ضاعف فيروس كورونا من آلام الأسرى المصابين بكورونا، فأنهك أجسادهم مثلما أنهكها قيد الزنازين وقضبان الاحتلال، يصف الأسير القيادي معمر الشحروري هذا الألم في رسالة له للعالم.
يقول الأسير الشحروري في رسالته: "لم أكن يوماً كاتباً ولم أكن يوماً أرغب بالكتابة، إلا بعدما عرفت معنى الموت واستطعمته وشعرت به مراراً وتكراراً.. لقد كان شديد المرارة، شديد الأذى، شديد الهم!!"
وأضاف: "قد يسأل سائل ويقول ما لهذا الأسير يهذي ويقول إنه قد ذاق الموت وهو حي يرزق؟، أقول من مرض بالكورونا داخل السجن سيرى أن الموت أهون على الجسد والنفس من ذلك المرض".
حرمان الأسرى من حقوقهم الأساسية في العلاج والدواء، وبعدهم عن أحبيتهم وعائلاتهم وهم في أمس الحاجة لهم وحدهم يحطم الأسرى جسديا ومعنوياً.
وتابع في رسالته: "وأنت ترى السجان يحرمك أبسط حقوقك بالعلاج كإنسان، وأنت تعاني لوحدك دون يد حانية تقرأ عليك آيات من القرآن تشفي بها صدرك، دون دواء تخفض درجة حرارتك الملتهبة، وأنت تسمع صديقك بجانبك يئن بصمت وتسمع يا الله يصرخ بها جارك في الغرفة المقابلة، فلا مجيب لنا إلا الله ولا ناصر لنا إلا الله ولا معين لنا إلا الله وحده".
يستنكر الأسير معمر الشحروري إهمال المسؤولين والمجتمع للأسرى وقضيتهم فيذكر: "نسمع ذلك المسؤول يقول إن الكورونا قد أصابت كل الدنيا والأسرى جزء من الدنيا!! لا.. نحن لسنا جزءاً من الدنيا، بل كل الدنيا، نحن من غُيبنا بين عتمات السجون لسنوات وسنوات ولم نشكي إلا لله وحده".
وختم بقوله: "نحن من نُسينا كل هذه السنوات وما زلنا نقاتل ونقاوم ونكافح، لا نريد من أحد شيء فدعونا نموت لوحدنا بوجعنا، ولا تذكرونا ولا تذكروا بطولاتنا ولا حتى تطلقوا علينا شهداء، فتجارتنا مع الله وحده".
ووصل عدد الأسرى المصابين بالفيروس داخل المعتقلات إلى 335 أسيراً، من ضمنهم عضو الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس في السجون الأسير القائد معمر الشحروري من طولكرم والذي مضى على اعتقاله 19 عاماً.