نفى القيادي في التيار الإصلاحي الديمقراطي لحركة "فتح" ناصر جمعة وجود أي جهود تبذل لتحقيق مصالحة داخل صفوف الحركة، وتحديدًا بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس التيار محمد دحلان.
وقال جمعة لصحيفة "فلسطين": "إن كل ما صدر في هذا الأمر هو أحاديث على شبكات التواصل الاجتماعي فقط، ولا أساس لها من الصحة"، واصفًا إياها بـ"مُجرد أُمنيات".
وبيّن أن عناصر وأنصار "فتح" يرغبون بمصالحة داخل الحركة ورأب الصدع ولملمة الصفوف، خاصة المتضررين من هذا التشرذم، لافتًا إلى أن الأمر لا يقتصر على التيار الإصلاحي فقط.
واستدرك: "هناك الكثير من الأطراف البعيدة عن الحركة، هذا أمر يحتاج إلى مبادرة لإعادة تلك الأطراف، وإتاحة المجال لها بصورة فاعلة في فتح وقراراتها".
وبشأن اجتماع القاهرة المرتقب، أفاد جمعة أنه لم توجه أي دعوات للفصائل من أجل المشاركة في الحوار، المُزمع عقده مطلع فبراير القادم.
وتساءل: "ما السياق الذي سيناقش؟ وماذا سينتج عن الحوار؟".
ونفى وجود أي آليات مُحددة حتى لاختيار المرشحين لقائمة حركة "فتح"، خاصة بعد تصريحات فتحاوية عن "عدم مشاركة أعضاء سابقين في المجلس التشريعي واللجنة المركزية والمجلس الثوري لـفتح".
وفيما يتعلق بلقاء التيار الإصلاحي وفدًا روسيًّا في موسكو قبل أيام، ذكر جمعة أن اللقاء ركّز على ملف الانتخابات الذي يشغل الساحة الفلسطينية في الوقت الراهن، وطبيعة النتائج التي ستنتهي إليها، وفرصة كل طرف بتحقيق حضوره في الانتخابات.
وجمع اللقاء: قادة التيار الإصلاحي: سمير المشهراوي وماجد أبو شمالة وجعفر هديب ومحمود اللينو، ومبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف ومساعديه، يوم الأربعاء الماضي، وذلك بدعوة من وزارة الخارجية الروسية.
وأكد الجانب الروسي أهمية وحدة حركة "فتح" أمام استحقاق الانتخابات التشريعية القادمة.
وبيّن جمعة أن روسيا تهتم بما يجري من تطورات في المنطقة، وأبرزها القضية الفلسطينية، فيستمعون لجميع الأطراف وتقديرات الأوضاع والسيناريوهات المتوقعة لها.
انتخابات بالقدس
وفيما يتعلق بإجراء الانتخابات في مدينة القدس المُحتلة، اعتبر أن القدس بما تحمله من رمزية في الساحة الفلسطينية "قد تكون القضية التي من الممكن أن تفجّر الانتخابات، أو تؤجل إجراءها".
وشدد على ضرورة إيجاد حلول بديلة لإجراء الانتخابات في مدينة القدس، مع وجود توقعات بإمكانية عرقلة الاحتلال إجراءها في المدينة المحتلة.
وأضاف: "يجب أن يكون هناك تصورات لمشاركة القدس وأهلها في التصويت بالانتخابات القادمة".
وتابع جمعة: "من الضروري أن يكون لدى المسؤولين في السلطة خطوات مُسبقة لكيفية إجراء الانتخابات في القدس عبر صناديق الاقتراع".
وشدد على ضرورة إيجاد أجواء مناسبة في الضفة الغربية المحتلة لإجراء الانتخابات، حتى لا تكون هناك ذريعة لعرقلتها في قابل الأيام.
وختم القيادي في التيار الإصلاحي لحركة "فتح": "بات من الضرورة الذهاب إلى انتخابات نزيهة يُتاح فيها لكل من يرغب المشاركة فيها، دون تدخلات تحد من نزاهتها".