فلسطين أون لاين

حوار قبها: السلطة لم تهيئ الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات

...
القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية وصفي قبها (أرشيف)
جنين- غزة/ نور الدين صالح:

قال القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية وصفي قبها: "إن الأجواء السياسية الحالية في مدن الضفة الغربية المحتلة غير مهيأة لإجراء الانتخابات، مع استمرار ممارسات السلطة والاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية والاعتداء على القوانين"، محذرًا من وجود مؤامرة على حماس.

وأضاف قبها خلال حديث خاص مع صحيفة "فلسطين": "إن ما يجري من إجراءات وممارسات للسلطة على الأرض لا تبشر بخير، ولا تساهم في ترسيخ ثقافة السلم الأهلي والاجتماعي بل تزيد من حالة الاحتقان".

واستعرض جُملة من الإجراءات التي تُعكر أجواء الانتخابات، وهي استمرار الاعتقالات السياسية والاستدعاءات لزوجات الأسرى، فضلًا عن الاعتداء على القوانين بتعيين قضاة وإقالة آخرين، وملاحقة النشطاء.

وبيّن أن هذه الممارسات لا تُمهد ولا تخلق أجواء مناسبة ولا مناخات صحية لإجراء الانتخابات، مشددًا على أهمية "الاتفاق على المصالحة قبل القفز للانتخابات".

وتابع: "ينبغي للمتحاورين من الفصائل التوجه للمصالحة أولًا، لأن الانتخابات هي ثمرة صحية لمصالحة حقيقية، وما دون ذلك أمر لا يمكن قبوله شعبيًّا".

وعدّ قبها حكومة اشتية الحالية "غير مقبولة" ولن تساهم في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، داعيًا لتشكيل حكومة وفاق وطني مُصغرة تأخذ على عاتقها توفير الأجواء المناسبة لإنجاز انتخابات حقيقية.

وتساءل: "أين أجواء الانتخابات؟! ولماذا القفز عن المصالحة؟! وأين الضمانات والمراسيم اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة؟!".

مؤامرة وردع

في السياق حذّر قبها من وجود مؤامرة على حماس من أجل إخراجها من المشهد السياسي الفلسطيني، مُرجحًا وجود توافق بين فصائل المنظمة على قائمة وطنية واحدة.

وعبّر عن خشيته وجود مخطط يهدف لإخراج حماس من المشهد السياسي، باستخدام ما أسماه "الردع بالديمقراطية"، كما خطط في الانتخابات التشريعية عام 2006م، لكنه فشل.

وقال قبها: "إن الردع بالديمقراطية هذه المرة لن يكون على الوتيرة السابقة نفسها، بل سيكون بنسخة مطورة"، مستدلًا على ذلك باستباق عباس بالاعتداء على سلطة القانون، وتعيين قضاة جدد، واستحداث المحكمة الإدارية للبت في الطعون والقضايا الانتخابية.

وبيّن أن هذه التحركات تبعث المخاوف من أن تكون المحكمة الإدارية بيد السلطة للانقضاض على الانتخابات القادمة، تحت حجة وجود طعون وقبولها منها، حال فوز حماس.

وأضاف: "إذا لم تنجح حماس فقد تكون السلطة جرّت حماس لصندوق الاقتراع، ثم إلزامها ما يُملى على السلطة من قرارات دولية، فإن رفضت فسيتهمونها بأنها ليست شريكة في العملية الديمقراطية".

وفي سياق متصل أكد قبها أن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع باتجاه عدم إجراء الانتخابات وتعكير أجوائها، مبيّنًا أنه بدأ استدعاء العديد من الأسرى المحررين والقيادات، وتحذيرهم المشاركة في أي شكل من أشكال الانتخابات.

وأوضح أن الاحتلال سيعمل على توجيه الانتخابات من طريق الاعتقالات الواسعة لكوادر حماس والمتعاطفين معها، ومنع الاقتراع في القدس، خاصة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منحه القدس "عاصمة" لكيانه.

حماس في القدس

وبخصوص تمثيل حماس في القدس تساءل قبها: "هل ستقبل فصائل العمل الوطني -تحديدًا حماس- إجراء الانتخابات دون مشاركة المواطن المقدسي، أم سيلجؤون إلى حلول "ترقيعية" كالتصويت الإلكتروني؟!".

وعد قبول أي حلول غير التوجه لصناديق الاقتراع "أمرًا خطرًا جدًّا"، ويعني قبول الواقع الذي فرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني، خاصة في القدس.

وشدد قبها على ضرورة "التمسك بإجراء الانتخابات في القدس؛ فهي حق لكل مواطن، وترسيخ مفهوم عدم اللجوء للاقتراع الإلكتروني".

وعدّ القيادي في حماس المقدسيين "البوصلة الحقيقية لكل عمل وطني"، لذلك يجب رفض أي شكل من أشكال التصويت بعيدًا عن صندوق الاقتراع.

وطالب الفصائل التي ستجتمع في القاهرة بتشكيل حكومة وفاق وطني تُشرف على الانتخابات وتعمل على توفير الأجواء المناسبة لها، داعيًا المجتمع الدولي لاحترام إرادة الشعب الفلسطيني من طريق صندوق الاقتراع وانتخابات حرة ونزيهة.