ليس في الإعلام كلام واضح بشأن محادثات عباس مع ترامب في البيت الأبيض قبل أيام.
ترامب سيزور المنطقة في نهاية الشهر الجاري. السفير الأمريكي الجديد في تل أبيب دافيد فريدمان يقول هناك رغبة عند الرئيس دونالد ترامب للتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. السفير نفى في الوقت ذاته وجود أي مخطط لعقد لقاء ثلاثي خلال زيارته للمنطقة، بحسب ما ذكرته صحيفة (هآرتس) العبرية. الرئيس ترامب سيلتقي نتنياهو وعباس كل على انفراد.
يقول السفير فريدمان الرئيس ترامب عازم على تقديم مبادرة سياسية للتوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني يحاولان فهم ما سيطرحه ترامب من مبادرة سياسية، إلا أن الرئيس الأمريكي لا يمتلك حتى الآن خطة منظمة لإطلاق عملية السلام، ولكن لديه العديد من الاقتراحات ويمتلك الطموح والحماس والعزم على دفع عملية السلام قدماً لإحداث اختراق تاريخي بالوصول لاتفاق شامل".
الرئيس ترامب يملك أفكارا للحل سيطرحها على الطرفين، لكن ما نوع هذا الحل؟! ترامب ربما كنتنياهو غير مقتنع بحل الدولتين. عباس وحده الذي يطالب بحل الدولتين. الدولة على حدود عام ١٩٦٧م مع تبادل محدود للأراضي هو أقصى ما يطالب به عباس. الطرف الإسرائيلي غير معني بحدود ١٩٦٧م، ويعتبر الحديث فيها نوعا من العبث السياسي؟!
نتنياهو يؤمن بضم القدس، والكتل الاستيطانية، وأجزاء واسعة من منطقة (ج)، بل ويجري مباحثات مع أميركا للحصول على موافقتها لسيطرة إسرائيل على الجولان وضمها إليها، بوصفها منطقة حيوية لأمن إسرائيل، ولا يوجد شريك عربي بعد أن تمّ تدمير سوريا.
صحيفة عبرية تتحدث عن أن عباس بات جاهزا لتوقيع اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل؟! ولكن ما مكونات وملامح هذا الاتفاق النهائي؟! الصحيفة لا تتحدث عن المكونات والملامح؟! وعباس لا يتكلم عن نضج اتفاق سلام نهائي، وما زال متمسكا بحل الدولتين، بينما الواقع الاستيطاني في الضفة قضى عمليا على ما يمكن تسميته بحل الدولتين.
إسرائيل تطرح بديلا عن حل الدولتين ما يمكن تسميته بالحل الإقليمي والاقتصادي. الحل الإقليمي أن تشارك فيه الدول العربية ذات التأثير بحيث يمكن تشجيع التوطين، وتقديم مساعدات مالية واقتصادية للسلطة الفلسطينية. ولا مكان في الحل الإقليمي لعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم. هل زيارة الرئيس ترامب لبعض الدول العربية يستهدف تسويق الحل الإقليمي، والحل الاقتصادي بحيث تشارك الدول العربية الغنية في دعم هذا الحل. إن ما تزعمه الصحيفة العبرية عن جاهزية عباس لتوقيع اتفاق سلام نهائي مع المحتل أمر فيه كثير من المبالغة، لأن هناك تفاصيل عديدة لا أحد يتكلم فيها، والشياطين تكمن في التفاصيل. ولا أعتقد أن الدول العربية جاهزة لقبول سقف أدنى من المبادرة العربية، وما زالت السلطة متمسكة بها كإطار عربي ممكن للحل.