"منذ بداية تأسيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين عام 2010م، فتحت الباب لكل الفلسطينيين واعتنت بكل مبدع، فلم تقتصر على الشعر أو النثر أو القصة أو الرواية، بل كل قلم يكتب في المجال الصحي أو الاقتصادي أو الزراعي هو ينتمي للرابطة التي تعمل على استقطابهم ضمن خططها" هذا بعض ما يقوله مدير الرابطة أحمد داود، كاشفًا عن نشاطاتها وخططها في العام الجديد 2021م، خاصة ما يتعلق بإنتاجات الأسرى.
استهل داود حديثه مع صحيفة "فلسطين" بتوضيح أن الرابطة تمنح نوعين من العضوية: العاملة والمؤازرة، وحتى يحصل كاتب على إحدى العضويتين تُعرض كتاباته على لجنة من أصحاب الاختصاص، ومن يحصل على العضوية العاملة هو من يجيد فن الكتابة لكل محتوياتها، ووصل للقب كاتب أو روائي ولا يحتاج إلى مساعدة.
أما المؤازرة فيبين داود أن صاحبها يكون لديه ضعف في بعض الجوانب التي تختص في أدب الكتابة، ويحتاج إلى التقويم والتطوير والدعم بالاحتكاك بالأدباء والنقاد وحضور الصالونات الأدبية التي تعقدها الرابطة، ومن لم يحصل على أي منهما فقد يكون من هواة الكتابة، ويدمج في دورات للوصول إلى تلك العضويات.
وعن الواقع الروائي والقصصي يقول: "في فلسطين عمومًا مواهب كثيرة، خصوصًا في مجال الكتابة، فحتى يسلط الضوء عليهم لا بد أن يكون المجتمع مثقفًا، أيضًا صناعة الثقافة تحتاج إلى مال، فمثلًا في بريطانيا موازنة وزارة الثقافة أعلى من وزارة الدفاع".
ويضيف داود: "تعمل الرابطة على النهوض بذلك الواقع بإطلاق مجموعة من الدورات المجانية المدفوعة الأجر، فأغلب الأقلام والإبداع تخرج من المعاناة، وذلك حتى لا يواجه عائق الوضع المالي مع صعوبة الوضع الاقتصادي في غزة".
ويلفت إلى أن الرابطة بدلًا من تكبدها تكاليف مالية باهظة في إنتاج بعض الإصدارات فتصل أحيانًا إلى ـخمسة آلاف دولار، ومع انعدام الموازنات ومع الانتشار التكنولوجي واعتماد أغلب القارئين على ملفات ((pdf بدلًا من النسخ الورقية، لجأت بعد اختيار أقلام جديدة وعرضها على اللجنة، إلى طباعة عدد محدود من النسخ بتكلفة قليلة وتحميلها على المواقع الإلكترونية، وبذلك تكون الرابطة صدرت للعالم العربي والفلسطيني أقلامًا جديدة، وأوصلت الكاتب إلى عالم آخر ومهدت له طريق التواصل مع دور النشر.
وتطرق داود للحديث عن التحديات التي تواجه الواقع الروائي الذي يكاد يكون منعدمًا، مستدركًا: "ولكن ذلك لا يعني عدم وجود روائيين، بل يحتاجون لمن يمد يد العون، فإنتاجاتهم تحتاج إلى المادة، لذلك تحاول الرابطة من طريق الصالونات الأدبية والندوات والدورات النهوض بالكُتاب الذين هم في بداية الطريق، ونقل تجارب آخرين فازوا في مسابقات وجوائز".
أما نشاطات الرابطة في ذلك الواقع فإنها ترجع حسب الفئة، فينبه إلى أنه إذا كانت الشخصية مميزة فإنهم يهيئون لها الفرصة للمشاركة في ندوات، عبرها يستمعون للجان النقاد والنشر بشأن أعمالهم.
ويصرح داود أن الرابطة تسعى هذا العام لإطلاق نادي الرواية والروائيين حتى تصدر للمجتمع العديد من الروايات وكذلك أصحابها، وعقد العديد من الدورات لدمج الكتاب ودفعهم للمشاركة في المسابقات المحلية والدولية، وأن يرسخوا لهم موقفًا إزاء المسابقات التي تصدر عن الدول المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي لكون الكاتب يقاوم بقلمه.
وفيما يتعلق بأنشطة الرابطة يتابع: "هناك مجموعة من الأنشطة التي تقوم بها الرابطة وتندرج تحت عدة أهداف تتعلق بالمجتمع المحلي والشخصيات المثقفة، كإصدارها دواوين وكتبًا وقصصًا وروايات ودورات تدريبية في مختلف المجالات المتعلقة بالكتابة الإبداعية كالقصة والشعر وموسيقا الشعر العروض والمقال والخط العربي وغيرها".
ويوضح أن من أنشطة الرابطة أيضًا الملتقيات الأدبية في المناسبات كيوم اللغة العربية والمناسبات الثقافية، أيضًا توفر الرابطة خدمة التسجيل الصوتي، فهذا العام ستصدر دواوين صوتية، وتصدر شخصيات فلسطينية معروفة وغير معروفة من طريق الحملات الإلكترونية، كما العام الماضي أطلقت ثلاث حملات عن أزمة كورونا، ونصرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومناهضة التطبيع، إضافة إلى الصالونات الشعرية والفكرية كـ"مشكاة" الذي أطلق العام الماضي، ولكن أزمة كورونا حالت دون عقده، وتصدر الرابطة مجلة "إشراقات" مرتين سنويًّا تواكب فيها المواضيع المطروحة في الساحة الفلسطينية كالتطبيع مثلًا.
ومن خطط الرابطة المستقبلية للعام الجديد 2021م أن هذا العام سيكون عام الأسرى للاهتمام بكل إنتاجاتهم الكتابية والأدبية داخل السجون (أدب السجون)، لكونها عظيمة جدًّا، وسيتواصل مع الأسرى في السجون لإخراج الأعمال الجميلة.
ويبين داود أن هذا العام ستصدر عشرات الشخصيات المجهولة التي تكتب جيدًا وفي مجالات مختلفة، وستنظم مسابقة خاصة بها، والفائز ستقوم الرابطة على تدقيق روايته وإخراجها وطباعتها وإقامة حفل توقيع، وذلك من الخطط الرئيسة للرابطة.
إلى عدم القدرة على تصدير المجموعات الشعرية والقصصية، فيمكن تجميع 30 شاعرًا في ديوان وطباعته، وبذلك يتغلب على الموضوع المادي، ويتعارف الكتاب الجدد، وتعمل توأمة مع العديد من المؤسسات ويشبك بينها.
ويختم داود: "إن الرابطة ستعمل على النهوض بأدب الأطفال الذي النتاج فيه صفر، وسيقوم بخاصة على إنتاج مجموعات من القصص بهذا الأدب، وفتح مركز "اليراعات" جسمًا يعنى بالأطفال الموهوبين ويتبع الرابطة، للاهتمام بهم مع عدم وجود جهات تعنى بذلك".