فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

مع عودة التعليم الوجاهي

3 أسابيع "ذهبية" لرفع مستوى الطلبة في الامتحانات النهائية

...
غزة- مريم الشوبكي:

عاد طلبة المدارس لتلقي التعليم الوجاهي في المدارس الحكومية في قطاع غزة، مع تقديم وزارة التربية والتعليم مادة تدريبية لكل المواد الدراسية في كتاب واحد والاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول ستعتمد عليها بالكامل وستستحوذ على 30 % من المعدل النهائي لكل مادة.

سيستمر تدريس المادة التدريبية لثلاثة أسابيع قبل خوض الاختبار، هذه المدة هي فرصة ذهبية للطلبة لتحسين مستواهم الدراسي، ما يتطلب مجموعة من الإرشادات والتوجيهات من المعلمين ليتمكن الأهالي من تركيز جل اهتمامهم مع أبنائهم.

وكانت "التعليم" في قطاع غزة استأنفت العملية التعليمية للصفوف (7-11) من خلال الدوام الجزئي في 25 من الشهر الجاري، في حين استمر دوام طلبة التوجيهي والصفوف (1-6) كالمعتاد. وأكدت الوزارة التزام كامل تعليمات البروتوكول الصحي في المدارس وغيرها من المؤسسات التعليمية.

المعلم إبراهيم الزاملي من رفح جنوب قطاع غزة، يُدرّس مادتي اللغة العربية والرياضيات للصف الأول الابتدائي مدرسة عبسان الأساسية للبنين بمديرية شرق خانيونس، يبين أن التربية والتعليم وضعت خطة دراسية لكل مادة تعليمية مركزة للغاية تعتمد على تعليم الطفل أهم الأساسيات.

يوضح الزاملي لصحيفة "فلسطين أنه يعيد في مادة اللغة العربية شرح الدروس لطلبته منذ البداية، ويقدم لهم يوميا بعض الواجبات، ولا غنى عن توجيهاته اليومية عبر "واتس آب" لأولياء الأمور.

وعن اللغة العربية، يذكر أنه يشرح كل حرف من حروف اللغة العربية في حصتين مع مدوده وحركاته وكلماته وتحليله وتركيبه.

ويؤكد الزاملي أن أكثر ما يركز عليه هو تعليم الطفل قراءة الحروف بالحركات القصيرة والطويلة، وتعليمه كتابة كلمات الدروس.

وينصح أولياء الأمور بالتركيز على تعليم أطفالهم قراءة الدروس وتحسين خطهم، مع إعطائهم إملاءً لبعض الكلمات، وتركهم تكوين كلمة حتى لو لم يكن لها معنى ليتقنوا ويتعرفوا على الحركات الطويلة والقصيرة.

ولا يعتمد الزاملي على التعليم الوجاهي فقط، بل يستمر بالتعليم الإلكتروني يوميا مع طلابه عبر الواتس آب وإرسال فيديوهات تعليمية أيضا، صباحا ومساء مع تقديم نصائح وتوجيهات لتحسين أداء الطلبة.

أما في مادة الرياضيات، يشير إلى أن التركيز على معرفة الأعداد بالحروف والرموز، والمقارنة، والتصاعدي والتنازلي، والسابق والتالي، ومكونات الأعداد، والجمع والطرح.

ويلفت الزاملي إلى أنه لا يعتمد على حل التمارين فقط الواردة في المادة التدريبية، بل يشرح الدروس كاملة ثم يشارك الطلاب بحل التمارين.

ويدعو أولياء الأمور إلى الحرص على إرسال أطفالهم إلى المدارس لتلقي التعليم الوجاهي، ليعودوا إلى التزام النظام والترتيب، وإجبارههم على حل الواجبات وأوراق العمل بنفسه.

ويفيد الزاملي أن التعليم الوجاهي أفضل بكثير من الإلكتروني، لأنه يضمن تعامل الطالب المباشر مع المعلم، ويكتسب ثقة أكثر، ويشجعه المعلم على الدراسة، وهذا ما لاحظه أولياء الأمور الذين يعدُّون أن "يوما في التعليم الوجاهي، أفضل من شهر في التعليم الإلكتروني".

"الوضع النفسي"

في حين تُبين معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة حليمة السعدية الأساسية للبنات شمال قطاع غزة أسماء مصطفى أن الوزارة بعودة التعليم الوجاهي ارتأت أنها مرحلة لا بد منها، ومنح الطلبة مادة ورقية لدراستها مراعاة للظرف الاقتصادي والصحي لبعض المناطق.

وتشير أسماء في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أن التعليم الوجاهي يساعد المعلمات على نحو أفضل في مراعاة الوضع النفسي للطالبات في إثر جائحة كورونا.

وتلفت إلى أنها تتمم ما أنهته إلكترونيا مع طالباتها في الصفين العاشر والثامن، ولكن لا غنى عن وجود نسخة ورقية، لأن تجربة التعليم الإلكتروني "حديثة العهد" في القطاع، وفق وصفها.

وتوضح المعلمة أن مدة اللقاءات الوجاهية ثلاثة أسابيع قبل الخضوع للاختبارات النهائية، حيث وضع بين أيدي الطلبة مادة دراسية مكثفة في ملزمة واحدة مع شرح بسيط والتركيز على التمارين أكثر.

وتنبه إلى أنها قبل أن تحل التمارين تشرح الدرس كاملًا، وتشارك طالباتها حل التمارين.

وتقول أسماء: "الجميل في المادة التدريبية أنها ركزت على الدروس الأكثر أهمية، وتمثل جسرًا يربط بين المراحل الدراسية".

وتتابع: "أتمنى من أولياء الأمور نفض الخمول عنهم وعن أبنائهم، وإرسالهم لتلقي التعليم الوجاهي لأنه مرحلة استعادة النشاط والحركة، وتوفير المادة التدريبية بأسرع وقت ممكن".

وتردف: "التعليم الوجاهي هو فرصة من ذهب، لذا لا بد أن يكتسب الطالب أكبر قدر من المعرفة والعلم، مع ضرورة اتباع إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي".

وتدعو المُدرِّسة أسماء الطالبات اللاتي لم ينضممن للتعليم الإلكتروني، أن يسارعوا في الانضمام للصفوف الافتراضية، وحل الواجبات المتراكمة عليهن، التي تمثل نسبتها 45% من المعدل النهائي.

وتكمل بأن اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول ستكون على نمط نموذج الاختبار الموجود في المادة التدريبية، ولن تكون الاختبارات موحدة هذا العام بخلاف الأعوام السابقة، حيث ستوزع الدرجات ما بين 30% للاختبارات النهائية، و20% للاختبارات النصفية، و45% للتعيينات، و5% لأي بحث ونشاط خارج المنهاج.