فلسطين أون لاين

حوار الأوقاف بغزة: "إقامة صلاة الجمعة مرهون بالحالة الوبائية ولا أفق لاستئناف "موسم العمرة"

...
تصوير - الزميل محمود أبو حصيرة
غزة/ حاوره يحيى اليعقوبي:

أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة د. عبد الهادي الأغا أن وزارته وجهت كتابًا لخلية "الأزمة العليا" بشأن السماح بإقامة صلاة الجمعة في مساجد القطاع، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنها قدمت في العام الماضي مشاريع إغاثية بقيمة 10 ملايين دولار، وخرَّجت 430 حافظًا للقرآن الكريم، وقطعت "شوطًا كبيرًا" في إعمار المساجد المدمرة.

وقال الأغا في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين"، أمس: إن "المساجد لم تُشكل بؤرة لتفشي فيروس "كورونا" بين المواطنين في القطاع"، واصفًا حالة التزام الإجراءات الوقائية فيها بـ"العالية جدًا".

صلاة الجمعة

وأوضح أن صلاة الجمعة يمكن أن تقام في ضوء محددين رئيسين؛ الأول يتعلق باستقرار وتراجع المنحنى الوبائي، والثاني التزام المصلين الإجراءات الوقائية، وعليه قد تذهب خلية الأزمة لاتخاذ قرارٍ بفتح المساجد أمام صلاة الجمعة استثناءً يومي حظر التجوال.

وأضاف أن الوزارة "وجهت توصية لخلية الأزمة العليا أن المعطيات تظهر التزام المصلين الإجراءات الوقائية وتسمح بإقامة صلاة الجمعة، وبقيت مؤشرات المنحنى الوبائي عند خلية الأزمة، إذا ثبت الاستقرار أو التراجع قد نذهب لصلاة الجمعة وفق جملة من الضوابط".

وأشار إلى أن الفكرة معمول بها في الأردن وتركيا بأن يُؤْذن للمواطنين الخروج من بيوتهم لأداء الصلاة في مساجد أحيائهم، مؤكدًا أن وزارته معنية بنجاح حظر التجوال من أجل تقليص عدد الإصابات بفيروس "كورونا".

وظائف جديدة

وعن تعيينات وظائف العاملين بمجال الشؤون الدينية، ذكر الأغا أن وزارة الأوقاف ستعين خلال العام الجاري، 250 موظفا بمجال الشؤون الدينية (96 شؤون دينية رجال، ومثلهم خدمات مسجدية رجال، و38 شؤون دينية نساء، و20 موظفا من أصحاب تخصصات إدارية وبرمجية ومحاسبة وسكرتارية)، وهي التعيينات الأولى منذ عام 2014م.

وبشأن انعكاس جائحة "كورونا" على خطط تحفيظ القرآن الكريم، أوضح الأغا أن تأثير الجائحة كان "متدنيًا"، حيث استبدلت وزارته الحلقات الوجاهية بالإلكترونية التي انتسب إليها ما يزيد على 60% من الطلبة.

وأشار إلى أنه جرت العادة أن تُخرج الوزارة 500 حافظ سنويًا لكتاب الله، لكنها في العام الماضي خرجت 430 حافظًا، ونظمت دورات تلاوة وتجويد ومقارئ قرآنية ودورات الأسانيد والدورات التأهيلية إلكترونيًا.

وتطرق وكيل وزارة الأوقاف لموضوع صيانة وإعمار المساجد، قائلاً إن الوزارة قطعت شوطا كبيرا في إعمار المساجد التي دمرها الاحتلال في عدوان عام 2014م البالغ عددها 110 مساجد، "إذا تم إعمار معظمها وتبقى نحو ستة عشر مسجدًا وضعت على جدول أولويات الوزارة العام الجاري".

ولفت إلى أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بصيانة المساجد، وتنفق أكثر من مليون شيكل سنويًا على صيانتها، موضحًا أنها تتجه هذا العام إلى إشراك المجتمع المحلي في رعاية المساجد، إذ أتمت معظم الترتيبات لإطلاق مشاريع ووقفية لكل مسجد ولجنة تدير شؤونه.

موسم الحج والعمرة

وردا على سؤال "فلسطين" حول إمكان استئناف موسم العمرة في قطاع غزة، قال وكيل وزارة الأوقاف: إنه "لا يوجد أفق لاستئناف رحلات العمرة حتى اللحظة، والموضوع فيه جملة من المركبات والمعطيات"، حيث غيرت الجائحة كل الترتيبات لذلك، خاصة مع عدم وصول اللقاح الخاص بفيروس كورونا.

وأضاف الأغا: "المسألة الأخرى هي طريق السفر والحاجة إلى بروتوكول مع مصر، وهو لم يتم نتيجة الجائحة"، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار السفر نتيجة ترتيبات أقرتها المملكة العربية السعودية.

وعن استثناء مدينة غزة من قرعة الحج هذا العام، أوضح الأغا أن دور معظم محافظات قطاع غزة من القرعة الوطنية التي أجريت عام 2013م انتهى، وبقيت أعداد خاصة بمدينة غزة، لافتًا إلى أن "غزة تستوفي حصتها وأكثر من القرعة الرئيسة، أما المحافظات الأخرى لجأنا لإجراء قرعة مؤقتة لهذا العام ليكون لها نصيب من حجاج هذا العام، البالغ عددهم 2008 حجاج".

خطة ومشاريع استثمارية

من جانب آخر أكد الأغا أن وزارة الأوقاف أتمت خطتها الاستراتيجية ووضعت رؤية للنهوض بالوزارة لتكون فاعلة ومؤثرة في كل القطاعات، مشيرًا إلى أنها ستشرع في تنفيذ جملة من المشاريع خلال عام 2021.

وبين أن هناك رؤية استثمارية جديدة سيشهدها القطاع، بتفعيل المشاريع المتعطلة سابقًا، والمرشح فيها مشروع إنشاء مركز تجاري بميدان فلسطين "الساحة" وسط مدينة غزة، الذي قد يستغرق تجهيزه عاما ونصف العام.

وذكر أنه سينطلق خلال العام الجاري إنشاء أكبر مول تجاري في القطاع على مساحة أربعة دونمات، من خلال عقد شراكة بين وزارة الأوقاف التي ستقدم الأرض ومستثمر، الذي قد يستغرق من عامين إلى ثلاثة أعوام.

واستعرض الأغا بعض المشاريع التي ستنفذها الوزارة، منها مشروع وقفية لكل مسجد كعقارات أو محلات ومراكز تجارية أو مركبات، بهدف توفير الدعم المالي للمساجد، فضلا عن مشاريع أخرى كالدعوة الإلكترونية وتطوير الأداء فيها، وإعادة هيكلة الوزارة.

وأكد أن لدى الوزارة رؤية لتطوير التعليم الشرعي، وهناك قفزات كبيرة فيما يتعلق بتطوير المنهاج والبيئة والكادر التعليمي، ورفع معدل القبول للوصول للمدارس الموهوبين الشرعية، فضلا عن برنامج خاص بالقضاء، ودبلوم دراسات شرعية لغير المختصين.

ولفت إلى أن الوزارة قدمت مساعدات بقيمة 10.5 ملايين دولار للفقراء المحتاجين استفاد منها نحو 450 ألف شخص، مبينًا أن المساعدات قُدمت بأشكال متعددة، كطرود وسلال غذائية ومساعدات نقدية وترميم وإعمار بيوت، إضافة لمشروع إيواء الأيتام في عشر شقق سكنية.