فلسطين أون لاين

​الانتخابات المحلية في الضفة.. مشاركة ضئيلة ومؤشرات سلبية

...
جانب من العملية الانتخابية ببيت لحم (أ ف ب)
رام الله / غزة - أحمد المصري

وضعت الانتخابات المحلية في الضفة الغربية المحتلة أوزارها، مذيلة وفق الإعلانات الرسمية بحجم مشاركة ضئيل، وضعف في إقبال من يحق لهم الاقتراع، فعلام تؤشر نسبة التصويت المتدنية هذه؟، وما التأثيرات التي يمكن التي تحدثها مستقبلًا على واقع العلاقات الوطنية، لاسيما أنها نفذت بغياب مشاركة أبرز القوى السياسية، ودون شمول مدينة القدس وقطاع غزة أيضًا؟

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في رام الله فور انتهاء الانتخابات المحلية أن العدد النهائي للمقترعين بعد احتساب أصوات الذين كانوا داخل المراكز بلغ 420,682 ناخبًا وناخبة، ما نسبته 53.4% من مجمل المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع والبالغ عددهم 787,386 ناخبًا وناخبة.

المحلل السياسي راسم عبيدات قال: "إن الرقم المعلن من قبل لجنة الانتخابات المركزية المشير إلى أن نسبة الاقتراع 53.4% مع أنه متدنٍّ مشكوك فيه، لاسيما أن الوقائع الميدانية الملموسة بالعين المجردة أشارت إلى أن نسبة الاقتراع كانت أقل من ذلك بكثير".

عدم ثقة

وأضاف عبيدات لـ"فلسطين": "إن هناك حالة من عدم الثقة والإحباط واليأس لدى الجمهور الفلسطيني تجاه الانتخابات المحلية وجدواها، دفعت إلى عدم المشاركة فيها، تتعلق بالذرائع التي طرحتها السلطة لعدم شمولية مدينة القدس وقطاع غزة في الانتخابات، إلى جانب أن الجمهور تسيطر عليه حالة من الانشغال في قضية إضراب الأسرى".

ورأى أن نسبة التصويت المتدنية تؤكد فشل الانتخابات المحلية في تحقيق الأهداف التي رسمت من أجلها، فالمشاركة الواسعة تدل على نسبة القبول والرضا الشعبيين، ووجود أجواء ديمقراطية من التنافس والمشاركة الوطنية القائمة على مصلحة الجمهور في الاعتبار الأول والأخير.

وذكر أن الملاحظ أن معظم المشاركين في الانتخابات المحلية في مدن الضفة هم من أنصار حركة فتح، أو جمهور القبيلة التي ترشح أبناؤها لخوض الانتخابات، وأن الجمهور الفلسطيني العريض يرفض هذه الأجواء ويراها سياسة استحواذ وتفرد دون أن تشمل مشاركة وموافقة الجميع.

وتوقع عبيدات أن تحدث هذه الانتخابات مع النسبة المتدنية للمشاركة فيها إفرازات سلبية مستقبلية، تؤثر على حالة استعادة الوحدة الوطنية، وترسخ ظاهرة الفساد، واستئثار السلطة وحركة فتح بميدان العمل المحلي والسياسي.

وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية في الضفة الغربية في انتخابات عام 2005م (82.5) من المائة، وانخفضت في انتخابات عام 2012م التي أجريت بصورة منفصلة عن قطاع غزة وقاطعتها حركتا حماس والجهاد إلى (54) من المائة.

مؤشرات واضحة

المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي رأى أن انخفاض نسبة التصويت في الانتخابات المحلية من قبل المواطنين يعكس مؤشرات واضحة على عزوف الشارع الفلسطيني عن المشاركة، لعدة عوامل.

وبين الشوبكي لـ"فلسطين" أن شريحة واسعة من الجمهور كان لديهم تجربة سابقة في الانتخابات المحلية، فلم تغير تجربتهم ومشاركتهم من الواقع شيئًا، فرأوا أن المشاركة مجددًا في أي انتخابات جديدة غير ذات جدوى.

ورجح أن تكون تجربة الانتخابات الجديدة في الضفة الغربية من "أفشل التجارب الانتخابية"، بسبب أنها لم تجر في كامل أراضي السلطة الفلسطينية، وكانت المشاركة الفصائلية فيها محدودة.

وذكر الشوبكي أن الشارع الفلسطيني بمحدودية مشاركته في الانتخابات أراد أن يقول إن من يريد "حلحلة" المشاكل الداخلية عليه ألا يرى أن الانتخابات هي الحل، من دون أن يكون هناك حلول سياسية وبيئة ديمقراطية، وبناء جسور الثقة بين الفلسطينيين وقيادتهم وقواهم المختلفة.

ونبه إلى أن الذهاب إلى الانتخابات من دون شمولها المناطق الفلسطينية كافة "خطوة سلبية جدًّا"، وأن تأثيرها من الممكن أن يكون علامة إضافية في ملف الانقسام السياسي.