا برفع النسبة إلى 30%.
تكملة قائمة
الناشطة النسوية ومدير مركز تنمية وإعلام المرأة "تام"، سهير فراج، أكدت أن دور المرأة الفلسطينية في المرحلة السابقة كان مهمًّا فقد أثبتت أهمية وجودها ودورها في أماكن كثيرة.
وأضافت لـ"فلسطين": "على الرغم من كل ذلك فإن كل النساء اللاتي فزن في الانتخابات استفدن من التدريبات التي خضعن لها وتجربتهن في معترك الحياة السياسية فأصبحن أكثر اهتمامًا بالقضايا العامة ومدركات لكيفية أن يكون لها بصمة في العمل الجماعي".
وعدَّت أن "الكوتا النسائية" هي أمر مرحلي وتحفيز إيجابي لتغيير الصورة النمطية للمرأة بالمجتمع الذي هو كغيره من المجتمعات العربية والعالمية يعاني الموروث الثقافي الذي تعتمد النظرة العامة فيه على أن مكان المرأة ليس السياسة ومواقع صنع القرار.
وأشارت إلى أن الوجود الذي تمنحه الكوتا للمرأة في مراكز كانت حكرًا على الرجال وإبداعها فيها كفيل بأن يكون تغييرًا مهمًّا وإيجابيًّا وصولًا بالناخب من مرحلة يُجبر فيها على انتخاب النساء لمرحلة ينتخبها بإرادته.
ونبهت إلى رفع رئيس السلطة محمود عباس لـ"الكوتا" لـ26% بخلاف اتفاقه مع الحركة النسوية بالمجلسيْن المركزي والوطني برفعها لـ30% دون توضيح المبررات للتراجع عن هذا القرار، متسائلة: "لماذا هذا الاستخفاف بالنساء؟! فلا يوجد هناك ضمانات بالوصول لـ(الكوتا) بأكملها فقد لا تصل نسبة الفائزات من القوائم لهذا العدد فيكون نسبة الفائزات الإجمالية أقل من 26%".
وأشارت إلى أن المؤسسات النسوية مارست ضغوطًا شديدة قبل وبعد إقرار القانون على المستوى السياسي لكن لم يؤخذ بها ووضعت في مهب الريح، مضيفة: "فالكوتة هي الحد الأدنى لتمثيل المرأة وعلى الأحزاب السياسية كلها بلا استثناء، أن تثبت حسن النية وأن تقدم مرشحات بعدد يفوق الكوتا".
بدورها، أكدت مسؤولة الحركة النسائية في حركة "حماس" رجاء الحلبي أن المشاركة السياسية للمرأة أمر طبيعي فهي شريكة لإخوانها في كل المجالات.
وقالت الحلبي لـ"فلسطين": إن هذه المشاركة من أهم أدوار المرأة لما لها من إفرازات متعددة تؤثر في المجتمع بكل فئاته.
ولفتت إلى أنه في الانتخابات السابقة كان للمرأة دور كبير في فوز حماس، فالمرأة لها ثقل سياسي كبير ما يجعل لها القدرة على تغيير الخريطة السياسية.
وأشارت إلى أن عدم تمكن النساء المنتخبات من أداء كامل أدوارهن لم يقتصر عليهن، بل كان نتاجًا لتعطيل الحياة السياسية من قبل مَنْ يدعون الشرعية فعطلوا "التشريعي".
وأكدت أن النساء سيعملن بجد في الانتخابات القادمة من خلال خطط موضوعة، مبدية رضاها عن زيادة "الكوتا النسائية"، ما يتيح المجال للمرأة لإثبات ذاتها في ظل استحالة فوز نساء بعيدًا عنها بسبب التقاليد المجتمعية، وفق تصورها.