فلسطين أون لاين

شارك فيها 407 متسابقين عرب

مسابقة لفن الطهي.. قطاع غزة يحصد الجوائز الذهبية الثلاث الأولى

...
الطبق الفائز بالكأس الذهبية
غزة/ صفاء عاشور:

في خطوة نوعية على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة، تمكن أعضاء الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي في قطاع غزة من الحصول على الجوائز الذهبية الثلاث الأولى لمسابقة في فن الطهي، نظمها اتحاد طهاة العالم العربي الذي يضم 18 جمعية معتمدة في البلاد العربية.

سبع مشاركات من قطاع غزة استطعن تحقيق الإنجاز بالحصول على كأس المسابقة إضافة إلى ثلاث ميداليات ذهبية واثنتين فضيتين وأخريين برونزية، في تحديات واجهن فيها 407 متسابقين من جميع الدول العربية.

المسابقة كانت تجرى سنويًّا في إحدى الدول العربية، لكن بسبب جائحة كورونا وصعوبة السفر بين الدول العربية قُرِّر إقامتها إلكترونيًّا، وهو ما سهل على المشاركات في القطاع الانضمام إليها.

أجواء تراثية

الفائزة بالجائزة الذهبية في المسابقة صفاء شكشك من مدينة رفح توضح أن هدفها منذ بداية المشاركة في المسابقة كان ألا تخرج الكأس إلا والفائز بها من داخل قطاع غزة، لتثبت للجميع أن في القطاع مواهب قادرة على الإبداع رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها.

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين" تقول: "بالفعل كان إعداد طبق المسخن وفق الشروط الصعبة التي طلبتها لجنة التحكيم أمرًا صعبًا جدًّا، ولكن أنجز الفيديو الخاص بالأكلة وفق معايير تراثية بحتة عكست التراث الفلسطيني في كل تفاصيله".

ارتدت صفاء الثوب الفلاحي الفلسطيني وخبزت مكونات الطبق كافة على فرن الطين والحطب، وقدمته بالطريقة القديمة مفرودًا على طبق كبير كما هو متعارف منذ القدم، وليس على الطريقة الحديثة، وفق وصفها.

وتشير إلى أن الفيديو أنجز كاملًا خلال يوم واحد، وهو ما كان أمرًا صعبًا جدًّا، ولكن فرض لجنة التحكيم على الفريق الوقت جعل الجميع يصارع الزمن ليحقق هذا الفوز الكبير، للشيف صفاء أو للجمعية الفلسطينية لفنون الطهي في قطاع غزة.

ونبهت صفاء إلى أن اختيارها طبق المسخن الفلسطيني جاء نابعًا من رغبتها في تثبيت الحق الفلسطيني بهذه الأكلة التراثية، وتعريف الناس أن أصولها فلسطينية ولا مجال لسرقة الاحتلال الإسرائيلي لها.

تفاصيل المسابقة

من جهته المدير التنفيذي للجمعية الفلسطينية لفنون الطهي في قطاع غزة إيميل بر يؤكد أن التجربة فريدة من نوعها، إذ أُطلق العنان للمشتركين فيها للمشاركة في الجوانب التي يحبونها ويتفننون بها.

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين" يقول: "قبل بدء المسابقة وقع الاختيار على ثماني سيدات من قطاع غزة وأربع من الضفة للمشاركة باسم الجمعية وفلسطين، وكانت قد انقسمت المشاركات على إنجاز أربعة أنواع من الأطباق التي يجب تجهيزها، وهي طبق المقبلات، والحلويات، والأكل الشرقي والغربي، وطبق البيتزا".

ووفقًا لحديث بر "فازت الجمعية بالكأس الذهبية الخاصة بالبطولة، وفازت ثلاث صبايا بالميدالية الذهبية على مستوى الوطن العربي، إضافة إلى الفوز بالميداليات الفضية والبرونزية"، مشيرًا إلى أن هذا الفوز كان تشريفًا ورفعًا لاسم فلسطين وقطاع غزة عاليًا.

ويلفت إلى أن الطبق الذي فاز بالكأس على مستوى الوطن العربي هو المسخن الفلسطيني، إذ عملت الشيف المتخصصة بهذا المجال على إعداده وسط أجواء تراثية مستعملة أدوات قديمة تعكس التراث الفلسطيني لهذه الأكلة.

أما الطبق الثاني –يواصل كلامه- "فكان طبق السماقية الفلسطينية الذي أعد أيضًا بطابع قديم وتقديم حصري، وحصلت صاحبته على الميدالية الذهبية، والطبق الثالث: هو إنجاز طبق غربي فرنسي، وتفوقت الصبية في إعداده وحصلت على الميدالية الذهبية أيضًا".

ويوضح أن باقي الميداليات ذهبت إلى أطباق مثل المختوم الفلسطيني الذي يعد من التمر ودبس البلح والمكسرات وأخذ الميدالية الفضية، إضافة إلى طبق فخذ الحبش الذي حصل على الميدالية البرونزية.

ويؤكد بر أن فوز قطاع غزة بهذا الكم من الجوائز في مسابقة يشارك فيها أول مرة يعكس المستوى المتقدم للطهاة العاملين في مجال الطهي بقطاع غزة، مشددًا على أن جميع المشاركات استطعن إيصال رسالة للجميع أن غزة قادرة من عمق الحصار على الفوز وتحقيق حلمها في أي مجال تريده.

وينبه إلى أن المحكمين في لجنة الحكم في المسابقة كانوا من الطهاة الكبار على مستوى الدول العربية من المغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، والأردن، وفلسطين، وكانت عملية التقييم تجرى بكل احترافية على عمل كل المشاركين في المسابقة.

ويذكر بر أن الاهتمام بالطبخ والمسابقات العربية والدولية هو محاولة لاستنهاض حالة الشغف في هذا المجال بقطاع غزة، خاصة مع وجود قدرات محلية قادرة على الوصول للتفوق والنجاح على المستويين العربي والعالمي.