فلسطين أون لاين

عشوائية إعطاء خافضات الحرارة تضر الطفل ولا تنفعه

...
غزة/ صفاء عاشور:

لا تزال نور ياسين (21 عامًا) تتذكر تجربتها قبل فترة وما حصل لطفلها الصغير ذي العامين والنصف بعد أن ارتفعت درجة حرارته ووصلت إلى أكثر من 38 درجة مئوية، ونظرًا لأن هذا هو طفلها الأول ولعدم معرفتها وخبرتها بنوعية الأدوية التي يجب أخذها، فقد تعاملت بعشوائية مع خافض الحرارة.

تقول نور لصحيفة "فلسطين": "يومها كنت خائفة على ابني كثيرًا، لذلك وضمن الأدوية التي أحرص على وجودها الدائم في صيدلية المنزل، أعطيته نوعين من الأدوية الخافضة للحرارة".

وتضيف:" لم أكن أعلم أن عدم التزام نوع واحد من الأدوية ومدة دخولها للجسم وعدم خلطها بأي نوع آخر أمر مهم، لأفاجأ بعد فترة قصيرة بأنه قد ظهرت على ابني بعض أعراض الحساسية والبذور الحمراء في جسده وهو ما استدعى لدخوله المشفى بعد ذلك".

وتشير نور إلى أن هذه التجربة جعلتها تحرص بعد ذلك على متابعة أنواع الدواء التي تعطيها لأطفالها ومدة بقائها في الجسم مع ضرورة عدم خلطها بأدوية أخرى أو حتى أعشاب حتى ولو مر وقت على إعطائه إياها.

أما الأم الثلاثينية دعاء العكة التي لديها ثلاثة أطفال ذكور، فتذكر أن لها تجارب صعبة مع الأدوية الخافضة للحرارة، وكانت تنتهي مأساتها بذهابها مع طفلها المصاب إلى المستشفى لتنتهي مشكلته.

وتقول لصحيفة "فلسطين":" أول تجربة لي مع طفلي الأول عندما كان عمره سنة ونصف السنة، حيث بقيت حرارته مرتفعة ليومين دون أن يُعطي خافض الحرارة الذي يأخذه أي نتيجة، وهو ما دفعني إلى اصطحابه إلى مستشفى الدرة الخاص بالأطفال".

وتضيف: "الأطباء في المستشفى نصحوني أن أعمل على خفض حرارته بالكمادات كبداية، ثم أعطيه الدواء الخافض للحرارة، فهي الطريقة الصحيحة لذلك"، لافتةً إلى أنها تلقت تحذيرًا شديدًا من الطبيب المعالج في المستشفى بأن استمرار إعطاء الطفل خافضًا للحرارة دون نتيجة يمكن أن يجعله يصاب بالتشنجات.

من جانبها تتحدث صفاء أحمد (25 عاما) من مدينة غزة عن تجربتها مع طفلها الأول الذي ارتفعت درجة حرارته إلى الأربعين دون أن تكون قادرة على خفضها بأي نوع من الأدوية التي كانت موجودة لديها.

وتقول: "كان عمر ابني عامين وثمانية أشهر عندما ارتفعت درجة حرارته للأربعين ولم يتحسن على أي نوع من خافضات الحرارة التي كان يأخذها، بل بدأ بعد فترة يرجعها بعد تناولها بدقائق، وهو ما أدى إلى بقاء درجة حرارته مرتفعة دون معرفة الأسباب".

وتضيف: "اضطررنا بعدها للتوجه للمستشفى لمعرفة كيفية علاجه، وما نصحنا به الأطباء وقتها هو الابتعاد عن أي خافضات للحرارة والاكتفاء بالكمادات وتخفيض حرارته بالماء حتى تنزل إلى أقل من 38 درجة ومن ثم إعطاؤه خافض الحرارة".

وتعتقد صفاء أن استعمال الأدوية الخافضة للحرارة يجب أن لا يكون الملاذ الأول عند ارتفاع درجة حرارة الأطفال، بل يمكن استعمال الكمادات أو تحميم الطفل دون رأسه بالماء العادي لتنخفض حرارته، ومن ثم استعمال أي دواء خافض للحرارة".

أدوية وتأثيرات

في السياق يوضح طبيب الأطفال د. أحمد شتات، أن الأدوية الخاصة بخفض الحرارة الخاصة بالأطفال والكبار متنوعة، وذلك لاختلاف شركات الأدوية والمواد الفعالة المستخدمة في تركيبة كل دواء.

ويبين في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن اختلاف المادة التركيبية للأدوية خافضة الحرارة يجعلها تختلف في الأعراض الجانبية لها، مشيرًا إلى أن الأكثر أمانًا من بينها جميعًا هي أدوية من مجموعة الأكامول، التي تأتي على شكل شراب، تحاميل، علاج وريدي وحبوب.

ويقول شتات:" رغم أن هذا الدواء هو الأكثر أمانًا للأطفال فإنه يجب الانتباه للجرعة التي تعطى للأطفال والتي تحتسب وفق وزن الطفل، كما يجب معرفة أن مدة فعاليته من 4-6 ساعات وينتهي مفعولها، ولذلك فإن عدد جرعات أخذها في اليوم تكون أكثر من غيرها".

ويضيف: "أما المجموعة الثانية فهي ضد الالتهاب، مجموعة الديكلوفينات والتروفينات وغيرها، وهناك مسميات تجارية عديدة للشركات، وهذه الأدوية فاعليتها أقوى من الأكامول، ولكن تأثيراتها الجانبية أكثر من الأكامول، كما أن مدة فاعليته تصل 6-8 ساعات وتعطى على معدة ممتلئة وتعطى حسب وزن الطفل حتى لا تظهر أعراض أو مضاعفات على الطفل".

وينبه شتات إلى أن بعض شركات الأدوية قد تعمد إلى الخلط بين هذين العلاجين للوصول إلى جرعة وقوة وفعالية أكبر، ولكن يجب التزام الجرعة الأساسية للدواء، التي يُوعز بها الأطباء.

ويدعو للانتباه إلى أنه في حال لم تأتِ بعض الأدوية بالنتيجة المرجوة منها فيجب معرفة السبب قبل استبدالها بدواء آخر، فإما قد تكون الجرعة غير كافية، وإما لم تؤخذ في موعدها، وإما أن الطفل يكون قد استفرغها، وفي حالات أخرى قد تكون غير كافية ويحتاج الطفل لعمل كمادات لخفض الحرارة إلى جانب الدواء.