عبَّر مزارعون عن ارتياحهم لهطْل كميات وفيرة من الأمطار في أيام المنخفض الجوي الأسبوع الماضي، وذلك لأنه سينقذ المحاصيل الزراعية من التلف والجفاف كالقمح والشعير والبطاطا والأشجار المثمرة.
وقال هؤلاء لصحيفة "فلسطين": إن انحباس المطر في الآونة الماضية هدد المزروعات البعلية بالتلف، وساهم في تشوه مزروعات في أصناف الخضروات بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأعلنت الإدارة العامة للتربة والري بوزارة الزراعة أن هطْل الأمطار في مناطق قطاع غزة من بداية الموسم بلغ (234 ملم) في حين بلغت النسبة المئوية للهطْل 61.9% من المعدل العام للمحافظات.
وبحسب بيان لوزارة الزراعة، فإن كمية المياه التي هطلت في هذا العام بلغت حوالي 67.3 مليون متر مكعب، كما أن عدد أيام الهطْل وصل 15 يومًا.
وأكد المزارع الستيني حسين كوارع أن هطْل الأمطار خلال أيام المنخفض الجوي السابق ساهم في إنقاذ الموسم الزراعي، وعمل على تعويض أيام انحباس المطر في شهر ديسمبر الماضي.
وقال كوارع: لدي أرض زراعية تبلغ مساحتها 15 دونمًا وتوجد بالقرب من الأراضي المحتلة عام 1948، وزرعتها بالقمح الذي ينمو عن طريق مياه الأمطار.
وأضاف: مع انحباس الأمطار في شهر ديسمبر شعرت بالخوف الشديد، وفقدت الأمل أن ينجح الموسم هذا العام، لكن مع هطْل الأمطار الوفيرة الأيام الماضية "أعطانا أملًا بوجود محصول جيد".
ووافقه الرأي، المزارع أحمد محمود بأن هطْل الأمطار الأسبوع الماضي أنقذ المحاصيل الزراعية وأعاد لها الروح بعد أيام صعبة لم تمر منذ سنوات على المزارعين.
وقال محمود: "انحباس الأمطار أحدث حالة من الرعب بين المزارعين، خاصة التي تعتمد محاصيلهم على الأمطار كالقمح والشعير والبطيخ البلدي، لكن قدوم المطر ولو متأخر يُعد جيدًا".
وأوضح محمود -أحد مزارعي البطاطا- أن إلى جانب تأخر المطر استمرت درجة الحرارة في الارتفاع، هو ما ساهم في تلف بعض محاصيل البطاطا التي تحتاج إلى درجة حرارة تصل إلى 7 مئوية في هذا الوقت من العام.
وأشار المزارع محمود بدر إلى أن هطْل الأمطار يعني وجود موسم زراعي جيد حتى لو تأخر عن الأعوام السابقة.
وقال بدر: الأمطار التي هطلت أيامًا وتزامن معها برودة، ستساعد المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة على النضوج مبكرًا وجيدًا.
وأشار بدر إلى أن المزارعين استفادوا من هذه الأمطار الوفيرة عبر تخزينها في البرك، من أجل استخدامها في الأيام القادمة في ري المزروعات.
وأكد الخبير الزراعي نزار الوحيدي أن هطْل الأمطار في المنخفض الجوي أنقذ المزروعات وبعض الأشجار المثمرة، خاصة أن الكميات التي هطلت كانت وفيرة.
وقال الوحيدي لصحيفة "فلسطين": الأمطار التي هطلت على غزة جنَّبت حدوث صدمة للموسم الزراعي في هذا العام، حيث وصل متوسط الهطْل السنوي أكثر من 90% في محافظات الشمال.
وأوضح أن الأمطار جاءت في وقتها، خاصة في توزيع كميات الهطول، وعدد الأيام، وهو ما سد الفجوة التي أحدثتها انحباس المطر في ديسمبر الماضي، وأنقذ المحاصيل التي تشوَّه بعضها بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
ونبَّه الوحيدي إلى أن هناك بعض الأشجار لا تثمر إلا بعد ساعات معينة من البرودة، إضافة إلى أن هطْل الأمطار سيشجع المحاصيل الزراعية وسيأخذها إلى بر الأمان.