فلسطين أون لاين

"محصول".. منصة غزِّية لتقديم المعلومات عن المحاصيل الزراعية

...
صورة توضيحية
غزة/ مريم الشوبكي:

دفع تذبذب الأسعار والحاجة الملحة إلى المحاصيل في الأسواق الغزية، المهندس عماد المصري إلى البحث عن إيجاد منصة ناظمة لهذه المحاصيل.

واستطاع المهندس المصري إنشاء منصة "محصول" التي تقدم المعلومات والأرقام للمحاصيل الزراعية، وتسهل على المزارع معرفة المحاصيل التي تغطي الفجوة.

وتأتي المنصة على غرار نظيراتها المطبقة في العديد من الدول الأوروبية والإفريقية والولايات المتحدة الأمريكية أيضًا.

ويعمل المصري مهندس كهرباء واستشاري تطوير أعمال وتنمية في فلسطين، وعمل سابقًا في العديد من المؤسسات المحلية والدولية.

وبمنصة "محصول" حصل المصري على المركز الثاني في تحدي بوصلة للإبداع على مستوى فلسطين، بالشراكة بين الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي والمجلس الأعلى للإبداع والتميز.

وقال المصري لصحيفة "فلسطين": عملت في الاستثمار بقطاع الدواجن، وقد خسرت هذا الاستثمار؛ نتيجة عدم وجود معطيات وبيانات تفيد الحاجة إلى الاستثمار أم لا.

وذكر أن العمل بين المزارعين والتجار دفعه إلى التفكير بهذه المنصة منذ عامين والترويج والتسويق لها بين المؤسسات.

وأوضح المصري أن فكرته تقوم على ملامسته تذبذب أسعار المحاصيل الموسمية وتأثيرها على المزارعين، "فانخفاض الأسعار يؤدي إلى تراكم الخسائر، وهذا الأمر مزمن لأن المزارع حينما يزرع محصولًا ما يرجع السبب إلى خبرته في تحقيقه مكاسب في العام الماضي، لكنه يتفاجأ بالخسارة في العام المقبل".

وأضاف: يُقاس الأمر أيضًا على قطاع اللحوم البيضاء والدواجن، وتكرار الخسائر يضر بالمزارع والمستهلك والمجتمع أيضًا.

وشارك المصري في مسابقة "بوصلة" عن طريق إعلان عبر "فيسبوك"، التي تقدم لها أكثر من 116 شخصًا قدموا أفكارًا ومبادرات.

وعن الهدف من منصة "محصول"، أفاد المهندس المصري أنها جاءت لخلق حالة من التوازن بين العرض والطلب، والمنتج والمستهلك، وتجنيب المزارع الخسائر، وتخفيض قيمة السلة الغذائية.

وذكر أن المنصة تقدم الأرقام والإحصائيات وتراجع نسبة مساهمة القطاع الزراعي في الناتج القومي المحلي، إضافة إلى عزوف المزارعين عن العمل في الزراعة.

أرقام ونتيجة

وأشار إلى أنه في عام 1994-1995م كانت الأيدي العاملة في القطاع الزراعي تشكل ما نسبته 25% من نسبة الأيدي العاملة في فلسطين، وتراجعت النسبة لتصل إلى 3%-4% في القطاع الزراعي في قطاع غزة بحسب إحصائيات عام 2019م.

وذكر أن نسبة ناتج القطاع الزراعي كانت تصل إلى 20% من الناتج القومي المحلي، وأما اليوم لا تتعدى 3.8% من الناتج القومي المحلي، وهذه الإحصائيات تبين عزوف المزارعين وهجرانهم الزراعة.

ولفت المصري إلى أن منصة "محصول" تشجع المزارعين وغيرهم للعودة إلى الزراعة، لأنها ستضع البيانات بين أيديهم، وتمكن الجهات الرقابية من متابعة القطاع الزراعي في فلسطين وترصد معلومات الإنتاج الزراعي.

وستمكن المنصة أيضًا البلديات المحلية من معرفة احتياجات المناطق الزراعية ومن ثم تعبيد الطرق هناك وتوفير شبكات ري، وتسهل مهام الجهات الدولية للوصول إلى الأشخاص المعنيين.

وأكد أن المنصة ستعزز صمود المزارعين في غزة وتحقق تنمية اقتصادية وزراعية أيضًا ما من شأنه أن ينعكس على الاقتصاد الفلسطيني وإيراداته.

ولدى سؤاله ماذا يمثل لك الفوز؟ أجاب المهندس الغزي: "الفوز في المسابقة هو بمكانة طرق للخزان، وهو إعلان وتعريف بفكرة المنصة وجذب الاهتمام اللازم من الجهات المحلية والدولية للاستثمار فيها".

وتابع: "وجود مثل هذه المسابقات مهم للغاية، لأنها تدعم صمود شعبنا في البقاء والاستثمار في أرضه والازدهار، ونقل معارف وخبرات ونجاحات موجودة في الخارج إلى غزة وفلسطين عمومًا تساهم في تشغيل الشبان وتشجعهم على الاستثمار".

ويطمح المصري إلى تطبيق فكرة مشروع منصة محصول في عام 2021م على مستوى فلسطين، لتشجيع وتحفيز الناس على توجيه الاستثمار في القطاع الزراعي لأنه قطاع حيوي ومدر للدخل.