فلسطين أون لاين

حوار أبو سلمية: طفرة كورونا الجديدة سريعة الانتشار ونخشى دخولها لغزة

...
د. محمد أبو سلمية رئيس لجنة الطوارئ في وزارة الصحة (أرشيف)
غزة/ نور الدين صالح:

كشف رئيس لجنة الطوارئ في وزارة الصحة بغزة د. محمد أبو سلمية، عن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة في المرحلة القادمة تزامنًا مع انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا وخاصة الحالات الخطِرة والحرجة.

وقال أبو سلمية في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن الوزارة ستُعيد إجراء العمليات المجدولة في مستشفيات القطاع الأسبوع القادم، التي توقفت منذ أكثر من شهرين تقريبًا، مشيرًا إلى أن المستشفيات تُقدّم خدماتها للمرضى المحتاجين إلى العلاج والرعاية الصحية بشكل طبيعي.

وأوضح أبو سلمية أن الأَسِرَّة وكميات الأكسجين الموجودة في المستشفيات أصبحت متوفرة بدرجة جيدة، ما يدلل على أن المنحنى الوبائي تحت السيطرة، الأمر الذي دفع الوزارة إلى إعادة إجراء العمليات المجدولة وغيرها من الإجراءات كما كانت في السابق.

وأفاد بأن عدد الإصابات الخطِرة والحرجة في مستشفيات القطاع انخفضت إلى 64 حالة، علمًا بأنها وصلت في منتصف ديسمبر الماضي إلى 248 حالة، ما يُعطي مؤشرًا إيجابيًا عن طبيعة الحالة الوبائية في القطاع.

أما الإجراء الآخر، وفق أبو سلمية، هو وقف تخصيص مستشفى غزة الأوروبي لعلاج مرضى كورونا "كوفيد-19"، وإعادة فتحه أمام المواطنين لتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم كما في السابق في شهر مارس القادم.

وبيّن أنه سيُخصَّص مبنى لعلاج مصابي كورونا في "الأوروبي"، كما في مستشفيات القطاع الأخرى، لافتًا إلى أنه يمكث به حاليًّا 60 إصابة بكورونا ما بين خطِرة ومتوسطة وحرجة.

وشدد على أن "تنفيذ هذا الإجراء مرتبط ببقاء الحالة الوبائية كما هي عليه الآن، أو تحسنها تحسنًا أفضل"، مستدركًا: "لكن إذا اجتاحت القطاع موجة ثانية من الإصابات لا قدّر المولى، سيبقى الأوروبي كما هو عليه حاليًّا".

وذكر أن مستشفى الصداقة التركي، سيبقى كما هو مخصص لاستقبال وعلاج مصابي كورونا بالكامل.

برتوكول الصحة

وبشأن ما إذا كانت هناك تغييرات ستُجريها وزارة الصحة على البرتوكول المعمول به حاليًّا لإجراء الفحوصات للمصابين ممن تظهر عليهم أعراض المرض، أو الأشخاص ممن تزيد أعمارهم على 50 عامًا.

توّقع أبو سلمية، أن تُجرى بعض التعديلات على البرتوكول، ونبه إلى أن الوزارة توسّعت في الآونة الأخيرة بإجراء الفحوصات في مختلف محافظات القطاع، وأخذت عينات عشوائية من مواطنين غير مصابين وليس لديهم أي أعراض، من أجل التعرف على الحالة الوبائية عمومًا.

وأضاف: "الحالة الوبائية في تحسن كبير، لكن الفيصل في إمكانية التحسن أكثر هو المواطن، بالتزامه إجراءات السلامة والوقاية التي أقرّتها وزارة الصحة"، مرجّحًا اتخاذ مزيد من إجراءات التخفيف في الآونة القادمة إذا استمر التزام المواطنين.

وتابع أبو سلمية إنه "من المبكر الحديث عن انحسار الوباء في غزة أو حتى في العالم بأكمله، لذلك نخشى من تفشي موجة ثانية من الفيروس والعودة للإجراءات السابقة".

وعزا انخفاض أعداد المصابين لا سيّما الخطِرة والحرجة القادمة للمستشفيات بسبب مجموعة الإجراءات التي اتخذتها وزارتي الصحة والداخلية في القطاع، منها: الإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت، واستمرار إغلاق صالات الأفراح والتجمعات الكبيرة للمواطنين.

واستدرك المسؤول الطبي: "لكن لا يعني ذلك أننا عبرنا المرحلة أو عنق الزجاجة، فما زلنا في مرحلة الخطر حتى الآن".

وفي سياق ذي صلة، أكد أن الحجر المنزلي للمواطنين سيبقى قائمًا، حيث تتابع ذلك لجان مختصة من وزارة الصحة بالشراكة مع المنظمات الأهلية مثل اتحاد لجان العمل الصحي ومركز كاريتاس الطبي وبعض المنظمات الأخرى، عن طريق تقديم النصائح والإجابة عن أي استفسارات منهم.

طفرة كورونا

وأعرب رئيس لجنة الطوارئ عن مخاوف وزارة الصحة من دخول السلالة الجديدة لفيروس كورونا إلى غزة، خاصة بعد تسجيل 17 حالة في الضفة مؤخرًا.

وقال: "الخوف يكمن من نقل العدوى للقطاع عن طريق مرضى غزة الذين يتلقون العلاج في مستشفيات الضفة والقدس"، مشيرًا إلى أن الطفرة الجديدة سريعة الانتشار، "لذلك فإن الخطر أكبر بسبب الاكتظاظ السكاني للقطاع".

وأوضح أن علاج الطفرة الجديدة وسُبل الوقاية منها كما السابقة "لكن انتشارها الكبير هو الذي يزيد المخاوف".

ولفت إلى أن الوزارة اتخذت كل الاحتياطات اللازمة، فهي تتواصل باستمرار مع منظمة الصحة العالمية والوزارة برام الله للتعرف على تفاصيل السلالة الجديدة، حتى لا تنتقل للقطاع.

وشدد على ضرورة "استمرار المواطنين في التزام إجراءات السلامة والوقاية، كأنهم يعيشون في مرحلة الخطر، تفاديا لانتشار موجة ثانية من كورونا".

وصول اللقاح

وفي سياق متصل، نفى أبو سلمية وصول أي لقاح يتعلق بفيروس كورونا إلى قطاع غزة حتى الآن، مشيرا إلى أن وزارته تنتظر دخوله منتصف فبراير القادم، وفق وعودات منظمة الصحة العالمية.

وكانت وسائل إعلام عبرية، زعمت أن حكومة الاحتلال وافقت على نقل مئات اللقاحات الخاصة بكورونا إلى غزة، وقد وصلت الخميس الماضي دون شروط.

وبيّن أن الجهات المعنية أبلغت وزارة الصحة بغزة إدخال لقاح كورونا منتصف فبراير القادم، لافتا إلى أن الوزارة حددت الفئات التي ستتلقاه أولا، وهي الكوادر الطبية وأصحاب المناعة الضعيفة، والأمراض المزمنة وكبار السن.

ودعا رئيس لجنة الطوارئ، في ختام حديثه، المواطنين إلى التزام الإجراءات الوقائية حتى تنتهي مرحلة الخطر وعدم اللجوء والعودة لإجراءات الإغلاق السابقة.