فلسطين أون لاين

تقرير صراع الانتخابات العامة يُهدد بمزيد من الانقسامات الفتحاوية

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

لم يعد الانقسام داخل حركة "فتح" مقتصرًا على وجود تيار يتزعمه القيادي المفصول محمد دحلان، بل بدأ الرماد يشتعل داخل أروقة الحركة قبل الانتخابات، بظهور كتل وتيارات مختلفة قد تخرج عن القائمة المركزية المحتملة التي ستطرحها.

ويعتقد مراقبون في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أن القائمة المركزية لحركة "فتح" ستجد نفسها مضطرة للتحالف مع "حماس"، أو تشكيل قوائم ائتلافات مع فصائل أخرى لـ"تغطية عيوب" ناتجة عن انقساماتها الداخلية، إن لم تتدارك الحركة نفسها بترتيب أوضاعها الداخلية.

يبرز في الإطار التنافسي على انتخابات الرئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير مروان البرغوثي، ومحمد دحلان، في حين لم يستبعد عضو المجلس الثوري لحركة فتح حاتم عبد القادر، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، خيار تشكيل قوائم متعددة لحركة "فتح" في الانتخابات التشريعية القادمة.

لكنه أضاف: "نحن مع قائمة واحدة، إذا اعتُمِدت معايير الكفاءة والشفافية دون إسقاط أشخاص محسوبين على فلان وعلان (داخل الحركة)، وعند إسقاط أشخاص، فهذا لا يُرضي أعدادًا كبيرة ومهمة من القيادات الفتحاوية التي قد تلجأ لتشكيل قائمة (غير القائمة الرسمية)".

 

قوائم ائتلافية

وربط الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، بين الأوضاع الحالية التي تعيشها حركة "فتح" وتجربة الانتخابات التشريعية في عام 2006م، مشيرًا إلى أن الانقسامات داخل "فتح" بالخروج عن القائمة المركزية للحركة أدى إلى خسارتها مقاعد كثيرة.

وقال عوكل لصحيفة "فلسطين": إن التمرد على قرارات الحركة يضرُّ كثيرًا بالنتائج التي يمكن أن تحصل عليها الحركة في الانتخابات، مبينًا عدم وجود معالجة للانقسامات من قبل اللجنة المركزية للحركة.

ورأى أن هناك انقسامًا كبيرًا داخل حركة "فتح" بدأ بإشكال مع القيادي محمد دحلان، ثم اتسع ليصبح انقسامًا أكبر وتيارًا يقوده دحلان، وهذا التيار له حضور فاعل في الشارع الفلسطيني، مبينًا أن قيادة فتح لم تنجح في منع الخلافات من التحول لأفعال تضر بها وبمصالحها.

وأضاف: إن عزم الأسير مروان البرغوثي على الترشح للانتخابات الرئاسية قد يدفع بأن تكون هناك قائمة أخرى لـ"فتح" في الانتخابات، ما يعني أن قواعد فتح تتنافس عمليًّا فيما بينها.

ويعتقد عوكل أن الحركة إذا لم تتمكن من رص صفوفها فإنها ستضطر للذهاب لقائمة مشتركة مع حركة حماس، "ويبدو أن الأمر لم يعد شائعة وفكرة ثانوية، وإنما صرح بها رئيس السلطة محمود عباس بأنهم مستعدون للذهاب للقائمة المشتركة".

وتابع: "إن دخلت "فتح" الانتخابات بهذا الوضع فلن تحصل على النسبة التي تريديها، لذلك ستلجأ إلى الائتلافات للحصول على حصة كبيرة، لافتًا إلى أن القانون الأساسي الفلسطيني لا يمنع التحالفات والقوائم المشتركة، رغم أنه يؤثر في وضع الفصائل الأخرى لو تم.

 

أجنحة وكتل

من جهته، قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النجاح، د. حسن أيوب: إن حركة "فتح" بالعادة ليست متماسكة بالمعنى التاريخي، وتحدث داخلها تباينات وتيارات يمكن أن تكون في الأوقات الحالية أكثر حدة، إلا أن المشكلة اليوم أنها أصبحت أجنحة وكتلًا في ظل الحديث عن الانتخابات.

ورأى أيوب لصحيفة "فلسطين"، أن ترشح مروان البرغوثي للانتخابات الرئاسية لا يعني حدوث انقسامات جديدة "بل نوع من التوازنات داخل فتح"، وإن صحت الأخبار عن ترشحه فإننا سنشهد تنافسًا فتحاويًّا فتحاويًّا داخليًّا قبل الانتخابات.

ما يؤدي دورًا في الأمر، تبعًا لكلام أيوب، أن "فتح" أمام منافس "شرس" له وزنه في الشارع الفلسطيني وهي حركة حماس، كما أن الأجواء السياسية غير مبشرة في الضفة الغربية من ناحية الإجراءات التي اتخذها عباس بمنع أعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية من المشاركة في الانتخابات، وهذا يعني أن التنافس على الانتخابات يحتاج إلى إعادة هيكلة وإلى ترتيب للصف القيادي بفتح.

وذكر أيوب أن هناك مشكلات في أقاليم المحافظات داخل "فتح"، مدللًا على كلامه بأن خلافات برزت في الانتخابات التي جرت قبل أيام بإقليم فتح بنابلس، وسط مطالبات أن يكون هناك إقليمان داخل المحافظة.

وهذا الخلافات تأتي تحت قاعدة "مَن صاحب الحق بقيادة الحركة في المرحلة الحالية" وهذا أحد الأسباب التي دفعت البرغوثي للترشح، نحو استعادة القدرة على إدارة شؤون الحركة وتوجيه دفتها، وفق ما يقول أيوب.

المصدر / فلسطين أون لاين